نزار سكيف: أميركا بدأت تنعطف

أكد نقيب المحامين في سوريا نزار سكيف إنه حينما يعترف الأميركيون بضرورة الحفاظ على المؤسسات السورية من خلال تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الأميركية فذلك يدل على إن الأميركيين بدأوا بالإعلان صراحة عن نيتهم تغيير مواقفهم من الأزمة السورية، مشيراً إلى أن فشلهم في تحقيق ما كانوا يخططون له في سوريا هو السبب في هذه الانعطافة.
وقال سكيف في حديث لوكالة "فارس" إنه حينما يعترف الأميركيون بضرورة الحفاظ على المؤسسات السورية من خلال تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، فذلك يدل على ان الأميركيين بدؤوا بالإعلان صراحة عن نيتهم الانعطاف في مواقفهم من الأزمة السورية، مشيراً إلى أن فشلهم في تحقيق ما كانوا يخططون له في سوريا هو السبب في هذه الانعطافة.
وأوضح إن الإعلان الأميركية بتوافقه مع الرأي الروسي يأتي كنتيجة لجملة الحوارات الأميركية الروسية على ملفات المنطقة، مما يؤكد انه ثمة توافقات دولية كبرى ستطفو نتائجها على السطح خلال وقت قريب، وقد يكون هذا الوقت من بعد منتدى موسكو التشاوري في جولته الثانية والمقرر عقدها خلال الشهر القادم.
ولفت الى إن الموقف الأميركي بدأ بالتمهيد له من خلال الانشقاقات الكبرى في صفوف المعارضات الخارجية سياسياً وفي صفوف الميليشيات المسلحة داخلياً، موضحاً إن مواقف هذه المعارضات والميليشيات لم تكن في يوم من الأيام من منطلق ذاتي أو بحثاً عن مصلحة وطنية، وإنما كانت منذ بداية الأزمة وصولاً إلى اقتراب دخول هذه الأزمة في عامها الخامس كانت هذه الميليشيات والمعارضات رهينة بيد القرار الأميركي ولا تخرج من دائرة ظله بالمطلق، وبالتالي يمكن فهم هذه الانشقاقات على إنها التمهيد الأميركي لتغير مجريات الميدان والسياسة فيما يخص الملف السوري.
وعن المواقف الخليجية خاصة الموقف السعودي وما إذا كان يمكن المراهنة على تغيره، شدد سكيف على إن قرار هذه الدول لم يكن يوماً مستقلاً، وبالتالي فإن حكام الخليج دائماً ما ينتظرون الأوامر الأميركية للتحرك سواء على مستوى السياسة أو الاقتصاد وتحريك المجاميع الإرهابية التابعة لهم تمويلاً وفكراً فقط، في حين إن القرار الميداني للتنظيمات الإرهابية يبقى مرهوناً بيد المخابرات الأميركية، وعلى ذلك فأن تكون المخابرات الأميركية هي المعلن الرسمي الأول تجاه التحول في الملف السوري، فإن ذلك يدلل على إن الحكومة الأميركية باتت تمتلك قناعة تامة بإن الحرب على سوريا عبثية ولن تحقق أياً من النتائج المرجوة منها.
وأشار سكيف إلى أن "الكيان السعودي بات مهزوز الأركان، كنتيجة طبيعية لتورطه في دعم الإرهاب وبالتالي على هذا الكيان أن يبحث عن ضمانات لبقائه، فشخصنة الأزمة السورية بالصراع مع الرئيس الأسد وربط قرار التخلي عن الإرهاب مقابل تنحي الرئيس الأسد لن تجدي نفعاً، وسيكون لازماً على السعوديين الالتزام بالأمر الأميركي، فأن تقول أميركا إنها معنية ببقاء المؤسسات السورية فذاك يعني إنها معنية ببقاء مؤسسة الرئاسة بكونها رأس هرم السلطات والعمل المؤسساتي في سوريا".
وختم سكيف حديثه بالتأكيد على إن "التصريحات الأميركية الأخيرة تعني بوضوح إنها حالة التجلي للاعترافات الأميركية بالخسارة في الحرب على سوريا و لو بشكل تدريجي، وحالة من التجلي الأكبر للانتصارات الحكومة السورية جيشاً وشعبا وحكومة".