نصر الله: الغرب لا يريد حلا سياسيا للأزمة السورية

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إصرار بعض الدول العربية والغربية على عدم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ودفع البلاد باتجاه الاقتتال الداخلي وقال.. هم لا يريدون الحل السياسي في سورية وأنا استغرب إن مبادرة السلام العربية التي أطلقت منذ عام 2000 ما زالت على الطاولة وباب الحوار مع العدو الإسرائيلي مفتوح لكن مع سورية باب الحوار اقفل والحل السياسي غير مقبول.
وأضاف نصرالله في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء نقلتها قناة المنار أمس .. عليكم أن تستمعوا للتصريحات الامريكية والغربية والاسرائيلية الاخيرة والتي تدفع باتجاه اقتتال داخلي في سورية وأمريكا غير جاهزة لإرسال جيوشها إلى سورية كذلك حلف الناتو وكلنا سمعنا تصريحات أمين عام الحلف بهذا الشأن فهم لا يريدون التدخل ولا يريدون قتل جنودهم في سورية بل المطلوب اقتتال داخلي.. فمن يتحمل مسؤولية القتال والدمار والخراب إذا حل بسورية لكن لنكن واضحين ونرى من هم المصرون على القتال ورفض أي حل سياسي أو أي حوار ومن الذي يدفع ويحرض باتجاه المزيد من القتال.
ولفت نصر الله إلى أن حلف الناتو وأتباعه ينأى بنفسه عن خوض حرب في سورية لكنهم يريدون إرسال سلاح ومال ويحرضون السوريين على بعضهم البعض كما يرسلون المقاتلين العرب من هذا البلد أو ذاك البلد ليدمروا سورية كما دمروا العراق من قبل وهذا ما يحصل الآن بالمقابل هناك من يوصد الأبواب في كل مكان سواء في البحرين حيث باب الحل السياسي مقفل .. وفي السعودية نفسها كيف يرد على الناس في العوامية والقطيف إذا خرجت للتظاهر فأين الأساس الأخلاقي الذي يتحدثون عنه بالرغم إن المتظاهرين لم يطالبوا بإسقاط النظام بل يطالبون بجزء من حقوقهم وهذه المناطق أشد فقرا من كل انحاء السعودية فيرد على الناس هناك بالرصاص والدبابات والدعوات إلى الحسم العسكري ويخرج المفتي بالأمس ويقول إن هؤلاء ضالون وهذه فئة ضالة ومجرمة.
الذين يريدون إحداث فوضى في المنطقة يريدون أخذ سورية إلى حرب أهلية
وقال نصرالله .. إن الذين يريدون إحداث فوضى في المنطقة يريدون أخذ سورية إلى حرب أهلية أو مذهبية طائفية وقال .. نحزن لكل دم يسفك في أي مكان سواء في لبنان والعراق وسورية وفلسطين وباكستان وإيران وأفغانستان فنحن نتألم لأي طفل يصاب باليتم ولأي امرأة تصاب بالثكل ولأي بيت يهدم ولأي ألم يدخل إلى أي قلب وأي بيت وعائلة هذا أمر طبيعي ولكن لا يكفي أن نتألم ويجب أن نبحث عن الموقف والأداء الذي يسد أبواب الفتنة والصراع والألم.
وشدد نصرالله على أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة وخطيرة وتاريخية ومصيرية يعني أن هناك إعادة صياغة جديدة للمنطقة وإن المشروع الأمريكي والإسرائيلي هدفه تخريبها ونشر الفوضى فيها وتدميرها وإيجاد صراع طائفي ومذهبي وقومي وعرقي وقبلي ومناطقي في كل دولها من أجل تقسيمها.
وقال نصر الله.. أنا لست خائفا من أن يعود الأمريكان ويحسنوا صورتهم ويرمموا مشهدهم في المنطقة فشعوب منطقتنا حتى لو اختلفت على ملفات معينة نحن نختلف على سورية والعراق وإيران ونتفق طبعا مع موضوع إسرائيل وفلسطين مهما اختلفنا وهناك حقيقة اليوم على امتداد العالم الإسلامي اسمها الوعي والشعور الكبير تجاه المشاريع الأمريكية والإسرائيلية مؤكدا أن أمريكا لا تستطيع أن تدخل إلى قلوب الناس وعقولهم حتى لو حاول بعض الحكام العرب والفضائيات العربية أن تفعل ذلك وطالما أن أمريكا والغرب تتبنى إسرائيل التي تدنس في كل يوم المسجد الأقصى والكنائس والمساجد في القدس بفلسطين وتقتل وتقتطع الأراضي وتفعل ما تفعل لن تكون مقبولة لا هي ولا إسرائيل فهم ليسوا مقبولين.
التمسك بخيار المقاومة مكننا من تحرير أرضنا عام 2000 ومن استعادة أسرانا وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا
وشدد نصرالله على أن التمسك بخيار المقاومة مكننا من تحرير أرضنا عام 2000 ومن استعادة أسرانا وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا والطمأنينة مع العزة والكرامة ومكننا من تحطيم أخطر المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التي كانت تستهدف لبنان والمنطقة خصوصا عام 2006 ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان مشروع تقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية أي تقسيم المنطقة على أساس تفجيري وتدميري وتخريبي لتبقى إسرائيل الدولة الأقوى وبهذه المقاومة حمينا بلدنا ونحمي بلدنا ونحمي خيراتها ونستعيد بقية أرضنا المحتلة نعم بهذه المقاومة نواجه كل التحديات والتهديدات.
واعتبر نصر الله.. أن العقلية الإسرائيلية في المنطقة تقوم على عقلية التهديد الدائم بشطب الآخرين وتدميرهم وقتلهم موضحا أنه على هذه العقلية قام أساسا الكيان الصهيوني المبني على القتل والترهيب وتهجير الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال واغتصاب المقدسات والاعتداء على الدول والشعوب العربية وتهديد دول وشعوب المنطقة وذلك منذ الأيام الأولى للمنظمات الصهيونية الإرهابية لافتا إلى استمرار هذه الأفعال في فلسطين المحتلة فهناك المزيد من اقتطاع أراض جديدة في الضفة الغربية وإقامة مستوطنات جديدة وقتل الفلسطينيين والاحتفاظ بآلاف الأسرى منهم سجناء في ظروف قاسية والاعتداء على حرمات مقدسات المسلمين والمسيحيين.
الأيادي الإسرائيلية تقف خلف الفوضى المنتشرة في منطقتنا
وقال نصر الله .. يجب أن نفتش عن هذا العقل والأيادي الإسرائيلية التي تقف خلف الكثير من الممارسات والأحداث التي تحصل اليوم في العالم ومثالها حرق المصاحف سواء داخل أمريكا أو ما جرى قبل أيام في أفغانستان، فعندما خرج الناس يتظاهرون إدانة للاعتداء على المصاحف الشريفة أطلق عليهم النار من قبل الجنود الأمريكيين وسقط عشرات القتلى والجرحى وأقول إن الإدارة الأمريكية والعقلية الأمريكية لا ينقصها شيء من الشيطنة ولكن هذا النوع من السلوك والاعتداء على الكتب المقدسة وعلى الأنبياء وحرمات الأنبياء ومقدسات الآخرين هو سلوك إسرائيلي.
وأضاف نصرالله .. علينا دائما أن نفتش عن الأيادي الإسرائيلية في الفوضى المنتشرة في منطقتنا وهنا نأخذ ظاهرة مؤلمة وهي العمليات الإرهابية الانتحارية وخصوصا في العراق التي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى مؤكدا أن هذه العمليات الارهابية هدفها استباحة دماء العراقيين وتدمير البلد لأن الامريكيين والإسرائيليين لا يريدون قيام عراق قوي كما لا يريدون نشوء قوى متجانسة في الشرق لانها ستعصف مجددا بهذا الكيان الغاصب لذلك يريدون لبلدان الشرق أن تكون متقاتلة متنازعة وان تدمر فلنفتش عن الأيادي الإسرائيلية حتى لو كان لبوس بعض هذه العمليات الارهابية جماعات إسلامية أو تتحدث عن الإسلام أو ترفع اسما إسلاميا مشيرا إلى وجود اختراق كبير جدا للمجموعات القتالية التكفيرية في العراق من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
وقال نصرالله .. يجب أن نفتش عن العقلية الإسرائيلية الامريكية فيما يجري في العراق و باكستان وافغانستان والصومال و في بعض البلدان العربية حاليا من اقتتال هنا وفوضى هناك .. ويجب أن ننبه هنا من أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي وعند عجزه عن السيطرة على سلطة ما في بلد عربي أو إسلامي يقوم بتخريب هذا البلد وتدميره وإشاعة الفوضى فيه وبالتالي تصبح المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية والقومية هي مواجهة الفتنة والفوضى ومواجهة مساعي التدمير وهذه العقلية هي التي تقف ايضا وراء التهديد بقصف لبنان وضربه وتدميره.
وحول الشأن اللبناني لفت نصر الله إلى أهمية الحفاظ على الحكومة الحالية لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي للبلد مجددا دعوته وجوب أن تبادر هذه الحكومة إلى عقد اجتماعاتها كمكون أساسي لها مذكرا بملف النفط والغاز في لبنان وقال .. إن نتنياهو يعمل ليل نهار لنهب نفط وغاز الشعب الفلسطيني فما يجري في الحدود الاقتصادية لفلسطين المحتلة هو عملية نهب واغتصاب تقوم بها حكومة إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين ولأموال وخيرات الشعب الفلسطيني.
وأضاف نصرالله .. عندما تأتي أمريكا وأوروبا لتقدم المساعدات للبنان لا يكون ذلك كرمى عيون اللبنانيين بل لأنهم يطلبون من لبنان دورا سياسيا وموقعا سياسيا معينا ضمن مشاريعهم فالسيادة والاستقلال والحرية والقرار الحقيقي المستقل لا يمكن ربطه بالمساعدات الخارجية.
وختم نصرالله كلمته بالقول.. إن هذه المرحلة التي نمر فيها الآن لن تكون أشد من المراحل السابقة من العقد الماضي الذي كان خطيرا جدا على المنطقة وكان المطلوب هيمنة أمريكية مطلقة وتسوية وتصفية للقضية الفلسطينية بشروط إسرائيلية والمطلوب شرق أوسط جديد وهناك اناس انهارت واستسلمت ويئست ووجدت أن الأبواب كلها مسدودة أمامها ولكن المؤمنين الواثقين المجاهدين المضحين الثابتين في أكثر من بلد ومنطقة استطاعوا أن يدفعوا هذه العاصفة الخطيرة بالوعي والإيمان والوحدة والثقة والاستعداد للتضحية ونحن قادرون على مواجهتها وصدها وعلى دفعها لتتحقق آمال الشهداء في الحرية والتحرير والسيادة والعزة والكرامة والأمن والاستقرار والطمأنينة.
شام نيوز. سانا