موجة من الفضائيات الجديدة تغمر فضاء مصر بعد الثورة

 لا تزال سحب الغبار تنقشع في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني في مصر ورغم ذلك سارع عدد من الرواد في مجال الإعلام بانتهاز فرصة حرية التعبير في البلد.

عدد من قنوات التلفزيون الفضائية الجديدة يستلهم روح ومباديء الثورة ظهر إلى الوجود في الفترة الأخيرة رغم حالة عدم اليقين السياسي وفراغ أمني تعاني منه في مصر في الوقت الحالي.

إحدى تلك القنوات الجديدة هي "قناة التحرير" على اسم الميدان الذي كان بؤرة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.

الصحفي إبراهيم عيسى هو أحد المشاركين في تأسيس قناة التحرير. ويعود عيسى إلى الإعلام مجددا بعد توقفه عن الظهور في قناة دريم ثم قناة أون تي.في. في أعقاب خلافات مع إدارتيهما بسبب نقده الشديد لنظام مبارك. كما فقد عيسى منصبه رئيسا لتحرير صحيفة الدستور في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

واتهم ابراهيم عيسى عام 2008 بإلحاق الضرر بالاقتصاد المصري عندما كتب مقالا عن حالة مبارك الصحية وحكم عليه بالحبس شهرين.

وقال عيسى عن القناة الجديدة "طبعا هي قناة التحرير. يعني هي المفروض أنها قناة طالعة من الميدان.. قناة طالعة من الثورة.. طالعة بقيمها.. بأهدفها.. بطموحاتها. وعلشان كده أنا متصور أنها القناة الوحيدة التي يمكن أن تسمح لنفسها وتقول إنها قناة الثورة. ليه.. لأنه الشركاء فيها واللي على شاشتها هم بالفعل اللي كانوا في ميدان التحرير.. هم بالفعل مجموعة محسوبين بدرجات مختلفة على المعارضة لمبارك والنظام السابق."

وتأمل القنوات التلفزيونية المستقلة أن يساعد الإحباط من أداء التلفزيون المملوك للدولة خلال الثورة في منحها قوة دفع إضافية.

قناة تلفزيونية أخرى أطلت على المشاهدين في الآونة الأخيرة هي "25 يناير" التي يرأسها محمد جوهر رئيس شركة فيديو كايرو للإنتاج الإعلامي. وذكر جوهر أن القناة منبر جديد يقتصر العمل الصحفي فيه على أبناء الجيل الجديد.

وقال جوهر "فكرة قناة 25 جاءت من نفس الشباب اللي كانوا موجودين في ميدان التحرير. الروح اللي كانوا بيقدموها هناك شفنا أنها لم تقدم في الإعلام المصري من قبل. وتجاهلهم من الإعلام المصري لغاية فترة تنحية الرئيس مبارك خلانا نفكر ان إحنا نحطهم على الشاشة ونقدمهم للمشاهد بدون ما نوقفهم بعد كده."

برامج قناة 25 يناير وتقاريرها الإخبارية تعدها وتقدمها مجموعة من الشبان والشابات يحاولون نقل نبض الشارع المصري إلى شاشة التلفزيون. ومن هؤلاء ميرال برنجي التي تقدم برنامجا بعنوان "هاش تاج".

وقالت ميرال "كلنا لنا هدف واحد أننا نحاول نبين الثوار بيقولوا ايه في الشارع. يعني أنا مثلا على سبيل المثال في البرنامج بتاعي اسمه هاش تاج. إحنا بنغطي كل اللي بيحصل على الشبكات الاجتماعية.. والمواضيع اللي الناس بتتكلم فيها وأي حاجة ما بتوصلش للإعلام التقليدي."

عبد الرحمن عز الدين إمام أصيب بطلقة مطاطية في عينه أثناء إحدى مظاهرات الثورة. ويقدم إمام برنامجا بعنوان "الشعب يريد" في قناة 25 يناير استمد اسمه من هتاف المحتجين خلال الثورة.

وقال إمام "انت جايب شباب من الميدان بتقول لهم تعالوا أنا عايزكم تكونوا الواجهة بتاعة القناة تعبروا عن الناس وعن مطالبهم. ده شيء لم يتحقق قبل كده أبدا فأنا أعتبره ثورة في حد ذاته. ان انت تجيب الناس أصلا من الشارع أو الناس اللي هي كانت بتعبر عن رأي الشارع والناس اللي هي شاركت والناس اللي أصيبت والناس اللي تعرضت لكافة أنواع القمع سابقا وتقول لهم انتم اللي ح تبقوا في الواجهة وانتم اللي ح تبقوا على الشاشة وانتم اللي عايزكم تقولوا آرائكم."

وكان الإعلام الحكومي من أركان نظام الحكم المصري السابق لكنه شهد ثورة أعقبت ثورة الشارع في مصر. وسرعان ما تحولت الصحف وقنوات التلفزيون الحكومية ضد مبارك بعد الإطاحة به وأعلنت انتصار الثورة وانطلقت في الاعتذارات عن أدائها خلال الاحتجاجات الشعبية.

قنوات التلفزيون الجديدة التي ظهرت بعد الثورة تستضيف وجوها لم تلوثها سنوات حكم مبارك وتسعى لتقديم نوع من الإعلام يختلف عما تقدمه القنوات الفضائية الحكومية.

 

"رويترز"