ناقوس الخطر يدق في مخيم الهول بعد عشرات الوفيات بفعل البرد والجوع

مخيم الهول بريف الحسكة

شام إف إم - خاص

أعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه أن ما لا يقل عن 84 مدنياً ثلثاهم أطفال لاقوا حتفهم منذ كانون الأول وهم في طريقهم إلى مخيم الهول بريف الحسكة، وذلك بعد فرارهم من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في دير الزور

وأضاف لايركه خلال إفادة صحفية إن "المنظمة الدولية قلقة للغاية لمحنة آلاف المدنيين الذين يفرون من الباغوز بريف دير الزور بعد قتال مكثف"، موضحاً أن مخيم الهول يؤوي الآن 45 ألف شخص على الأقل منهم 13 ألفا فروا من دير الزور خلال الأسبوع الماضي.

وأشار المتحدث إلى أن 175 طفلا من سكان المخيم يخضعون للعلاج بالمستشفيات نتيجة سوء تغذية حاد، وذلك بحسب تقارير لوكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة على الأرض.

من جهته أكد مراسل شام إف إم في المنطقة الشرقية محمود عبد اللطيف خلال اتصال هاتفي ضمن مسائية «شام إف إم»، أنه أكثر من 43 ألف شخص نقلوا من مخيم الباغوز نحو مخيم الهول، مشيرا إلى أنها رحلة تستغرق من يوم ونصف إلى يومين عبر الشاحنات التي تدخلها "قوات سورية الديموقراطية"(قسد) إلى بلدة باغوز، ولا يسمح للمنقولين بمغادرة الشاحنة أياً كانت الأسباب، حيث تؤكد المعلومات أن 73 حالة وفاة نتيجة التعرض لبرد شديد والنقص الحاد في الغذاء، وغالبية الذين سقطوا ضحايا الرحلة من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي نحو الهول هم من الأطفال والنساء.

وأوضح مراسلنا أنه من يتم نقلهم إلى مخيم الهول هم من النساء والأطفال والشيوخ وعدد قليل من الرجال الذين خضعوا لتحقيق من قبل قوات الاحتلال الأمريكي عاجلاً، وأثبت التحقيق الأولي أنهم غير منتمين لتنظيم "داعش"، أما عناصر التنظيم فيتم نقلهم إلى جهة مجهولة.

وأضاف مراسل شام إف إم في المنطقة الشرقية أن أبرز المنظمات التي تنتشر داخل مخيم الهول هي «منظمة الصحة العالمية» و«الهلال الأحمر العربي السوري» بالتنسيق مع «الصليب الأحمر»، إضافة إلى بعض الجمعيات وهي «أمار وأفرام و المود واليمامة»، مبيناً أن "قسد" تمكنت من التأثير على مسار منظمتي «اليونيسيف» و«المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» لتسييس تقديم المساعدات الإنسانية، فالعائلات المنحدرة من أصول أوروبية و تحديداً الجنسيات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية يحظون بمعاملة خاصة من قبل "قسد"، في حين أن السوريين أو العراقيين اللذين يقطنون في الهول يعانون من نقص شديد في المواد الغذائية و المحروقات، حيث أن أكثر من أربع عائلات تجلس في الخيمة الواحدة، كما تم نقل 160 طفل إلى المشافي الخاصة في مدينة الحسكة لتقديم المساعدات، وقدمت الجمعيات الخيرة السورية 60 عملية جراحية عاجلة لمن تم نقلهم إلى مخيم الهول، وهناك مدنيين يعانون من وجود شظايا نتيجة القصف الأمريكي العشوائي على مناطق في ريف دير الزور.

بدوره أوضح محافظ الحسكة جائز الموسى لشام إف إم أن «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» تشرف على مخيم الهول، وبعد بدء المعارك في ريف دير الزور الشرقي قدم إلى المخيم خلال شهر شباط 15119 شخص، مشيرا إلى ان حركة النزوح مازالت مستمرة وكبيرة، حيث تقدم المنظمات الدولية بتوجيه من الحكومة السورية كافة الإمكانيات لمساعدتهم من الغذاء وبرامج تعليمية وبرامج الدعم النفسي لحماية المرأة والطفولة في المخيم الذي ينار دائماً بالطاقة الشمسية وتصل إليه المياه بالصهاريج من محافظة الحكسة، مضيفاً أن الواقع الصحي سيء جداً بسبب حصار "تنظيم داعش" الإرهابي لفترة طويلة.

وبين موسى أن أمراض الجلدية ومرض «اللاشمانيا» تنتشر بشكل كبير ووصل عدد المرضى لـ 400 مريض، وبالتالي توجد عيادة «لاشمانيا» ثابتة وسبع سيارات صحية من «الهلال الأحمر العربي السوري»، وكذلك يعاني بعض الوافدين من أمراض مزمنة لا تتوفر أدوية لها كالسكر والقلب والسرطان والضغط، والمحتاجين إلى مشافي يتم نقلهم إلى المشافي الخاصة والعامة.

وأكد موسى أن المخيم كان محضر لاستقبال 200 شخص، ولكن وصل للمخيم خلال هذه الفترة 15 ألف شخص، ورغم عددهم الكثير لازال الوضع ضمن السيطرة.   

إعداد: شام قطريب