نائب لبناني: المراد من استهداف الوحدة الفرنسية الإيحاء بوقوف سوريا وراء الحدث

 

رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أن استهداف الوحدة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب عمل مدان لا يستهدف بالمعنى العملي الوحدة الفرنسية فحسب، إنما يستهدف الاستقرار والأمن اللبناني بالدرجة الأولى والحكومة اللبنانية بالدرجة الثانية، خصوصا انه أتى في وقت أنهى فيه قائد الجيش العماد جان قهوجي زيارته للدولة الفرنسية وذلك كرسالة واضحة المعالم والأبعاد تهدف إلى توتير العلاقات اللبنانية مع دول الخارج وهو ما يرفضه جميع اللبنانيين منعا لإدخال لبنان في لعبة الأمم والتجاذبات الدولية، هذا من جهة، أما من جهة ثانية يعتبر النائب هاشم ان المراد من استهداف الوحدة الفرنسية ومن قبلها الوحدة الايطالية الإيحاء ظلما وجورا بوقوف سورية وراء الحدث الأمني في ظل ما تمارسه الأمم المتحدة من ضغوطات غير محقة عليها، مشيرا بالتالي إلى ان مسارعة كل قوى 14 آذار إلى تبني هذه النظرية ناتج عن تمنياتها باستكمال عملية الضغط على سورية ضمن إطار رهانها على سقوط نظام الرئيس الاسد أمام ما يخطط له من شرق أوسط جديد رسمته الإدارة الأميركية وتنفذه يد العمالة.

واعتبر ان ما تسوقه قوى 14 آذار من ردود فعل على ما جاء في الكلام الأخير لأمين عام حزب الله سيد حسن نصرالله لم يكن مستغربا، بل كان منتظرا في ظل قيادة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للحملة المكللة بتوصيات أميركية ضد المقاومة وسلاحها، معتبرا ان القوى المذكورة لم تستسغ انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 بعد ان كانت تراهن على سقوطها تحت وابل الضربات الجوية للعدو الاسرائيلي، وهو ما كشفته لاحقا وثائق ويكيليكس، خصوصا ان أحدا ممن سمتهم تلك الوثائق لم يستطع انكار ما نسب اليه او اقله التنصل منه سواء بالاعتذار او بابداء الرأي المعاكس، الا ان الكلام عن مساهمة رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة سياسيا بصناعة الانتصار في حرب تموز لا اساس له من الصحة، وذلك لاعتباره ان الانتصار حققته المقاومة وحدها من خلال تمكنها من فرض معادلة عسكرية جديدة على ارض المعركة، وهي المعادلة التي من خلالها وجد السنيورة نفسه آنذاك مضطرا الى تبديل مواقفه السلبية من المقاومة ولو بصورة آنية والذهاب الى التنديد فقط بالعدوان الاسرائيلي لدى الامم المتحدة دون ابداء اي دعم منه للمقاومة كرئيس لحكومة لبنان، بمعنى آخر يعتبر النائب هاشم ان مواقف الرئيس السنيورة خلال حرب تموز وتحركاته الديبلوماسية لم تكن نتيجة قناعاته انما اتت على قاعدة "مجبر اخاك لا بطل".

وردا على سؤال حول تناقض كلامه مع توصيف رئيس المجلس النيابي نبيه بري حكومة السنيورة بحكومة المقاومة السياسية، لفت النائب هاشم في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان بري اطلق هذا التوصيف في خضم المعركة العسكرية، خصوصا بعدما ابدى السنيورة ظاهريا تبنيه التصدي للعدوان سياسيا على مستوى الامم المتحدة، الا ان ما تسرب لاحقا من معلومات وردت في وثائق ويكيليكس دحض هذا التوصيف، حيث تبين ان ما كان يسعى اليه السنيورة وفريقه السياسي آنذاك لم يكن سوى نتيجة رؤيته ان المعركة العسكرية تتجه نحو تسجيل المقاومة لانتصار تاريخي للبنان على ما ادعى انه الجيش الذي لا يقهر، مشيرا بالتالي الى ان المقاومة السياسية تكون قد انتفت مع انتفاء صدقية النوايا التي ابداها السنيورة وقوى 14 آذار خلال حرب تموز.

وعما استوحى من كلام السيد نصرالله ان حزب الله يحتكر قرار الحرب والسلم، خصوصا بعد تأكيده ان المقاومة ستضرب المنشآت النفطية لاسرائيل فيما لو اعتدت هذه الاخيرة على المنشآت النفطية اللبنانية، لفت النائب هاشم الى ان تلك التفسيرات مخطئة وذلك لاعتباره ان وقوف المقاومة خلف خطوط الجيش ووضع نفسها بإمرته خلال معركة شجرة العديسة وايضا ما اكد عليه البيان الوزاري للحكومة الحالية حيال معادلة "الجيش والشعب والمقاوم" دحض كل تلك التفسيرات واظهر عدم صحتها، مشيرا من جهة ثانية الى ان قوى 14 آذار تعمدت في تعليقاتها تغييب ما قاله السيد نصرالله انه "عندما يكون هناك حق تؤكده الدولة اللبنانية فسنكون معنيين كمقاومة بالدفاع عنه"، معتبرا بالتالي ان ما يحاول البعض تسويقه في هذا الاطار هو جزء لا يتجزأ من حرب "الفريق الآذاري" وفي مقدمتهم الحريري والقوات اللبنانية ضد سلاح المقاومة.

وأكد انه مخطئ من يعتقد ان المقاومة قد تتجاوز الجيش اللبناني فيما خص اي عدوان اسرائيلي على السيادة اللبنانية لكونهما فريقا عسكريا واحدا متكاملا شاء من شاء وابى من ابى.