موراتينوس وكوشنير يهاتفان ليبرمان ويحتجان على تسريب مضمون لقائهم إلى الإعلام

 

اتصل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير والاسباني ميغيل موراتينوس بنظيرهما الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان صباح اليوم الاثنين واحتجا على تسريب مضمون لقائهم أمس والذي طالبهم ليبرمان خلال بحل النزاعات في أوروبا قبل إسداء النصائح لإسرائيل.

 ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي قوله إن موراتينوس وكوشنير غضبا على نشر مضمون اللقاء بين الثلاثة أمس إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد ساعة من انتهاء اللقاء.

  وأضاف المصدر أن الوزيربن الأوروبيين وجها انتقادات شديدة إلى ليبرمان وأنه "مس بالثقة" وأن التسريب هو "خرق فظ لكافة أصول اللعبة الدبلوماسية".

  وأفادت هآرتس بأن مسؤولين إسرائيليين تم إطلاعهم بمضمون المحادثة الهاتفية قالوا إنه كان هناك صراخ فيها.

 وقال موراتينوس ظهر اليوم إن ليبرمان اعتذر على اقواله خلال اللقاء أمس لكن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي أكدوا حصول المحادثة الهاتفية قالوا إن ليبرمان لم يعتذر وإنما أوضح أنه لم يقصد أن تبدو اقواله "كتوبيخ" لموراتينوس وكوشنير.

رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان جهود نظيريه الفرنسي برنارد كوشنير والاسباني ميغيل موراتينوس بدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وطالبهما بالعمل على حل النزاعات في أوروبا قبل المجيء إلى إسرائيل لحل الصراع في الشرق الأوسط.


ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الاثنين عن ليبرمان قوله لنظيريه الأوروبيين خلال لقاء عقد في وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء أمس "إنني حتى لا أتوقع بأن تحلا جميع المشاكل في العالم لكني أتوقع أن تحلا جميع المشاكل في أوروبا على الأقل قبل أن تحضرا لتعليمنا كيف نحل النزاعات".


وأردف ليبرمان أنه "بعد أن تحلا النزاعات في منطقة القوقاز وفي قبرص وترانيستيا أو الخلافات بين صربيا وكوسوفو، تعالوا إلينا وعندها سأكون مستعدا لقبول نصائحكم".


وبعد ذلك قال ليبرمان إنه "في العام 1938 قرر المجتمع الدولي مصالحة (الزعيم النازي أدولف) هتلر بدلا من دعم الحليفة المخلصة تشيكوسلوفاكيا وضحّوا بها من أن يربحوا من ذلك شيئا، وأنا أعلن أمامكما أننا لا نعتزم أن نكون تشيكوسلوفاكيا للعام 2010 وسوف نصر على المصالح الهامة لإسرائيل".


واعتبر ليبرمان أن "الأمور تبدو أن كل إخفاقات المجتمع الدولي في حل صراعات في الصومال وكوريا الشمالية وأفغانستان وزيمبابوي والسودان وأماكن أخرى، تتركز في محاولة تحقيق تعويض على ذلك على شكل اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عام واحد".


وأضاف أنه "بدلا من التحدث الآن مع جامعة الدول العربية حول ما سيحدث بعد الاستفتاء الشعبي المتوقع في السودان أو البحث في الوضع القابل للاشتعال في العراق بعد العام 2012، أنتم تمارسون ضغوطا هائلة على إسرائيل، وبدلا من أن تحققوا تهدئة فإن ممارسة الضغوط قد يحقق العكس تماما والتسبب بانفجار الوضع مثلما حدث في العام 2000 في أعقاب قمة كامب ديفيد بين (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود) باراك وعرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات)".


ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن كوشنير وموراتينوس لم يوافقا على موقف ليبرمان وتجادلا معه وشددا على أن ثمة أهمية لأن يتم التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلا فإن الوضع سيكون أسوأ وسيأتي شركاء من الجانب الفلسطيني الذين لن تنجح إسرائيل في التوصل إلى سلام معهم.


والتقى موراتينوس وكوشنير أمس مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس حزب كديما والمعارضة تسيبي ليفني.


وقالت ليفني للوزيرين الأوربيين إن "على إسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام حول كافة قضايا الصراع المفتوحة وهذه مصلحة من شأنها أن تحافظ على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، فالوقت لا يعمل في صالحنا وحان الوقت الآن لاتخاذ القرارات المطلوبة من أجل التقدم في المفاوضات وإنهاء الصراع".


وأضافت ليفني "لقد قلت هذا لرئيس الحكومة (نتنياهو) وأقوله لكما أني سأؤيد أي قرار سيؤدي إلى تقدم العملية السياسية".


وقال بيرس للوزيرين الأوروبيين إنه توجد "أمام السلام صعوبات كثيرة ويحظر علينا أن نتنازل وعلينا دفع السلام لأن البديل صعب وخطير".


ورد كوشنير على ذلك قائلا "إننا في القارب نفسه ونريد السلام، ونريد أن نكون مفيدين للعملية السلمية".


من جانبه قال موراتينوس "لقد جئنا لهدف واحد وهو مساعدة الجانبين ونحن متفائلون من أن الجانبين مررا رسالة قالوا فيها إنهما يريدان الحفاظ على الوضع والتغلب على العقبات".


وقال باراك "إنني أعرف أن كلاكما صديق لإسرائيل ومحترم لدى الجانب الفلسطيني وأيضا في أنحاء العالم العربي ولذلك فإنه بإمكانه المساعدة فعلا".


وأضاف باراك أن التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين "هي المسؤولية العليا لحكومتنا وذلك من دون فقدان علاقة بصرية مع أمننا، والتوصل إلى اتفاقيات سياسية مع الفلسطينيين ومع بقية دول المنطقة".


ووصل الوزيران الأوروبيان إلى إسرائيل أمس في محاولة لدفع عملية السلام المتعثرة في أعقاب توقف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين على اثر استئناف البناء الاستيطاني ومحاولة تنظيم قمة في فرنسا تجمع بين نتنياهو وعباس وزعماء آخرين من المنطقة والعالم.

 

 


شام نيوز- وكالات