نصر الله: حركات المقاومة تشكل وحدها ضمانة تحقيق العدالة والاستقرار والسلام..

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن حركات المقاومة هي الرد الطبيعي من شعوب المنطقة على الغزو والاحتلالات ومشاريع الهيمنة والتسلط وإنها تشكل وحدها ضمانة تحقيق العدالة والاستقرار والسلام مشيراً إلى أن شرط أي سلام في المنطقة وأي استقرار فيها أو العالم هو تحقيق العدالة.
وقال السيد نصر الله في المهرجان التكريمي السنوي للقادة الشهداء الذي أقيم في الضاحية الجنوبية نقلته قناة المنار إن السلام والاستقرار المبني على الظلم والإجحاف واغتصاب حقوق الآخرين وعلى المس بكرامات الناس لا يمكن أن يكون سلاماً حقيقياً ولا استقراراً دائماً وسرعان ما يسقط وينهار.
وأضاف الأمين العام لحزب الله إن حركات المقاومة وشعوب المنطقة لم تعتد على أحد أو تبدأ حرباً على أحد ولم يكن مشروعها في يوم من الأيام مشروع حرب وقتال وإنما اعتدي عليها وغزيت أرضها ومقدساتها وتم التجاوز على كرامتها وعلى شرفها وتم مصادرة قرارها واستقلالها.
المشكلة الأساسية في المنطقة وجود الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة
وأكد نصر الله أن المشكلة الأساسية والرئيسة في المنطقة منذ 60 عاماً وأكثر هو وجود الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة الذي بدأ الحرب واعتدى وقتل وذبح وارتكب المجازر وأحرق البيوت والمحاصيل وصادر الممتلكات وطرد شعباً من أرضه.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن للعدالة وجهين الأول يقتضي أن يعود الحق إلى أصحابه وذلك بعودة الأرض والممتلكات والحقول والبيوت والمنازل إلى أصحابها الذين مازالوا يحتفظون بمفاتيح البيوت ويحلمون بالعودة وأن يعود ملايين اللاجئين الفلسطينيين من الشتات إلى أرضهم وأن تعود المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى أصحابها وأن يقيم شعب فلسطين دولته على كامل أرضه.
وأضاف نصر الله إن الوجه الثاني من العدالة هو أن يتم الاقتصاص من مجرمي الحرب ومرتكبي المجازر والجرائم ضد الإنسانية معتبراً أنه في ظل عدالة كهذه سوف يكون سلاماً وأمناً واستقراراً لا مثيل له في المنطقة أما البحث عن السلام الزائف عن طريق المفاوضات بائسة وخائبة تقدم المزيد والمزيد من التنازلات الفضائحية ولا تعيد حقا لصاحبه فهي مكافأة المجرمين والقتلة وتقدم لهم الجوائز وهذا لا يمكن أن يحقق سلاما على الإطلاق.
وتساءل الأمين العام لحزب الله أين الإدارة الأمريكية من العدالة والاستقرار في المنطقة أين تلك الإدارة والإدارات الغربية من إعادة الحق إلى صاحبه ومن إقامة محاكم دولية لمعاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين. الذي يحصل المزيد من الدعم والحماية لإسرائيل وفرض شروطها على الفلسطينيين والذي يحصل في الجانب القضائي والقانوني تغيير قوانين بعض الدول الغربية حتى لا يتاح لأحد أن يرفع دعوى ضد جنرال إسرائيلي مرتكب لجرائم حرب هذا هو الجزء الأول.
ومضى نصر الله بالقول: إن المنظومة الأمريكية الغربية التي أقيمت من خلال مجموعة من الأنظمة الديكتاتورية التي تحكم شعوبها بالحديد والنار وحكمتها على مدى عشرات السنين بمساعدة قوى سياسية ونخب ثقافية وإعلامية ودينية هي جزء من مشكلة المنطقة مشيراً إلى أن مهمة هذه المنظومة الأمريكية في منطقتنا هي حماية المصالح الحيوية لأمريكا على كل صعيد سواء الاقتصادي أو السياسي أو الأمني.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن مقياس القرب والبعد من أمريكاً ليس حقوق الإنسان وليس الديمقراطية وليس الحريات العامة وإنما خدمة الأنظمة في منطقتنا لإسرائيل فإذا كان النظام متصالحاً مع إسرائيل ومحاميا عنها ومدافعا عن مصالحها فهو حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ومدافع عنه ومقدم عنه مليارات الدولارات كمساعدات متنوعة وليفعل بشعبه ما يفعل والمهم أن هذا النظام يقدم الخدمات المطلوبة منه لإسرائيل التي تشكل قلب المشروع الأمريكي وتاجه في منطقتنا.
وأضاف السيد نصر الله: أما عندما يكون هناك نظام عربي أو إسلامي.. نظام مقاوم لم يستسلم أو يقبل بالشروط ولم يوقع التسوية المذلة فهو يتعرض للحصار والعقوبات وللضغط وللتآمر.
المنظومة الأمريكية بدأت تتداعى وتتساقط والمنطقة دخلت في مرحلة جديدة..الخاسر الأكبر من التطورات والتحولات في المنطقة هي أمريكا وإسرائيل
وأشار الأمين العام لحزب الله الى أن إسرائيل المدعومة من جهة المنظومة الأمريكية بالمنطقة أوصلت شعوب المنطقة وأمتنا إلى مرحلة اليأس من إمكانية تحقيق الانتصار والناس شعروا في السبعينيات أنه يبدو أننا دخلنا في العصر الإسرائيلي الأمريكي وأصبحت إسرائيل أمراً واقعاً ونهائياً وأمريكا قوة عظمى وبالتالي ابحثوا عن أي مكاسب تحت هذا السقف.
وقال السيد نصر الله: خلال ثلاثين عاماً استمرت هذه المواجهة في منطقتنا وفي ظروف صعبة جداً صمدت سورية وواصل الشعب الفلسطيني مقاومته وانتفاضته وكانت المقاومة في لبنان وحصلت في العقد الأخير تطورات كبرى في العراق وأفغانستان وفي عدد من دول المنطقة.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن المنظومة الأمريكية بدأت تتداعى وتتساقط فالمنطقة دخلت في مرحلة جديدة وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي يتحدث عن زلزال لا يعرف نتائجه لأن كل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والعالمية فوجئت بما جرى في المنطقة.
وأكد السيد نصر الله أن الخاسر الأكبر من التطورات والتحولات في المنطقة هي أمريكا وإن كانت تحاول الآن تقليل الخسائر واحتواء هذه التحولات كما ان من ربط مصيره وقراره ومستقبله بالأمريكيين فهو أيضاً خاسر.
وقال الأمين العام لحزب الله إن هناك حالة من الهلع والقلق لدى الاحتلال الاسرائيلي وهناك جهود كبيرة الآن بدأت تبذل لإعادة النظر في الاستراتيجيات، هم خلال 20 سنة أو 30 سنة الماضية بنوا استراتيجياتهم على قاعدة أن الجبهة الجنوبية بالنسبة لهم هي جبهة هادئة، فالكثير من المطارات العسكرية والقواعد العسكرية الجوية وغيرها تم نقلها من الوسط إلى جنوب فلسطين المحتلة على قاعدة أنها هناك آمنة وبعيدة عن الجبهة الوحيدة المتبقية مع لبنان وسورية، مشيراً إلى أن إسرائيل ستعيد النظر بذلك الآن ولا تستطيع التصرف مع منطقة الجنوب الفلسطيني على أنها منطقة بعيدة عن أي شكل من أشكال التهديد أيا يكن مآل الأوضاع في مصر.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن الاحتلال الإسرائيلي كان مخطئاً في تقديراته في مواجهة المقاومة وأخطأ عندما قتل قيادات منها وسيكتشف هذا الاحتلال أنه ارتكب حماقة كبيرة. وأضاف إن الاحتلال الإسرائيلي أخطأ عندما أصر على مواجهة بلد وشعب مصمم على أن يحفظ كرامته وعزته بدماء أعز شبابه.
معادلة الجيش والمقاومة والشعب هي التي تحمي لبنان
وتوجه نصر الله الى القادة والجنرالات الإسرائيليين بالقول: حيثما ذهبتم في العالم وفي أي زمان يجب دائماً أن تتحسسوا رؤوسكم لأن دماء الشهداء والشهيد مغنية لن تذهب هدراً.
وأضاف: أقول لعناصر المقاومة كونوا مستعدين اليوم إذا فرضت الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل أي بتعبير آخر تحرير الجليل.
وقال الأمين العام لحزب الله إن لبنان بحالة من الاستقرار لم يكن لها مثيل منذ ستين عاما وهذا الاستقرار كان نتيجة وجود المقاومة وفعل المقاومة واحتضان المقاومة وبالتكامل مع الجيش والشعب مشيراً إلى أن الذي يحمي لبنان هو هذه المعادلة.
وأضاف نصر الله إن المقاومة استطاعت ان تعيد الحق إلى أصحابه فعاد أهل بنت جبيل وحاصبيا وجزين ومرجعيون إلى أرضهم وحقولهم وبيوتهم وعادت الأرض إلى السيادة الوطنية وهذا جزء من العدالة لم يحققه مجلس الأمن ولا أمريكا أو القرارات الدولية ولا أي أحد. اللبنانيون واخوانهم الفلسطينيون في لبنان بمساندة ودعم من سورية وإيران استطاعوا أن يحققوا هذا الجزء من العدالة والجزء الآخر من العدالة مشيراً إلى أن العديد من المجرمين قتلوا في ساحات المواجهة وكان منهم القائد الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية غيرشتاين.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن عدوان اسرائيل في تموز عام 2006 كان جزءاً من المشروع الذي كان موجوداً في المنطقة وفشل وبعد انتهاء حرب تموز.. من 15 آب إلى اليوم الجيش والمقاومة والشعب يصنعون استقراراً في الجنوب لم يكن له مثيل طوال عقود من الزمان.
وقال نصر الله إن سلاح المقاومة تفصيل والخلاف الجوهري في لبنان هو حول موضوع المقاومة ونحن في لبنان كنا ومازلنا نختلف حول خيار المقاومة وهذا ليس فيه أي إدانة للمقاومة إنما إدانة لمن ومنذ عام 1982 ثبطوا المقاومة وانتقدوها وطعنوها.
وتابع الامين العام لحزب الله: في السابق قبلنا الذهاب إلى طاولة الحوار لمناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية فإذا كان موقف الفريق الآخر محسوماً من سلاح المقاومة يجب أن يصرح هو ما إذا كان هناك من داع لطاولة الحوار أم لا معتبراً أن أساس الذهاب إلى طاولة الحوار وقبول النقاش كان تنازلا كبيرا لمصلحة أمن البلد وانفتاحه ومعالجة مشكلاتنا بالحوار المتواصل فإذا كان هذا الموضوع قد حسم فما من داع لنتعب الجميع كل ثلاثة أشهر أما إذا كانوا مستعدين للحوار فنحن مستعدون لأننا أهل منطق وبينة واستراتيجية أثبتت طوال التاريخ صحتها ودقتها وصوابيتها.
وقال نصر الله إنه إذا كان البعض يقدر أن الخطابات والبيانات اليومية يمكنها المس بالمقاومة وسلاحها فهم يتعبون أنفسهم كما أتعبونا لست سنوات مضت ويجب قراءة ما يحصل اليوم في المنطقة فالوضع تغير.
وأكد الأمين العام لحزب الله إن المقاومة اللبنانية هي من طلاب الحقيقة والعدالة لأنها شرط للاستقرار داعياً إلى مراجعة هادئة من قيادات الفريق الآخر وجمهوره أيضاً بعد كل ما رأيناه في مسار التحقيق الدولي والمحكمة الدولية وهل يوصل للحقيقة ويؤدي إلى العدالة لأن شرط العدالة معرفة الحقيقة.
وأضاف نصر الله رأينا بعض جوانب ملف شهود الزور واستمعنا لطريقة التحقيق وإدارته وكيف ان التحقيق كان سياسيا بالكامل وهذا لا مكان له في القضاء فالتحقيق سلك مسلكاً سياسياً منذ اليوم الأول وظلم كثيرون بسبب هذا الاتجاه بالتالي هل مسار التحقيق وشهود الزور والتسريبات والتسييس والتوظيف وتجنب الفرضيات الأخرى والحكم قبل التحقيق وحتى قبل توجيه الاتهام مسار يؤدي إلى الحقيقة.
وأضاف الأمين العام لحزب الله إذا أردتم إتمام المحكمة الدولية التي لا ترى إلا فرضية واحدة والتي تتجاهل كل الفرضيات والمحكمة الدولية المبتلاة بشهود الزور وبالتسريب وبالتسييس والفساد أيضاً فانتم أحرار في ذلك وإذا كان برأيكم أن هذا الأمر يوصل الى الحقيقة واذا كان ما سيعلنه القرار الظني أو المحاكمات الغيابية هي الحقيقة فهذا شأنكم ونحن سنتصرف على ضوء ما نعرف حكماً أنه تزوير.
حريصون على حكومة شراكة وطنية وحكومة وحدة وطنية
وفي موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية قال الأمين العام لحزب الله إن ما جرى أولاً هو نتيجة أخطاء ارتكبها هذا الفريق لكن أيضاً بسبب ما تعرض له المشروع الكبير في المنطقة فهذا الفريق كان جزءاً من المحافظين الجدد ويوجد مشروع كان هاجما على أفغانستان والعراق وعلى سورية وايران ولبنان والفلسطينيين بغزة يوجد مشروع هيمنة مشروع سيطرة وهم جزء من هذا المشروع وجزء من هذه المنظومة والآن إذا قال أحد إن هذا اتهام وتخوين فهذا ليس تخويناً ولا اتهاماً ولا أي شيء بل هذه حقائق واقعية خارجية.
وقال الأمين العام لحزب الله إن الفريق الآخر يعرف ان هذه الحكومة ليست حكومة حزب الله وأنهم يعرفون كما كل اللبنانيين والسفراء الأجانب أن الرئيس نجيب ميقاتي يتكلم مع حزب الله كما يتكلم مع رؤساء الكتل النيابية الأخرى والقوى السياسية الأخرى وأن الرجل يملك قراره ويقول بقبول أمور أو برفض أمور أخرى مشيراً أن هذه الإشارة بتبعية ميقاتي إلى حزب الله هو إساءة للرجل ولمقام رئاسة الحكومة.
وتابع الأمين العام لحزب الله أن لبنان بحاجة إلى رئيس حكومة وإلى وزراء في حكومة وإلى حكومة في بيروت لتحل مشاكل الناس وتصغي إليهم وليس للسفراء وتشعرهم أنها معهم في السراء والضراء حكومة يشعر جيشها عندما يواجه في العديسة أن الحكومة معه وإلى جانبه.
وقال السيد نصر الله إنه من المفترض من الفريق الآخر إن يحسم خياره في التأخير الذي حصل حتى الآن لأن الرئيس المكلف مازال يعيش على أمل مشاركة قوى أخرى ونحن دائما كنا حريصين على حكومة شراكة وطنية وحكومة وحدة وطنية معتبرا انه من غير الممكن أن يبقى البلد بغير حكومة.
وتابع الامين العام لحزب الله نحن استمرار للمقاومين للقادة المقاومين والمؤسسين في المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية ونحن لا ننظر إلى شهدائنا وقادتنا ومقاومتنا إلا كجزء من حركة الصحوة والوعي في المنطقة وكجزء من حركات المقاومة والتحدي كما هو حال لبنان في معادلات المنطقة يؤثر فيها ويتأثر بها.
ورأى السيد نصر الله ان قادة المقاومة يعبرون عن كامل مرحلة الثلاثين عاما من تاريخ مقاومتنا وهم يعبرون عن كامل مرحلة الثلاثين عاما الماضية من تاريخ المقاومة وتاريخ لبنان وتاريخ المنطقة وكل واحد كان رمزا وعنوانا في مرحلة من المراحل ودماؤهم كانت تتكامل وعلى مدى ثلاثين عاما تعطي المزيد من القوة والوعي والتصميم والعزم والعشق ومن الثقة واليقين بالمستقبل ومن مراحل الانتصار.