نعومكين: نتائج لقاء موسكو التشاوري الثاني كانت إيجابية

نعومكين

أعلن ميسر اللقاء التمهيدي التشاورى السوري السوري الثاني فيتالي نعومكين أن نتائج اللقاء كانت إيجابية وتشكل قاعدة للانطلاق نحو اللقاءات المقبلة في المستقبل بين الأطراف السورية مؤكدا أنه “لا يمكن لأحد إهمال كل ما تم تحقيقه في موسكو والمبادئ التي هي نتاج اللقاء الأول”.

وأوضح نعومكين خلال مؤتمر صحفي أنه “تم الاتفاق بشكل كامل على البند الأول المعنون “تقييم الوضع الراهن” وجرت مناقشة البند الثالث لكن الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق بسبب ضيق الوقت والمشاكل”.

روسيا لا تتدخل في النقاشات وترحب بأي مبادرة لحل الأزمة في سورية

وأكد نعومكين أن روسيا لا تتدخل في النقاشات وترحب بأي مبادرة لحل الأزمة في سورية لافتا إلى أن التصريحات الرسمية لوزارة الخارجية الروسية تؤكد على هذا الأمر.

وأشار نعومكين إلى أنه من خلال النجاحات التي تم التوصل إليها بعد المناقشات الحادة التى جرت بشأن البند الأول من جدول الأعمال بين وفدي الحكومة وشخصيات المعارضة تمكنت الأطراف من اتخاذ وثيقة مشتركة لأول مرة مضيفا إن هذه الأمور كانت دائما مجرد اتفاقيات والآن في هذا اللقاء تم الاتفاق بشكل كامل على البند الأول.

ولفت نعومكين إلى أن هناك بعض الأطراف المعارضة المشاركة في اللقاء علقت مشاركتها وتحدثت عن وجهة نظرها بشأن هذه الوثيقة التي تم اعتمادها معتبرا أن هذا اللقاء بمثابة قاعدة للانطلاق ويمكن تسميتها بالأسس.

أحرزنا نجاحات مهمة 

وأشار نعومكين إلى أن بعض المشاركين في اللقاء ينظرون إلى ما جرى بتشاؤم ويريدون فرض رؤيتهم وقال “بإمكان بعض ممثلي المعارضة انطلاقا من مواقفهم التكتيكية أن يعرضوا للشك بعض نتائج هذا اللقاء واليوم يتسنى للمشاركين تحقيق كل ما كان من المخطط تحقيقه.. وعلى كل حال تم إحراز بعض النتائج الملموسة وبامكاننا أن نستنتج أننا أحرزنا نجاحات مهمة إلى حد ما”.

وأوضح نعومكين أن هذه الوثيقة التي تم اعتمادها من قبل المشاركين كانت خطوات لمجموعة إجراءات لتنفيذها مبينا أنها تتضمن تسوية الأزمة في سورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي بناء على مبادئ جنيف 1 بتاريخ 30 حزيران 2012 ومطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الجدية والفورية على كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تسهم في سفك الدم السوري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ووقف كل الأعمال الداعمة للإرهاب من تسهيل مرور الإرهابيين إلى الداخل السوري وتدريبهم وإيوائهم وتمويلهم وتسليحهم ومطالبة المجتمع الدولي بالرفع الفوري والكامل للحصار ولكل الإجراءات
الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ومؤسساته.

وقال نعومكين “إن الوثيقة تؤكد على أن حامل ونتائج أي عملية سياسية يجب أن تستند إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها عبر الوسائل والطرق الديمقراطية وإن إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق بين السوريين حكومة وقوى وأحزابا وفعاليات من المؤمنين بالحل السياسي ودعم وتعزيز المصالحات الوطنية التي تسهم في تحقيق التسوية السياسية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب ومطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين”.

وأضاف إن أسس أي عملية سياسية تكمن في محددات هي الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة سورية أرضا وشعبا والحفاظ على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها ورفض أي تسوية سياسية تقوم على أساس أي محاصصة عرقية أو مذهبية أو طائفية والالتزام بتحرير الأراضي السورية المحتلة كافة وأن الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري السوري بقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي لافتا إلى أن التسوية السياسية ستؤدى إلى تكاتف وحشد طاقات الشعب فى مواجهة الإرهاب وهزيمته ويجب أن تؤدي هذه التسوية إلى حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة ومطالبة المجتمع الدولي بدعم التوافق الذي سيتم التوصل إليه حول الحل السياسي الشامل في لقاءات موسكو تمهيدا لاعتماده في مؤتمر جنيف 3.

وأوضح نعومكين أن هذه الوثيقة التي تم التوافق عليها بالإجماع تخص البند الأول من جدول الأعمال وبعد ذلك تم نقاش البند الثاني “حيث قام وفد الحكومة بتقديم وثيقته وأدت هذه الوثيقة إلى مناقشات حادة وجدية وقد سمعتم بذلك من قبل هؤلاء المشاركين من المعارضة الذين تحدثوا أمام وسائل الإعلام كما تمت مناقشة البند الثالث بشكل غير مفصل وكان متعلقا بإجراءات الثقة” مضيفا إن النقاش والحوار لهذا البند بدأ لكن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بسبب قلة الوقت والمشاكل رغم أنه تم تمديد اللقاء خارج الإطار الزمني الذي تحدد منذ البداية لمدة 12 ساعة وتمت مناقشة هذه المسائل.

ورأى نعومكين أن تبادل وجهات النظر يعتبر خطوة بحد ذاتها ليس بين وفدي الحكومة وشخصيات المعارضة فقط وإنما داخل المعارضة والمجتمع المدني مشيرا إلى أن تبادل وجهات النظر العلني سيؤدي إلى تسوية الأزمة بأدوات سياسية حصرا ولكي يتم سماع وجهة نظر الآخر بشكل كامل وهذا يعطى تفاؤلا بحل الأزمة ودليلا على أن الحل موجود.

وقال نعومكين إن “البعض يرى الأمر بشكل مغاير تماما وهذا حقهم حيث يرون أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى شيء وكل طرف يحدد أهدافه ويتحمل المسؤولية أمام من يدعمه ويعلمون أن الشعب السوري بانتظارهم ولكن التوصل إلى حلول سريعة في أزمة كبيرة مثل هذه الأزمة غير ممكن وهذا مؤسف جدا”.

وأكد نعومكين كمنظم ومنسق للقاءات أنها كانت تعتمد على ما تم الاتفاق عليه في “جنيف1 و2″ وقال “تجب الإشارة إلى أنه خلال اللقاء أكدنا أن روسيا لا تريد أن تتدخل في هذه النقاشات ولكننا مستعدون للمساعدة مع جميع الذين يرفضون الحل العسكري للأزمة في سورية وأى مبادرة لحلها مرحب بها”.

وردا على أسئلة الصحفيين أكد نعومكين أن أي لقاء أينما يجري ويخدم “أهداف التسوية السلمية للأزمة في سورية” مفيد.

وعن الخطوة التالية وحديث البعض عن أنه لا أساس لمواصلة التفاوض في المستقبل قال نعومكين “كل ما أفكر به حول نتائج هذا اللقاء أنها إيجابية ويمكنني الإسهاب في ذلك بأن بعض المشاركين في هذا اللقاء ينظرون بتشاؤم إلى نتائجه ويحاولون إملاء ما كان يجب التوصل إليه على الآخرين وهذه الطريقة تعتبر خاطئة.. تم الاتفاق على وثيقة وتم التصويت عليها بالإجماع وانتهى كل شيء فلماذا يجب بعد ذلك رفضها” مضيفا “هذا حق من يرفضها ونحن لا نود أن نفرضها على أحد بل على الذين أجمعوا على الموافقة عليها أن يدعموها لإنقاذ الأوضاع في سورية”.

وأوضح نعومكين أن “بعض الأشخاص في سورية وخارجها كانوا يتوقعون خطوات أكثر جدية أو نتائج أكثر من خلال هذا اللقاء وتم نقاش مسألة منح جوازات السفر للسوريين في الخارج وكما نعلم في موسكو لا أحد يعترض على ذلك وليس لديه مشكلة فالسفارة السورية هنا تمنح جوازات السفر ولكن في بعض الدول هذه المشكلة موجودة” متسائلا هل يمكنكم تخيل أن هذه المشكلة كان يمكن أن تحل خلال يومين من النقاش.

وبين نعومكين أنه حول مسألة إطلاق سراح الموقوفين قامت الحكومة السورية قبل تنظيم هذا اللقاء وكبادرة حسن نية بإطلاق سراح 683 موقوفا وهذا يساعد في العملية وأمر جيد ويؤكد أن الحكومة السورية مستعدة للحوار.

وأوضح نعومكين أن وفد الحكومة طالب المشاركين في اللقاء بأن يتحدثوا بماذا يمكنهم مساعدة الجيش في مكافحة الإرهاب وهم لم يجيبوا عن هذا الشيء لافتا إلى وجود بعض المشاكل العالقة وخاصة لدى المعارضة.

وعن الوثيقة التي قال بعض شخصيات المعارضة إنه تم إيداعها لدى الجانب الروسي قال نعومكين “نعم تسلمت تلك الوثائق وسلمتها إلى الهيئات الرسمية التي ستنظر فيها” مشيرا إلى أن الوثيقة التي وافق عليها الجميع والخاصة بتقييم الوضع الراهن تنفذ جدول الأعمال وهناك مسائل لم يتم نقاشها وخاصة إجراءات الثقة وأما الحديث أنهم لم يتفقوا مع هذه الوثيقة فهذا غير صحيح فالوثيقة اعتمدت.

وحول إن كانت هناك خطط متعلقة باللقاءات القادمة قال نعومكين “لا وجود لهذا التفاهم ولا أي قرار بهذه المسألة ولم يتم التحدث عن مواعيد محددة”.

وردا على سؤال عن مدى تأثير غياب بعض أطراف المعارضة على نتائج الجولة الثانية من اللقاء قال نعومكين “هناك تمثيل واسع للمعارضة والذين حضروا هم الذين يريدون الحوار” مشيرا إلى أن “الائتلاف” تلقى دعوة لكنه لم يحضر لأنه يريد احتكار تمثيل الشعب السوري.

وألمح نعومكين إلى أن المكون الكردي في المعارضة يطرح قضايا تتعلق بالإدارة الذاتية إلا أن الحكومة السورية ترى أن هذا الطرح يوصل إلى السيناريو العراقي وبالتالي يهدد بانقسام المجتمع.

وأكد نعومكين أن اللقاءات والنقاشات انحصرت بالسوريين ولم يكن هناك ممثلون عن أي طرف اخر لافتا الى ضرورة مواكبة الحوار الداخلي بين السوريين بحوار من نوع آخر بين القوى الإقليمية والعالمية.

وأوضح نعومكين “أن النقاش تطرق لبنود تخص الشأن السوري منها وجوب حصر السلاح بيد المؤسسات الحكومية وأن تلتزم مؤسسات الدولة بالسلطة المركزية والمسألة الأهم هي أن يقف الجميع ضد المجموعات المسلحة التي تهدد أمن الدولة السورية” مشيرا إلى أنه في حال تم عقد جولة اخرى فسيتم الحديث في النقاط التي لم تناقش حاليا وعلينا أن نبدأ من السهل والذهاب إلى الصعب.