نصر حامد ابو زيد وسيطان الولي في مهرجان سينما الواقع

تابع مهرجان أيام سينما الواقع الدوكس بوكس في خامس أيامه تصوير الحياة من زوايا مختلفة ففي أفلام أمس التي عرضت في كندي دمشق وسينما الزهراء تم التركيز على حياة أشخاص عاشوا تجارب لها أهميتها وخصوصيتها الفريدة كالمفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد والأسير السوري المحرر سيطان الولي وآخرين.

فقد رصد الفيلم التسجيلي السوري اللبناني في انتظار أبو زيد للمخرج محمد علي أتاسي السنوات الست الأخيرة للمفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد مقدما تصوراً عاماً لأفكاره وأطروحاته التنويرية من خلال المحاضرات التي ألقاها في الكثير من البلدان داخل وخارج الوطن العربي ومن خلال الحوارات التلفزيونية التي أجريت معه.

لا يصور مخرج الفيلم الذي عرض ضمن تظاهرة أصوات من سورية شخصية أبو زيد كشخصية نخبوية فكرية بقدر ما يرصد التفاصيل الإنسانية في حياته والفكاهة وروح النكتة التي تسكنه حتى وهو يحاضر أمام حشد من الطلاب والمختصين والنقاد فقدم صورة المفكر القريب من الناس والمتواضع والذي يكرر دعواه للمثقف العربي للنزول إلى صف الشعب والتخلي عن النخبوية والفوقية.

أما فيلم كبرياء المكان الذي عرض ضمن تظاهرة لقاء مع المخرجة كيم لونجينوتو فقد صور المدرسة الداخلية التي قضت فيها لونجينوتو مراهقتها كقلعة معزولة في ريف بيكينغ هامشاير البريطاني.

وما يميز هذا الفيلم ليس مهارة صانعته وحسب بل ملكة التحكم التي جعلتها تحجم عن التدخل أو التلاعب إذ يظهر المعلمون والطلاب والآباء والأمهات بكامل عفويتهم بمعنى أن جوهر الفيلم كان جدياً وممتلئا بروح الدعابة المشغولة بمهارة.

وقالت المخرجة لونجينوتو جاء هذا الفيلم بالأبيض والأسود لاستفادتي من بعض بكرات الأفلام المشغولة عن تلك المدرسة ولتبيان النظام البائس الذي يسيطر على قوانين تلك المدرسة مضيفة أن فيلمها أدى إلى إغلاق المدرسة كلياً وإعادة نظر بعض الأهالي الذين شاهدوه في إرسال أبنائهم إلى المدارس المغلقة.

أما ضمن تظاهرة المختارات الدولية فقد عرض فيلم صداع من فلسطين ولبنان وسويسرا وهو بحث نفسي فكري فلسفي يقيمه مخرج الفيلم الفلسطيني رائد أنضوني بينه وبين نفسه بعد إصابته بصداع مزمن يجعله يقيم مصالحة مع نفسه وأهله وحياته بحيث يجد صيغة لتقبل الحياة والاستمرار فيها.

ويجسد صداع معاناة جيل بأكمله يبحث عن مصالحة ما وعن استقرار في حياته ولا يكمن الحل في الحقيقة إلا بأن يجد كل إنسان نفسه الحقيقية ويتصالح معها.

حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي 2010 وجائزة الجمهور في مهرجان فيدا دوك في أغادير 2010.

وضمن التظاهرة نفسها عرض الفيلم الفرنسي نينيت للمخرج نيكولا فيليير الذي يتناول حياة الحيوان في حديقة الحيوان من خلال القرد نينيت الذي عاش أكثر من أي موظف في حديقة قصر النباتات في باريس فهو خلف القضبان منذ 40 عاماً ما زال يراقب الزوار وهيم ينسجون القصص عنه.

وتضمن اليوم الخامس للمهرجان أيضاً عرض فيلم صفقة مع السرطان للمخرج السوري أديب الصفدي ويتناول قصة الأسير السوري سيطان الولي في سجون الاحتلال الإسرائيلية والذي أطلق سراحه بعد 23 سنة من الاعتقال أصيب خلالها بمرض السرطان.

ويروي الفيلم القصة على لسان صاحبها الذي يقدم صورة الأسير السوري الواعي لحالة الصراع العربي الصهيوني والمصر على هويته العربية السورية.

كما عرض فيلم قرية بدون نساء من إخراج سرجان ساريناتش الذي يصور حياة مجموعة من الرجال في قرية خلت من أي لمسة أنثوية على صعيد تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة.

أما فيلم هوية مجهولة للمخرج ينس يونكر فيصور رجلاً ينشأ في ظروف تبدو مثالية ضمن عائلة ألمانية متدينة بدون أن يلحظ أن شكله مختلف عن أشكال إخوته بل عن أشكال الألمان بالعموم ولكنه إذ يبلغ العشرين يسمع من أبيه في مشادة عائلية أن هناك شكاً ما بشأن هويته الفعلية فتتحول العائلة المثالية فجأة إلى عائلة منافقة في عيونه ويتحول أفرادها إلى حراس صامتين للحقيقة المكتومة.

 

شام نيوز - سانا