زياد غصن

ناقلة النفط.. ومبالغاتنا!

اقتصادية

الخميس,٢٣ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
 
نعم، كانت هناك مبالغة واضحة في التغطية الإعلامية لخبر وصول ناقلة النفط إلى ميناء بانياس، و كان هناك أيضاً مبالغة في قراءة تأثيراتها المتوقعة على مجريات أزمةِ توفرِ المشتقات النفطية في البلاد.
هذه المبالغةُ كانت واضحةً جداً في تصوير وصول الناقلة، على أنه بداية النهاية للأزمة الحالية، وأن البلاد لن تشهد لاحقاً أزمات أخرى مشابهة.
في حين أن المؤشرات الموضوعية تؤكد حدوث انفراجات تدريجية في كمية المشتقات النفطية المتاحة للاستهلاك...
فمثلاً، بحسب معلومات وزارة النفط، تمَّ مؤخراً رفعُ كمية التزود بمادتي المازوت والبنزين بمعدل نصف مليون لتر يومياً، والتوقعاتُ تشير إلى أن التحسنَ سيستمر خلال الأيام القادمة.
لكن في مطلق الأحوال، فإن تلك الانفراجات لن تصلَ إلى المرحلة المريحة لجميع القطاعات الاقتصادية والخدمية، وللأسباب نفسها التي حالت طيلة السنوات السابقة من تحقيق ذلك.
ولنتذكر معاً أن الاختناقاتِ الحاصلةَ في توفير حوامل الطاقة، لم تهدأ أو تتوقف منذ بداية الحرب، وسوف تستمر خلال الفترة القادمة، ما دامت حقول النفط والغاز الرئيسية للبلاد محتلة، وما دامت العقوبات الغربية وسوء الإدارة يعيقان أي عملية استثمار للثروات والموارد الوطنية.
والسؤال... ماذا سنقول للمواطن، فيما لو تجددتْ أزمة المشتقات النفطية مرة أخرى؟ وهل سيأخذ ما سنقوله له من مبررات على محمل الجد ويصدقها؟
مقارنة بالتعتيم والصمت، فإن المبالغة تصبح أكثر فتكاً بما تبقى من جدار الثقة بين المواطن والحكومة.