نجم نجوم المرحلة

عندما منح الرئيس «أنور السادات» الموسيقار «محمد عبدالوهاب» رتبة اللواء الشرفية.. ضحك «الشعب المصرى الشقيق» من أعماق قلبه.. وتندر بعشرات النكات دون داع لذكرها الآن.. لاسيما أن الموسيقار كان قد سبق له الحصول على الدكتوراة الفخرية من إحدى الجامعات.. فكان بعض الصحفيين عندما يحاولون مغازلة الفنان الكبير.. يقولون عنه: «اللواء الدكتور الموسيقار محمد عبدالوهاب»!! وبما أننا نعيش في عصر كله «عز في عز» فيجوز لي أن أحاكي ما سبق أن حدث مع الموسيقار «محمد عبدالوهاب» - والقياس مع الفارق وحفظ القيمة لصاحبها - هنا يصبح لنا أن نقول عن «نجم نجوم المرحلة» إنه المهندس ورجل الأعمال والسياسي والمفكر والكاتب الصحفي «أحمد عز».. وأترك لـ«الشعب المصري الشقيق» قدرته على الإبداع في إطلاق ما يشاء من نكات!! ظني أن المهندس «أحمد عز» لم يحاول أن يحلم في حياته بأن يتبوأ تلك المكانة التي وصل لها في دولة مصر المحروسة - صاحبة حضارة السبعة آلاف عام - بل إنه لو صادفه كابوس رأى نفسه فيه بما وصل إليه لأصابه مكروه شديد.. فهذا شاب لا علاقة له بالسياسة نجح في أن يكون السياسي الأول.. سمعنا عن دراسته للهندسة، فتفوق في التجارة ليصبح رجل أعمال يشار إليه بالمليارات.. لا علاقة له بالجماهير في الشارع، فاستحق أن يكون نائبا في البرلمان باكتساح شعبي غير عادي.. والمهندس نفسه ورجل الأعمال والسياسي ظهرت عبقريته الاقتصادية فأصبح مسؤولا عن لجنة الخطة والموازنة في البرلمان النزيه الشريف الديمقراطى جدا !!! وفي لحظة صفاء مع نفسه قرر أن يكون كاتبا صحفيا يتمتع بما لم يتمتع به «يوسف إدريس» ولا «عبدالرحمن الشرقاوي» أو «نجيب محفوظ» في جريدة الأهرام العريقة.. فالتاريخ سيتوقف طويلا أمام مقالاته التي كتبها.. ليس ليناقش مضمون ما طرحه من دعابات لطيفة!!.. بل ليشير إلى سؤال مهم: كيف تمكن هذا «الغامض» من أن يحتل صفحات «الأهرام» التي زفته للقراء بكل تلك الحفاوة؟! الكاتب الصحفي - سولوسوف الأغلبية - استخدم الأرقام على طريقة أصحاب المهارة في اللعب بالـ«٣ ورقات».. وكلامه لا يستحق المناقشة بقدر ما يثير التعجب مسبوقا بالحزن وتتبعه دموع الضحك.. لكنني أتوقف فقط عند عبقريته في ضرب بعض الأمثلة ليرشق بها أحزاب المعارضة بسهام الفشل.. فهو ضرب مثلا بنجم الرياضة المصرية «طاهر أبوزيد» فقال عنه إنه نزل في دائرة لا تعرفه ولا يعرفها إلا قبل شهرين تقريبا.. وخلع الحالة ذاتها على السياسي الكبير «منير فخري عبدالنور» بترشحه في سوهاج.. وكم كنت أتمنى أن يضع أمامهما الوزير «محمد علام» الذي ذهب إلى «جهينة» قبل الانتخابات بأيام قليلة ونجح مكتسحاً.. كما لم يذكر لنا كيف تم فرض الوزير «سامح فهمي» على السويس مرشحاً فى مجلس الشورى.. ثم استدعاؤه على عجل قبل أيام من الانتخابات ليكون مرشحاً في مجلس الشعب بمدينة نصر.. وليته حدثنا عن علاقة الوزيرة «فايزة أبوالنجا» ببورسعيد خلال عشرات السنوات الماضية.. إضافة إلى فتح الطريق للدكتورة «مديحة خطاب» في دائرة بولاق بالقاهرة.. ولو أنني فتحت هذا الملف لألقمته بعشرات الأحجار.. ولعلي أضيف إليه ما يمكن أن يتعلمه من تاريخ البرلمان الذي أصبح يسيطر عليه، لأضع أمامه عدة أسئلة منها: هل يعلم أن الدكتور «محمود القاضي» فارس المعارضة والرياضة - والمهندس الحقيقي علمياً - ترشح في الإسكندرية، ثم ترشح في بنها قبل الانتخابات بأيام، وغيره العشرات من الأسماء لا تسمح المساحة بها؟.. لكنه إن أراد التعلم فعليه الذهاب إلى مكتبة البرلمان!!.. ثم إنه يتحدث ويدافع عما يرفضه ويكرهه.. أقصد حكاية «٥٠% عمال وفلاحين».. أقول له: هل تعلم أن المستشار «ممتاز نصار» بتاريخه العظيم ترشح كفئات وكعامل وفلاح في عدة دورات ونال النجاح؟. وهل تعلم أن «صبري القاضي» - أحد الضباط الأحرار - دخل برلمان ١٩٦٤ بصفته عاملاً فى البحيرة رغم أنه ابن محافظة كفر الشيخ.. ثم عاد وخاض الانتخابات بصفته فئات مرة أخرى؟..
وهل تعلم أن «عبدالوهاب قوطة» دخل برلمان ١٩٦٩ بصفته عاملاً فى بورسعيد، وانضم للجنة الخطة والموازنة.. ثم عاد وترشح بصفة فئات فى برلمان ١٩٧٦ وابتعد عن الخطة والموازنة؟.. وهناك العشرات على مستوى مصر غيّروا الصفة وغيّروا الدائرة قبل الانتخابات بأيام ونجحوا نجاحا ساحقا..
نصر القفاص - المصري اليوم