نطالب بالمعايير المهنية فقط!!!

شام نيوز- خاص

 

تنظر بعض القنوات الفضائية إلى ما يجري في سورية بعين عوراء مصابة بالرمد، لا تتحرى المصداقية الإعلامية، وتعتمد على روايات غير موثقة من أشخاص مجهولون قد يكونون في أي مكان في العالم. بالإضافة إلى الاعتماد بشكل شبه كامل على مقاطع فيديو اليوتيوب التي لا نعلم مصدرها ولا الطرق التي توصلها بشكلها النهائي الذي تتلقفه هذه الفضائيات.

ومع كل هذا يحاجج بعض مذيعي هذه الفضائيات بأن ما يجري في سورية هو "ثورة شعبية" تشكل امتداداً لثورات تونس ومصر.. متناسين أن سورية ليست تونس ولا مصر، والخلافات بين أوضاع هاتين الدولتين وبين سورية أكبر من أن يجري الحديث عنها في هذه العجالة.

ولكن لابد من التأكيد على أن المؤامرة التي تحاك ضد سورية تبنت توقيتاً مناقضاً للمنطق، وهو توقيت غير موفق كون سورية تشهد أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية في تاريخها الحديث!!

أليست مفارقة غريبة أن تندلع ثورة مصر وتونس في أقصى مراحل اليأس للشعبين في حين تحاك مؤامرة ما يسمى "بالثورة السورية" في أوج الأمل الذي شعر به السوريون منذ انطلاق مسيرة البناء والتحديث قبل عقد من الزمن؟

ليس الأمر صدفة.. فسورية كما هو معروف للجميع مستهدفة ليس من القوى الخارجية فقط، بل من القوى النائمة في الداخل، هذه القوى المتضررة من البناء والنهوض، بدعاوى مختلفة، والساعية إلى تفتيت الجهود والخيرة التي يقوم بها معظم أبناء الوطن بقيادة قائدهم الرئيس بشار الأسد رجل الإصلاح والتحديث والنهوض.. في زمن عز فيه رجالات البناء والتحديث في هذا الزمن العربي الأغبر.

هي المؤامرة إذن، وعندما نقول مؤامرة فهذا يعني وجود أطراف بعيدة وقريبة وداخلية وخارجية، حاولت ركوب موجة التغيير في بعض دول العالم العربي التي عانت من الشيخوخة والهرم لتهدم بمعول الخراب بداية نهضتنا التي يقودها رئيسنا بشار الأسد. ولكن هيهات لها أن تنجح في ذلك لأن الشعب السوري في غالبيته هب للدفاع عن الأمل وعن النهضة والبناء والتطوير والتحديث الحقيقي، وليس الشعارات التي ينادي بها هذا الناعق من باريس أو الناعب من لندن.

ولكن الفضائيات لا ترى كل ذلك وتصر على أن في الأمر "ثورة" وأن نهر الدم الذي يسيل في غير مكان من الوطن هو بفعل القمع الدموي، وعندما نقول لهم إن هناك مجموعات تخريبية مسلحة تطلق النار بشكل مجاني على المواطنين وجال الجيش والأمن، يقولون إن الأجهزة الأمنية هي التي تفعل كل ذلك، فأي منطق هذا؟ وأي إعلام ذلك الذي يصر على الكذب وتصديق نفسه مهما كان نصوع الدم أحمراً ومهما كان بياض الحقيقة ناصعاً.

نحن كسوريين لا نريد من الفضائيات العربية وغير العربية التي تنقل الخبر السوري سوى اعتماد المعايير المهنية في نقل الخبر لا أكثر ولا أقل، لا نطالبها بالانحياز لوجهة نظر أغلبية السوريين، ولا تغطية الأخبار على طريقة الفضائيات المحلية، بل كل ما نطلبه هو إخضاع أي مادة خبرية أو مصورة لمنطق مهني لا أكثر ولا أقل وعندها فقط سنقول إن هذه الفضائيات تنظر إلى الواقع بعينين سالمتين.