ميقاتي: معالجة شهود الزور ومذكرات التوقيف السورية تكون بالهدوء

قال الرئيس المكلّف تأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي، إنه يطلب أن يحاسَب على خطواته، وأكد أنه ملتزم بما قرره مؤتمر الحوار الوطني عام 2006 في شأن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، لكن النقطة التي تحتاج الى معالجة هي «تداعيات القرار الاتهامي على لبنان، وهذا الأمر ليس في يدي، بل في إطار حوار وطني وبغطاء عربي وإجماع لبناني».
وأكد ميقاتي في حديث مع صحيفة «الحياة» ، إن علاقته مع زعيم تيار «المستقبل»، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تمرّ «بغيمة عابرة لكن لا يمكن أن نسمح لأي عاصفة بأن تهب في البيت السنّي». وأوضح أنه يشعر بارتياح مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأن ترشيحه لرئاسة الحكومة جاء من رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وتحدث عن تفهم رئيس البرلمان نبيه بري «لوضعي بأنه لا يمكن لهذه الحكومة أن تكون كيدية».
وإذ كرر ميقاتي نفيه أن يكون قدم التزامات لأي من فريقي الأكثرية الجديدة أو المعارضة الجديدة، شدد على أنه ملتزم بحماية المقاومة. وقال رداً على سؤال عن موقفه من المحكمة الدولية في وقت يعتبر «حزب الله» أنها مؤامرة على المقاومة، إنه، مع التزامه بقرارات الحوار الوطني (عام 2006) في شأن العدالة والحقيقة فإن ما يبحث اليوم هو تداعيات المحكمة وآثارها على لبنان و «لذا أنادي بحوار وطني حول هذا الموضوع وأعتقد أن الرئيس الحريري كان مدركاً لهذا الأمر». وسأل: «لماذا مشى (الحريري) بالمفاوضات في س - س لو لم يكن يريد تحييد الساحة اللبنانية الداخلية عن أي آثار وتداعيات للمحكمة الدولية؟». واستعاد ميقاتي ما قاله الحريري لـ «الحياة» (في 7 كانون الثاني/ يناير) عن أن التسوية في إطار س - س أنجزت، لكنه رفض «الدخول في سجال مع أحد» حول قول الحريري إن س - س انتهت وأنه لن ينفذ من جانبه شيئاً طالما أن الفريق الآخر لم ينفذ ما التزم به.
وأكد ميقاتي أنه هو من يشكل الحكومة «وليس أحد سواي»، إلا أنه أضاف: «لكن أنا دائماً من الأشخاص المرنين».
وأضاف لا أستطيع أن أقول أين وصلت المملكة العربية السعودية وسورية. أريد أن استلم الملف وأتابعه مجدداً وأدخل مجدداً في حوار كامل، وغايتي واحدة هي استقرار البلد. ما الغاية من قيامي بأي تحرك عربي إلا الوصول إلى مرحلة الاستقرار؟
وأجاب على سؤال: هل مظلتك العربية في المرحلة المقبلة هي «س – س» أم «س» واحدة، أي سورية؟ أولاً مظلتي ربّانية، ومن يعرفني في الداخل يعرف ذلك. ثانياً، بغض النظر عن الـ «س – س» والتسميات، أعتقد أن لدي خبرة في الموضوع اللبناني. هل تعتقد أن هناك لبنانياً عاقلاً يستطيع أن يعمل من دون غطاء حقيقي سوري وسعودي في لبنان؟ هل تعتقد أنني أنا العاقل، أريد سوى علاقة ممتازة مع سورية؟ ألا تعتقد أنني أنا تواق إلى علاقة ممتازة مع المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنها أعطت لبنان في العقود الماضية، وبخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ لم يكن لبنان في حاجة إلى شيء إلا كانت السعودية إلى جانبه دائماً، ونحن في حاجة كل يوم إلى شيء، فهل يكون رد الجميل للمملكة العربية السعودية بالنكران؟ رد الجميل يكون بالوفاء للمملكة ولخادم الحرمين ولكل من هو مؤتمن على أمور المملكة. في كل لحظة من اللحظات أقول: مطلوب علاقة ممتازة مع السعودية، ومن الطبيعي ان تكون علاقة جيدة وممتازة ويتخللها الراحة والاستقرار بين لبنان وسورية.
وحول موضوع المذكرات السورية ومسألة الشهود الزور بين القيادة السورية والرئيس الحريري، وقيل إن أحد أخطاء الرئيس الحريري أنه لم يطلب من الرئيس الأسد معالجة ملفي المذكرات والشهود الزور، أجاب ميقاتي: " هذا الموضوع أصبح، على ما أعتقد، نوعاً من التحدي بين كل الأطراف، لبنانياً – لبنانياً في مسألة الشهود الزور، ولبنانياً – سورياً في الموضوع الآخر. معالجتي لهذا الموضوع ستكون بهدوء وبعيداً من التحدي، لنرى ما هو الأنسب وما هو القانوني ونقوم به"، واضاف"اليوم أُسأل سؤالاً، فأجيب سياسياً، ولست ملمّاً بتفاصيل هذا الملف. سياسياً أقول: نعم، باستطاعتي متابعة هذا الملف عندما يكون الأمر هادئاً وليس بالتحدي، لكن نستطيع تجاوز هذا الموضوع.
شام نيوز- الحياة