موسكو: اتهامنا بإفشال المحادثات السورية محض كذب

رفضت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، ما قالته الولايات المتحدة حول أن القصف الروسي سبب أزمةً إنسانيةً في سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه أنّ موسكو ليست مسؤولة عن فشل المحادثات السورية الأخيرة.
وخلال مؤتمرٍ صحافي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة في سوريا «لا أساس لها من الصحة، إطلاقاً»، رافضةً ما تردد عن أن القصف الروسي في سوريا يدفع نحو اللجوء إلى أوروبا.
ورفضت زاخاروفا الاتهامات بأن روسيا سببت انهيار المحادثات السورية الأخيرة، ووصفتها بأنها «محض كذب». وفي حين أكدت، من جهة أخرى، أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً في محاولة لدفع «معارضة الرياض» للمشاركة في مفاوضات جنيف، أشارت إلى أن إظهار جماعات قائمة الرياض نزواتها أدى إلى الوضع الذي نحن عليه الآن.
من جهةٍ ثانية، رأت الخارجية الروسية أنه يوجد تحول كبير في موقف الغرب تجاه الأزمة السورية. وتوقعت زاخاروفا أن يتناول الاجتماع المقرر عقده على هامش مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية إعطاء دفع جديد لجهود حل الأزمة السورية بالطرق السياسية.
وأشارت إلى احتمال أن يُظهر هذا الاجتماع أن الغرب بصدد إعادة النظر في تطورات الأزمة السورية والأزمات الإقليمية الأخرى. وأعلنت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيبحث التسوية السورية مع نظيره الأميركي، جون كيري، في ميونيخ هذا الأسبوع، مؤكدةً استعداد موسكو لتعزيز التعاون مع واشنطن في هذا الشأن.
وأوضحت زاخاروفا أن من غير المرجح أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق كامل حول سوريا، إلا أن هناك توافقاً بشأن الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية سياسية في سوريا وكذلك وجود الخطر الإرهابي في هذا البلد.
كذلك، رأت زاخاروفا أن «تجاهل الأكراد» في تسوية الأزمة السورية هو طريق مسدود، مشيرةً إلى أن موسكو كانت تدعو دائماً إلى ضرورة إشراك كل القوى غير الإرهابية على الأرض في العملية السياسية.
من جهة أخرى، أعلنت زاخاروفا أن من الخطأ الكبير الحديث عن عدم وجود حلفاء لدى روسيا في الساحة الدولية، مشيرةً إلى أنه لو كان الوضع كذلك، لكانت العلاقات الدولية في المرحلة الحالية مختلفةً تماماً. وأضافت أن العديد من الدول في ظل هذه الأوضاع الصعبة في العلاقات الدولية تؤيد الموقف الذي يدافع عنه الاتحاد الروسي، وذلك بشكل علني وغير علني.
ورأت زاخاروفا أنه يوجد في العلاقات الدولية حالياً، برغم الخلافات، فهمٌ للأولوية الرئيسية للسياسة الدولية والتي تتمثل في الشراكة البناءة، معتبرةً أن هناك براغماتية لأن «السياسة الدولية تتعلق تحديداً بحماية المصالح الوطنية».