ندوة فكرية في باريس عن أبجدية أوغاريت ومدلولاتها

أبجدية أوكاريت مع رقيم أو غاريتي

بمناسبة الذكرى الثمانين لاكتشاف ابجدية أوغاريت بدأت في الكوليج دو فرنس في باريس أمس ندوة تحت عنوان الأبجدية المكتشفة في أوغاريت ومدلولاتها.

ونوه توما روميل الأستاذ في الكوليج دوفرنس في مستهل الندوة بأهمية الأبجدية الاوغاريتية وقال إنها تعد فاتحة الانطلاقة الحضارية في العالم لافتا إلى أهمية هذه الندوة المخصصة لهذه الأبجدية.

وتحدثت السفيرة السورية في باريس لمياء شكور خلال الندوة عن الأبعاد الحضارية لاكتشافات أوغاريت وما تعنيه هذه الاكتشافات في مسيرة التاريخ الإنساني.

وقالت شكور إن لحظة اكتشاف أبجدية أوغاريت وفك رموزها هي لحظة تأويلية أميط فيها اللثام عن أثر من آثار خطا الروح الكونية في مسيرتها على درب تحقيق تاريخ البشر. واعتبرت ان فك رموز الأبجدية فعل تأسيس يستعيد بفضله ما بدا في الماضي على أنه علامات جنونية في ألغازها قيمته الدلالية الأولى وسبب وجوده الأول.
وقال أنه ثمة سمة لا تمحى تركتها مملكة أوغاريت التي تعود إلى الألف الثامنة قبل الميلاد، والتي أتت في أوج ازدهارها نحو الألف الثانية (في القرنين الثالث عشر والرابع عشر ق. م) لتنجز في محليتها المحدودة أحد الانعطافات الحاسمة في تطور جنس البشر، وفي التطور اللساني المرافق لتطور الإدراك البشري فقدمت وفقاً للتسلسل الغائي للتاريخ، وسيلة راقية للتعبير متطابقة مع قدرات التجريد العقلي والمتمثلة في الأبجدية المحلية الأوغاريتية.

وأوضحت أن جديد أبجدية أوغاريت هو أن علامات الكتابة لم تعد رموزاً لأفكار وأشياء وكلمات ومقاطع لفظية بل صارت حروفاً مستقلة مجردة لا حسية، شكل مجموعها أبجدية عُرفت لاحقاً بألفاظ "ألفا بيتا غاما ديلتا"، ومنذ ذاك لم تعد الأبجدية صوراً ورموزاً.

وكان كل من كريستيانجوليان روبن رئيس الندوة والسيناتور جان بير فيال رئيس التكتل البرلماني المناصر للصداقة بين فرنسا وسورية تعاقبا على الكلام خلال افتتاح الندوة التي تستمر يومين حول أهمية أبجدية راس شمرا المسمارية.

حضر حفل الافتتاح الذي تلاه حفل استقبال السفراء المكلفين بالشؤون الدبلوماسية في قصر الرئاسة الفرنسية ورئاسة الوزراء الفرنسية والبرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية الفرنسية وممثل عن منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية اليونسكو في باريس وعميدة السلك الدبلوماسي العربي في باريس وسفير جامعة الدول العربية وسفراء من السلك الدبلوماسي الاجنبي إضافة إلى سفراء فرنسيين سابقين وحشد من الشخصيات الفكرية والأدبية والاجتماعية ومراسلي الصحافة العربية والأجنبية والخبراء والاختصاصين الذين سيتابعون أعمال الندوة خلال اليومين القادمين. وتتضمن الندوة أبحاثاً معمقة حول الدلالات الفكرية لفك أبجدية أوغاريت من بينها ورقتا العمل المتخصصتان اللتان يقدمهما الدكتور بسام جاموس المدير العام لمديرية والآثار والمتاحف والدكتور ميشيل مقدسي مدير أعمال التنقيب في المديرية.