موسكو: آلاف السوريين تركوا منازلهم هرباً من فظائع المجموعات الإرهابية المسلحة

أكدت وزارة الخارجية الروسية أن العقوبات أحادية الجانب المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد سورية هي من الأسباب الرئيسية في تزايد عدد المهجرين من هذا البلد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها أمس "إن عدم حل الأزمة في سورية هو السبب الرئيسي في جملة من المشاكل التي من بينها تزايد عدد اللاجئين السوريين" مشيرة إلى أن موسكو تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتدهور لهؤلاء المهجرين وتعتبر أن إيجاد حل للأزمة الإنسانية هو جزء هام من عملية الحل الشامل.
وبينت الخارجية الروسية أن الآلاف من السوريين وكثير منهم من النساء والأطفال تركوا منازلهم هربا من الفظائع التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة مثل "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأضافت الخارجية الروسية "إن موسكو تولي مسائل تقديم المساعدات للمواطنين السوريين المتضررين بمن فيهم اللاجئون إلى دول الجوار أهمية كبيرة" مؤكدة أنها لا تميز بين المتضررين حسب انتماءاتهم العرقية أو المذهبية والمساعدات التي ترسلها موجهة إلى الجميع دون استثناء.
وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن معطيات منظمة الأمم المتحدة تبين مغادرة أعداد كبيرة من السوريين البلاد واضطرارهم للبحث عن ملجأ لهم في الدول المجاورة هربا من استمرار أعمال العنف التي يرتكبها المتطرفون ومن ضيق الحياة نتيجة الصعوبات الاقتصادية وتأثير العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سورية ولاسيما من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضافت إن اهتمام المجتمع الدولي تركز في الأيام الأخيرة على المناطق الشمالية الشرقية من سورية والتي تدفق منها المهجرون باتجاه شمال العراق.
خبيران روسيان: الغرب أدرك أن المجموعات الإرهابية في سورية ستنقلب عليه
من جهة أخرى أكد إلكسندر إيغناتنكو الخبير في الشؤون العربية والإسلامية أن الدول الغربية أدركت أخيرا أن المجموعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة التي تقاتل في سورية قد تنقلب عليها في وقت ما بعد انتهاء مهمتها هناك.
وقال ايغناتنكو في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أمس أن أعمال تلك المجموعات من شاكلة جبهة النصرة باتت تقنع المجتمع الدولي بانها لا تقود إلى نتائج سلبية لسورية وحدها بل ايضا لتلك القوى الخارجية التي تجند هذه المجموعات المسلحة الإرهابية وتمولها وترسلها لتنفيذ مصالحها المغرضة.
وأضاف ايغناتنكو أن اللاعبين الخارجيين بدؤوا يدركوا ضرورة حل الأزمات في الشرق الأوسط وخاصة في سورية بطرق سلمية وسياسية وبمشاركة جميع الأطراف المعنية عبر الحوار.
وفي لقاء مماثل أكد أندريه باكلانوف نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس ثبات موقف روسيا تجاه الأحداث في سورية وجهودها لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة عبر الحوار السياسي بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل من الخارج ودون تسييس الأزمة واستخدام ذرائع مصطنعة كالأسلحة الكيميائية وغيرها.
وشدد باكلانوف على ضرورة العمل لوقف دعم العناصر المغامرة المرتزقة في سورية التي تورطت سابقا في أحداث شمال القوقاز الروسي إذ قاتل هناك مرتزقة أجانب أيضاً ولكنهم دحروا وهم يجرون ذيول الهزيمة والعار.
وأشار باكلانوف إلى أنه حدث ما لم يكن متوقعا بالنسبة للكثيرين إذ أن الأحداث في سورية لم تتطور كما جرى في ليبيا وتبين أن الحكومة السورية متماسكة وان الجيش العربي السوري يقف إلى جانب حكومته الشرعية كما أن السوريين أدركوا بشكل سريع المضمون الحقيقي لتلك الشعارات المزيفة التي ترفعها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وختم باكلانوف.. أن روسيا تربطها علاقات صداقة عريقة وجذور قرابة تاريخية مع سورية التي كانت قبل بدء الأحداث فيها بلدا مسالما يعيش مواطنوها في ظروف طبيعية ولكن قوى معينة في العالم عملت كل ما بوسعها من أجل زعزعة استقرارها.