ميقاتي: يدي ما زالت ممدودة لحكومة وحدة

 

لم تحمل نهاية الاسبوع أي تطور حاسم من شأنه الدفع نحو ولادة وشيكة للحكومة الجديدة، فيما يُرجح أن يتبلور اليوم مصير «الفرصة الأخيرة» التي منحها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لخيار حكومة الوحدة الوطنية، من خلال المواقف التي سيتخذها قادة قوى 14 آذار، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، في مهرجان «البيال» لمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفي حال أعلن الحريري رسمياً عن الانتقال الى المعارضة، كما يُرجح بعض المقربين منه، فإن ذلك سيحرر ميقاتي وسيختصر الكثير من المراحل امام سعيه الى تأليف الحكومة التي كان من المتوقع ان تولد يوم الجمعة او السبت الماضي، لو لم يتلق الرئيس المكلف إشارات جديدة من بعض الرموز المسيحية في 14 آذار، أعادت تعويم احتمال المشاركة، ما أدى الى خلط الاوراق مجدداً، وبالتالي إبطاء زخم السيناريو الذي كان يعمل عليه ميقاتي والمرتكز على الائتلاف بين المعارضة السابقة والوسطيين والتكنوقراط.

وفي انتظار حل عقدة حقيبة «الداخلية» المتأرجحة بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون، يبقى على ميقاتي أن يتلقى جواباً حاسماً من مسيحيي فريق الرابع عشر من آذار، في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة، من أجل أن يحدد الوجهة النهائية لحكومته العتيدة.

ميقاتي: يدي ممدودة للجميع

وقال ميقاتي لـ«السفير» إنه في ظل الظروف الاستثنائية والتاريخية التي تمر بها المنطقة، ومن أجل أن يكون جميع اللبنانيين شركاء في تحمل المسؤوليات الوطنية، «أمد يدي للجميع بصدق وإخلاص من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع في خدمة بلدهم وأهلهم.. وإذا كنا نريد وحدة بلدنا واستقراره وتحصين سلمه الأهلي والاقتصادي والاجتماعي، علينا أن نشبك أيدينا، بعيداً عن الغرضيات الضيقة، فأنا لست ممن يرغبون في المناصب من أجل المناصب، وأنا أدرك أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقي، ولذلك قررت أن أضحي في سبيل مصلحة وطني العليا وفي سبيل أهلي، ولذلك أكرر دعوتي للجميع أن نكون جميعا جزءاً من حكومة وحدة وطنية تلم شمل الوطن والمواطنين«.

وحول ما اذا كان يناور فقط في موضوع الحوار مع فريق 14 آذار للمشاركة في الحكومة، أجاب ميقاتي:»يجب أن يوجه هذا السؤال إلى من تحاوروا معي، فأنا كنت صادقاً في خياراتي وطروحاتي، وأنا أرغب في كسر الاصطفافات وأن يتحول مجلس الوزراء إلى مؤسسة منتجة بكل معنى الكلمة«.

وأضاف رداً على سؤال: »نعم، مثلما رفضت أن أقدم تعهدات لفريق 8 آذار رفضت تقديم تعهدات للفريق الآخر«.

وإذ جدد ميقاتي دعوته للبنانيين إلى الاقتداء بما يمثله الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قيم، أبرزها الحرص على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والانتماء العربي، أكد أنه لن يكون أسير المواعيد والأرقام في موضوع التأليف، وأنه مع السرعة ولكن ليس التسرع، آملا في أن تبصر الحكومة النور »في الوقت المناسب«.

في هذه الأثناء، لم يطرأ جديد على صعيد المفاوضات الجارية بين الرئيس المكلف وبين مسيحيي الأكثرية الجديدة وكذلك مع 14 آذار، علما أن خطوط ميقاتي مع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وبعض القيادات المسيحية ضمن 14 آذار، ظلت مفتوحة، وهو التقى قبل 48 ساعة المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله« الحاج حسين خليل، كما ظل شقيقه طه على تواصل دائم مع الوزير جبران باسيل، في ظل إصرار تكتل التغيير والإصلاح على حصة وزارية وازنة توازي حجمه التمثيلي كتكتل يضم 27 نائباً.

مهرجان »البيال«: سقف مرتفع

الى ذلك، اكتملت التحضيرات اللوجستية لمهرجان »البيال« حيث وزعت أكثر من 8000 بطاقة دعوة، وارتفعت شاشات عملاقة في الصالة، بينما سيتولى 150 شاباً وشابة الاستقبال والتنظيم، على ان تُلقى كلمات لكل من الحريري والرئيس أمين الجميل وسمير جعجع، علماً أن مصادر في »تيار المستقبل« ألمحت إلى أن خطاب الحريري سيكون »متشدداً للغاية«، موضحة انه سيضمنه خياراته الاستراتيجية للمرحلة المقبلة، بعد عرض الحقائق المتصلة بالمرحلة الماضية، ولا سيما في ما يتعلق بالحوار السوري - السعودي وأسباب فشله في معالجة الأزمة الداخلية، رافضة نفي أو تأكيد ما اذا كان الخطباء سيستعيدون بعض مفردات المرحلة السياسية السابقة تجاه سوريا.

وعلمت »السفير« أن الحريري، طلب من فريق عمله، إعداد تصور لما بعد مهرجان »البيال« يقوم على محاولة محاصرة ميقاتي دولياً، لا سيما من خلال دور تطوعت للعبه بعض الشخصيات الأميركية المعروفة بتطرفها إزاء المقاومة في لبنان وفلسطين، على أن يكون مشروع القانون الذي يعد في الكونغرس باكورة عملها، علماً أن سفير دولة عربية بارزة في واشنطن يلعب دوراً مكملاً لدور فريق عمل الحريري في هذا الاتجاه.

وعلى المستوى المحلي، طلب الحريري، إعداد تصور لتحويل يوم 14 آذار الى يوم غير مسبوق، على مستوى الحشد الشعبي، وصولاً الى احتمال إطلاق اعتصام مفتوح بوجه الحكومة الجديدة في وسط العاصمة، تحت شعار »إسقاط الانقلابيين«.

من جهتها، رفضت مصادر كتائبية، الحديث عن مضمون خطاب الرئيس أمين الجميل، في »البيال«، لكنها اشارت الى أن أبواب الحوار لم تقفل بعد مع الرئيس المكلف، وهذا الأمر ينطبق على الوزير بطرس حرب.

وعشية ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اتخذ الجيش إجراءات أمنية واسعة في العاصمة، فيما قال الرئيس نبيه بري خلال احتفال تربوي إن الطريق التي سلكتها الحكومة غير الميثاقية وغير الدستورية لتوقيع اتفاقية المحكمة ونظام المحكمة لم يكن طريقا دستورياً برغم نصوص الدستور، وأشار الى أن التحقيق كان موجهاً وسياسياً واعتمد على شهود الزور وتركيب السيناريوهات، ولذلك نحن قلنا على طاولة الحوار إننا وما زلنا مع المحكمة التي تؤدي الى كشف الحقيقة لا صنع أي حقيقة او تزوير هذه الحقيقة.

 

 

 

السفير