مهرجان دمشق السينمائي نشأة – تاريخ

حنين إلى زمن السينما الجميل,,,, وزحمة بين أضواء سينما اليوم
عوض القدرو . شام نيوز
اذا أردنا الحديث عن مهرجان دمشق السينمائي لوجدنا أنّه كان واحداً من أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية العربية, إذ كانت انطلاقته الأولى متزامنة مع انطلاقة فعاليات معرض دمشق الدولي, وقد أطلق علية آنذاك المهرجان السينمائي السوري الأول.
وشاركت به 13 دولة عربية وأجنبية كان منها ((سوريا ومصر والاتحاد السوفيتي وفرنسا وانكلترا وايطاليا والهند ويوغسلافيا)) وقد شهد هذا المهرجان العرض العالمي الأول للفيلم الروسي "عطيل" وشاركت بريطانيا بفيلمين كان أهمهما "فيلم ريتشارد الثالث من بطولة لورانس اوليفيه" .
عام 1972 شهدت دمشق انعقاد الدورة الأولى لمهرجان دمشق السينمائيّ الدوليّ لسينما الشباب,لكن الانطلاقة الحقيقة له كانت ب 20 تشرين الأول 1979 بمشاركة مجموعة من الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية والدول الأوربية والأسيوية . وشكل حينها توأمة مع مهرجان قرطاج السينمائي في تونس الذي بدأ في عام 1964 وكان عقد تلك الدورة تحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء آنذاك , وكان رئيس لجنة التحكيم الروائي السوفيتي الكبير جنكيز ايتمانوف , وشاركت سورية بفيلمين روائيين طويلين هما "القلعة الخامسة لبلال صابوني " و "حبيبتي يا حب التوت لمروان حداد" بالإضافة إلى ثلاثة أفلام قصيرة .
وقد شارك في هذا المهرجان 17 دولة عربية وأسيوية ولاتينية , وطبعاً كان الهمّ القوميّ العربيّ حاضراً فيه من خلال شعاره (( سينما من اجل التقدم والتحرر)) وعبر ((تظاهرة و ندوة السينما الفلسطينية))..
بدأ بعد ذلك ينعقد كل سنتين مرة واحدة بالتبادل مع مهرجان قرطاج السينمائي, لكنّ الحدث الأبرز في مهرجان دمشق السينمائي أنه ومنذ الدورة الثانية أصبح تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية القائد الخالد حافظ الأسد و الذي كان حريص على الالتقاء بلجان تحكيم المهرجان دوماً,و بالتالي كان محطّ أنظار السينمائيين العرب والأجانب لتشكيله حلقة مهمة بين المهرجانات العربية والإقليمية ....
واستمر المهرجان كل سنتين حتى عام 2007 إذ أصبح بعدها ينعقد بشكل سنوي ولغاية هذا اليوم و بتوافد كبار الشخصيات السينمائية العربية والدولية عليه , ولكن النقلة الحقيقة للمهرجان بدأت في عام 2001 في الدورة الثانية عشر له إذ حاولت المؤسسة العامة للسينما أن تعطي بقدر الإمكان صورة أو هوية دولية من خلال فتح باب المشاركة لكل دول العالم , وللأسف هو لم يدخل التصنيف الدولي لغاية هذا اليوم , لكنه يتمتع بخصوصية معيّنة عند كل من زاره كونه مرتبط بمدينة دمشق ويحمل اسمها....
ليصبح مهرجان دمشق اليوم وجبة سينمائية دسمة إذ صار بإمكان كلّ عشاق السينما أن يشاهدوا ومن خلال شاشته (( سينما اليوم مع سينما الأمس)) ...
كما تميّز بالكتب السينمائية التي يصدرها , وبحفل افتتاحه الذي يعكس دائما تاريخ وعراقة سورية ودمشق ويمزج بين التاريخ وفن السينما ..
حالياً تستعد دمشق لاستقبال مهرجانها الثامن عشر,و يمنّي نفس عشاق السينما في سورية أن يصنف مهرجان دمشق السينمائي مهرجاناً دولياً حقيقياً ...