موسكو تطلب من أنقرة توضيحا وتؤكد: لاوجود لأسلحة على متن الطائرة

وصلت طائرة الركاب السورية اير باص 320 القادمة من موسكو إلى دمشق عند الساعة 10ر5 فجر اليوم والتي كانت السلطات التركية أرغمتها على الهبوط في مطار أنقرة .
وأوضحت غيداء عبد اللطيف مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية أن السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالإقلاع من مطار أنقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطراريا.
وقالت عبد اللطيف " إن طائرات حربية تركية من نوع اف 16 هي من أجبرت الطائرة على الهبوط دون إعلام مسبق لكابتن الطائرة بقصد التفتيش ولم تطبق الإجراءات الدولية وإعلام خط الطيران المدني التركي بذلك مسبقا مما كاد أن يتسبب في حادثة طيران نتيجة اقتراب الطائرات الحربية على مسافة غير مدروسة" .
وأضافت عبد اللطيف " أن الطائرة لاتحمل أي مواد غير قانونية والشحنة متوافقة مع القوانين والأنظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية" مشيرة إلى أن حالة الركاب الصحية جيدة إلا أن حالتهم النفسية سيئة جدا.
واعتبرت أن "ما حصل عمل غير إنساني ويدل على خلل في طريقة التعامل مع الأنظمة والقوانين التي تنص عليها اتفاقية شيكاغو للطيران المدني وبقاء الركاب لساعات طويلة دون تقديم أي خدمات إليهم وإعلامهم بما يجري حيث دب الذعر وتأثرت الحالة النفسية لديهم".
ولفتت عبد اللطيف إلى أن مؤسسة الطيران السورية ستقدم احتجاجا لدى اتحاد الطيران الدولي واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والإنسانية على هذا التعامل اللاإنساني مع طاقم الطائرة والركاب لأن أي تفتيش يكون محضرا له مسبقا داعية إلى "فصل الجانب السياسي من كل دول العالم عن الطيران المدني الذي هو صلة تواصل بين الشعوب".
السفارة الروسية في أنقرة تطلب توضيحا من السلطات التركية حول الطائرة.. ومصدر روسي رفيع المستوى ينفي وجود أسلحة على متنها
وطلبت السفارة الروسية في أنقرة من السلطات التركية توضيحا لحادث إجبار طائرة الركاب السورية المتوجهة من موسكو إلى دمشق على الهبوط والقيام بتفتيشها.
وذكر مصدر في الخارجية الروسية " أن السفارة الروسية في أنقرة اتصلت على وجه السرعة بوزارة الخارجية التركية وطلبت منها تقديم توضيح عما جرى للطائرة السورية في رحلتها من موسكو إلى دمشق وكذلك وضعت السفارة السلطات التركية أمام مسؤوليتها عن سلامة المواطنين الروس الذين كانوا على متن الطائرة المذكورة".
وفي سياق متصل أكد مصدر روسي رفيع المستوى في إحدى المؤسسات الروسية الخاصة بتصدير الأسلحة اليوم نفيه وجود أي نوع من الأسلحة أو أجهزة ومنظومات خاصة بالتقنيات العسكرية على متن طائرة الركاب السورية التي ارغمتها المقاتلات التركية على الهبوط في الأراضي التركية في رحلتها أمس من موسكو إلى دمشق.
وأشار المصدر إلى أن روسيا "لم توقف تعاونها في مجال التقنيات العسكرية مع سورية وستزود سورية بالسلاح وبأي نوع من التقنيات العسكرية لو دعت الحاجة لذلك عبر الأصول المتبعة" وليس خفية وخاصة على متن مركبة مدنية.
الخارجية الروسية: قلقون من الأخطار التي تعرض لها مواطنونا في تركيا
إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من جراء الخطر الذي تعرضت له حياة ركاب الطائرة المدنية السورية وكان بينهم 17 مواطنا روسيا.
وجاء في بيان للخارجية الروسية اليوم " إن الجانب التركي لم يبلغ السفارة الروسية في أنقرة بوجود مواطنين روس على متن الطائرة السورية ولم نعلم بذلك سوى من خلال وسائل الاعلام الالكترونية".
وأضافت الخارجية الروسية أن السفارة الروسية في أنقرة طلبت من السلطات التركية ضمان السماح بمقابلة المواطنين الروس وتوجه إلى المطار موظفون قنصليون وطبيب ولكن السلطات التركية منعت دون إيضاح الأسباب وخلافا للاتفاقيات القنصلية الثنائية الدبلوماسيين الروس من لقاء المواطنين الذين لم يسمح لهم خلال ثماني ساعات بالنزول إلى مبنى المطار ولم يقدم لهم الطعام وسمح لهم فقط بالنزول إلى أرض المطار لوقت قصير.
وأكدت الخارجية الروسية أن الجانب الروسي يواصل الإصرار على يضاح أسباب مثل هذه التصرفات من قبل السلطات التركية ازاء المواطنين الروس واتخاذ تدابير كفيلة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ماتوزوف: تصرف حكومة أردوغان قرصنة دولية غير مبررة
بدوره أكد فاتشيسلاف ماتوزوف المحلل السياسي الروسي أن تصرف الحكومة التركية إزاء الطائرة المدنية السورية يعد قرصنة دولية غير مبررة.
وقال ماتوزوف في اتصال هاتفي مع قناة العالم " إن تركيا خرقت القوانين الدولية وكل الاعراف في فرضها الهبوط على طائرة ركاب مدنية الأمر الذي عرض حياة المسافرين للخطر.. وكان الأجدى بحكومة أردوغان أن تمنع المجموعات الإرهابية المسلحة من العبور من أراضيها والتغلغل داخل الأراضي السورية الأمر الذي أصبح واضحا للعيان".