نجاد لـ عطري: العلاقات السورية الإيرانية استراتيجية..

وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال استقباله المهندس محمد ناجى عطري رئيس مجلس الوزراء العلاقات السورية الإيرانية بأنها استراتيجية مؤكدا عمقها ومتانتها وأهمية اغنائها بما يحقق المصلحة الوطنية للبلدين ويدعم عملية التنمية والبناء فيهما.
واطلع الرئيس أحمدي نجاد من المهندس عطري ومحمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني على نتائج أعمال الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة التي تصب في خدمة قضايا التعاون المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ودعا الرئيس أحمدي نجاد حكومتي البلدين إلى تطوير آليات التعاون وتذليل أي عوائق تعترضها وترجمة ما تم الاتفاق عليه في خطوات عملية ومشاريع تنموية وفق برامج زمنية محددة لافتا إلى أهمية المتابعة لتحقيق النتائج المرجوة.
حضر اللقاء الوفد المرافق للمهندس عطري وسفيرا البلدين.
توقيع خمس اتفاقيات وبرامج تنفيذية في مجالات الإدارة المحلية والإسكان والتعمير وتنمية الصادرات والشباب
واختتمت اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة برئاسة المهندس عطري ومحمد رضا رحيمي النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية أعمال دورتها الثالثة عشرة المنعقدة في طهران بالتوقيع اليوم على 5 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية تشمل التعاون في مجالات الإدارة المحلية والإسكان والتعمير وتنمية الصادرات والشباب والرياضة إضافة إلى مذكرة تفاهم حول اجتماعات هذه الدورة.
ووقع المهندس عطري ورحيمي مذكرة التفاهم لاجتماعات الدورة الثالثة عشرة للجنة السورية الإيرانية المشتركة.
كما وقع الدكتور علي سعد وزير التربية والمهندس علي نيكزاد وزير الإسكان وبناء المدن على برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب بين اتحاد شبيبة الثورة والمنظمة الوطنية للشباب الإيرانية للعامين 2011 و 2012.
ووقع المهندس عمر غلاونجي وزير الإسكان والتعمير ووزير الداخلية محمد مصطفى نجار على برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الإدارة المحلية بين وزارة الإدارة المحلية ووزارة الداخلية الإيرانية لعامي 2011 و 2012.
كما وقع غلاونجي ونيكزاد على برنامج تنفيذي للتعاون بينهما في مجال الإسكان والتعمير.
ووقعت وزيرة الاقتصاد والتجارة لمياء عاصي ووزير التجارة الدكتور مهدي غضنفري على مذكرة تفاهم بين هيئة تنمية وترويج الصادرات في سورية ومنظمة تنمية التجارة في إيران.
الإسراع في استكمال إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة
وتضمنت مذكرة التفاهم حول اجتماع الدورة 13 للجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة التعاون بين البلدين في المجالات الاستثمارية والتجارية والصناعية وإنتاج الطاقة الكهربائية والنقل والمواصلات والاتصالات وتقانة المعلومات والنفط والثروة المعدنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتربية والزراعة والصحة إضافة إلى التعاون في مجالات السياحة والصناعات اليدوية والأثار والمتاحف والعمل والتدريب الفني والمهني والتخطيط الإقليمي والإسكان والتعمير وتعزيز التعاون الإعلامي.
وأكد الجانبان أهمية الإسراع في استكمال إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة لدى البلدين لدخولها حيز التنفيذ وتطوير وتفعيل التعاون في مجال المعارض التخصصية والدولية التي تقام في كل من سورية وإيران والمشاركة المنتظمة فيها وعلى إقامة منتدى اقتصادي لرجال الأعمال لبحث الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة.
كما تضمنت المذكرة التعاون في المجال الصناعي حيث أكد الجانبان أهمية تعزيز تعاونهما الصناعي من خلال تنفيذ ما سبق الاتفاق بشأنه في هذا المجال إضافة إلى تعاونهما في المجالات المصرفية والجمركية والتأمين والتخطيط والإحصاء والمصارف والتقانة ونقل المعلومات والتكنولوجيا.
تسريع إجراءات تنفيذ الربط الكهربائي للشبكات الكهربائية في البلدين
وفي مجال إنتاج الطاقة الكهربائية اتفق الجانبان على تسريع الإجراءات المتعلقة بتنفيذ الربط الكهربائي للشبكات الكهربائية في كلا البلدين وتبادل الخبرات الفنية والهندسية في مجال تصميم وتركيب المحطات الريحية والشمسية.
وفي مجال النقل والمواصلات أكد الجانبان أهمية عقد اجتماع للجنة الفنية المشتركة السورية الإيرانية للنقل الطرقي الدولي للركاب والبضائع خلال النصف الثاني من العام الحالي ومتابعة العمل في إطار مذكرة التفاهم حول التعاون الفني في مجال النقل الجوي وتفعيل اتقافية التوءمة الموقعة بين المرافئ الإيرانية والسورية إضافة إلى التعاون في مجالات النقل السككي والطرق والجسور.
واتفق الجانبان في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات على استمرار التعاون لإطلاق دراسة جدوى اقتصادية لإنشاء شركة مشتركة سورية إيرانية لمختلف أنواع تجهيزات الاتصالات والتعاون في مجال إنشاء الحدائق التكنولوجية وتوسيع التعاون في مجال البريد وخدماته.
توسيع التعاون المشترك في مجال صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات
وعلى صعيد التعاون في مجال النفط والثروة المعدنية أكد الجانبان استمرار تعاونهما في مشروع مصفاة الفروقلس ورحبا بتوسيع تعاونهما المشترك في مجال صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات إضافة إلى التعاون في مجال الفوسفات وتأهيل وتدريب الأطر العاملة في صناعة النفط والغاز.
كما اتفقا على تكثيف جهودهما للارتقاء بعلاقات التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتقانات الحيوية وتبادل الخبرات في مجال تطوير التقانات وإقامة الحدائق العلمية والتقانية ومراكز التميز البحثية وإقامة مراكز لإنتاج اللقاحات والأمصال والبروتينات العلاجية.
وفي مجال التربية أكد الجانبان أهمية تنفيذ مضمون البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي للأعوام 2009-2011 و تعزيز التعاون التربوي بينهما.
وفي المجال الزراعي أكدا ضرورة تسريع تنفيذ مضمون الوثائق الموقعة بين البلدين في هذا المجال وتبادل الخبرات في مجال مكافحة آفات الحمضيات والقطن وتعزيز تعاونهما في مجال اختبارات وأبحاث بذار أصناف الشوندر السكري وزراعة الزيتون البعل وتصنيع زيت الزيتون وتسهيل تجارته.
ودعا الجانبان في المجال الصحي إلى تبادل الخبرات في مجال التقانات الحيوية ومتابعة إجراءات تسجيل الأدوية السورية والإيرانية والتعاون في مجال طب العيون وجراحة القلب وزراعة الأعضاء والخلايا الجذعية.
كما تضمنت المذكرة أوجه التعاون في المجالات السياحية والصناعات اليدوية والآثار والمتاحف والعمل والتدريب الفني والمهني والإدارة المحلية والتخطيط الإقليمي ومجالات الإسكان والتعمير والترحيب بمساهمة الشركات الإيرانية بتنفيذ مشاريع وحدات سكنية في سورية سواء عن طريق الاشتراك في المناقصات المعلن عنها أو عن طريق إقامة شركات مشتركة سورية ايرانية.
وتضمنت الاهتمام بتعزيز التعاون الإعلامي في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في سورية ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون في إيران وبحث تجربة الإنتاج المشترك وتبادل البرامج والأفلام الوثائقية.
عطري ورحيمي: تطوير التعاون وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات والارتقاء به بما يتناسب وإمكانات البلدين المادية والبشرية
وعقد المهندسان عطري ورحيمي مؤتمرا صحفيا عقب الجلسة الختامية اجملا فيه نتائج اجتماع اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة في دورتها الثالثة عشرة وأكدا عزم البلدين على تطوير تعاونهما وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات والارتقاء به بما يتناسب وإمكاناتهما المادية والبشرية وضرورة وضع الآليات اللازمة لترجمة ما تم الاتفاق عليه وفق برامج زمنية محددة ومتابعة تنفيذه في المجالات كافة.
وأكد المهندس عطري خلال المؤتمر قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وحرص قيادتيهما على تطويرها وتعزيزها والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بينهما بما يعزز قدرتهما على مواجهة التحديات المختلفة.
بدوره أكد رحيمي وقوف إيران إلى جانب سورية في مختلف المجالات وحرص بلاده على الارتقاء بعلاقات التعاون المختلفة.
هذا وكانت اللجنة عقدت جلسة ختامية برئاسة المهندس عطري ورحيمي جرى خلالها استعراض ما تم التوصل إليه من مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وموضوعات تتعلق بمختلف مجالات التعاون وتبادلا خلالها كلمتين أكدا فيهما على أهمية نتائج اجتماعات اللجنة وما رافقها من أجواء ودية عبرت عن حرص البلدين على الارتقاء بعلاقات تعاونهما وتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال والاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة فيهما.
يشار إلى أن البلدين يرتبطان بالعديد من الاتفاقيات التي تصب في إطار تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما كاتفاقية التجارة الحرة الموقعة في شهر تشرين الأول الماضي وإلغاء سمات الدخول أواخر شهر شباط الماضي.
وكان البلدان اختتما أعمال الدورة الثانية عشرة لأعمال اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية التي عقدت في دمشق أواخر نيسان الماضي بالتوقيع على مذكرات تفاهم في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والجمركية والتخطيط والإحصاء والصناعة والكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات وتقانة المعلومات والصحة والزراعة والإسكان والتعمير والإدارة المحلية والداخلية والتربية والتعليم العالي والاعلام والسياحة والبيئة إضافة إلى مجالات التعاون الثقافي وتبادل الزوار والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب الفني والمهني والتعاون العلمي والبحثي والفني والشبابي.
وكان المهندس عطري بحث مع علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني علاقات التعاون المتنامية بين البلدين وضرورة الارتقاء بها واستكشاف افاق جديدة لها وبناء منظومة تعاون اقليمي تحقق مصالح دول المنطقة وشعوبها.
وتركز اللقاء على التعاون في المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين سورية وايران وانسياب السلع بين أسواقهما اضافة الى التعاون في مجالات الصناعة والطاقة والنفط والغاز والقطاعات التربوية والثقافية.
وتطرق اللقاء إلى الأحداث التي تشهدها الساحة الإقليمية والتحديات التي تواجه المنطقة وأهمية التعاون والتنسيق المشترك حيال هذه التحديات. ونوه لاريجاني بمواقف سورية ازاء القضايا الإقليمية ودورها الفاعل والمؤثر في تحقيق امن المنطقة واستقرارها. حضر اللقاء الوفد المرافق للمهندس عطري وعدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني وسفيرا البلدين في طهران ودمشق.
كما بحث عطري مع الدكتور علي أكبر صالحي وزير الخارجية الايراني علاقات التعاون بين سورية وإيران وسبل تطويرها والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية القائمة بينهما بما يحقق مصالحهما وتكامل امكاناتهما ومواردهما.
واستعرض الجانبان الأوضاع على الساحة الإقليمية مؤكدين أهمية التشاور والتنسيق بين دول المنطقة لحماية أمنها واستقرارها.
حضر اللقاء سفيرا البلدين في طهران ودمشق ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء.
صالحي: التنسيق السوري الإيراني يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة
وأكد صالحي أهمية العلاقة الاستراتيجية بين سورية وإيران في خدمة مصالح البلدين ودول المنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وخاصة في ظل الرؤية والإرادة المشتركة حيال مختلف قضايا المنطقة.
وقال صالحي في تصريح لوكالة سانا إن التنسيق بين البلدين يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى أن اجتماعات الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا السورية الإيرانية كانت متميزة كونها تناولت مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والعلمي والثقافي.
ووصف صالحي مباحثات المهندس عطري في إيران بأنها هامة وتفتح آفاقا أوسع أمام التعاون بين دول المنطقة.
بحث مشروعي نقل الغاز الإيراني إلى سورية عبر العراق والشبكة التركية
وبحث المهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية مع نظيره الإيراني مسعود مير كاظمي علاقات التعاون الثنائية في مجالات النفط والغاز وتنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين.
وناقش الجانبان مشروع خط الغاز الرئيسي الذي سينقل كميات كبيرة من الغاز الإيراني عبر العراق إلى سورية ومنها إلى الدول الأوروبية عبر البحر المتوسط إضافة إلى مشروع نقل الغاز الإيراني عبر الشبكة التركية إلى سورية.
وقال العلاو في تصريح لوكالة سانا إن أنابيب نقل الغاز الإيراني عبر العراق يمكن أن تنقل كمية تصل من 100 إلى 110 ملايين متر مكعب يوميا مقدرا حاجة سورية من هذا المشروع بين 20 إلى40 مليون متر مكعب يوميا.
وأعرب الوزير العلاو عن أمله بإنجاز الاتفاقية والدراسات الفنية والاقتصادية والإعلانات والعقود وتنفيذ هذا المشروع قبل نهاية العام 2012 وفق نظام بي أو تي بحيث يكون تنفيذ هذا الخط خلال سنتين أو ثلاث سنوات مشيرا إلى أهمية المشروع في تعزيز التعاون بين الدول الثلاث.
وحول مشروع نقل الغاز الإيراني إلى سورية عبر الشبكة التركية قال الوزير العلاو: إن خط الغاز بين حلب والحدود التركية سينجز خلال شهر نيسان القادم فيما سينتهي الجانب التركي من مد خط الغاز إلى الحدود السورية مع نهاية العام الحالي مبينا أن العام 2012 سيكون بداية لنقل كمية من الغاز الإيراني عبر هذه الشبكة.
وأشار العلاو إلى التوصل لخطوات متقدمة في مجال التسعير وتكاليف النقل مؤكدا حرص سورية على التعاون مع الجانب الإيراني في هذا المجال وتأمين جزء من احتياجاتها من الغاز الإيراني.
ولفت العلاو إلى أن الجهود ستتجه إلى تطوير استخدامات الغاز في مرافق عديدة كالسكن والنقل والصناعة بعد تنفيذ هذه المشاريع موضحا أن توفر الغاز الإيراني في سورية يتيح خلق صناعات بتروكيماوية مشتركة مرحبا بدخول الشركات الإيرانية السوق السورية سواء من خلال القطاع الخاص أو من خلال إقامة الشراكات مع القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات وخاصة في قطاع إنتاج الفوسفات والصناعات البتروكيماوية.
وحول مشروع مصفاة الفرقلس أكد الوزير العلاو أن سورية وإيران وفنزويلا بدؤوا إجراءات عملية فيما يتعلق بهذا المشروع حيث بدأت فنزويلا إجراءات التعاقد مع شركة لإعداد الدراسات في حين تعمل وزارة النفط في سورية على تشكيل مكاتب لهذه الشركة في حمص.