نفايات البريطانيبن من الأطعمة تبلغ 20 مليار دولار سنويا

ماذا يقول سكان الدول الفقيرة إذا علموا أن البريطانيين وحدهم يرمون الى سلاسل القمامة بأطعمة قيمتها 20 مليار دولار سنويا؟ أما المدهش حقا فهو أن 60 في المائة من هذه المأكولات تُلقى في براميل الأوساخ وهي صالحة تماما للاستهلاك البشري.


بينما يجاهد فقراء العالم الثالث من أجل إيجاد لقمة العيش – أيا كانت – وصارت المسألة بالنسبة لهم معركة يومية من أجل البقاء نفسه، تنقل الأرقام الغذائية في الدول الغنية صورة أقرب الى كونها مدعاة للخجل والإحساس بالذنب.

ففي بريطانيا، على سبيل المثال، اتضح ان الأسرة المتوسطة ترمي سنويا الى سلة النفايات خبزا ولحما وخضروات وفاكهة قيمتها 680 جنيها (1088 دولارا). ويشكل هذا 20 في المائة من مشتريات الأسر من الأكل، رغم أن بعضها يجاهد هو أيضا من أجل توفير لقمة العيش.

وعندما يتعلق بإجمالي «نفايات» بريطانيا من المأكولات فإن الأرقام مخيفة حقا. فقد قالت الوكالة الحكومية «راب»، المعنية بالشؤون الغذائية، إن سنوات الشدة الاقتصادية الأخيرة شهدت انخفاضا من 20 في المائة إلى 13 في المائة في حجم المأكولات التي تلقى الى سلال القمامة. ومع ذلك فإن الأسر البريطانية تتخلص اليوم من 7.2 مليون طن من الأطعمة قيمتها أكثر من 12 مليون جنيه أو نحو 20 مليون دولار.
أما المدهش حقا في كل هذا تبعا للوكالة الحكومية، فهو أن 60 في المائة من تلك الأطعمة تُلقى في براميل الأوساخ وهي صالحة تماما للاستهلاك البشري. ولتقريب الصورة الى البريطانيين أنفسهم، قالت صحيفة التابلويد الشعبية «ديلي ميل» إن جبل نفايات الأطعمة هذا يكفي لملء ملعب ويمبلي الشهير عن آخره تسع مرات.

ويلقي الخبراء باللائمة في هذا الوضع الغريب على عوامل عدة. ومن بين هذه عروض متاجر السوبرماركت الغذائية المعروفة باسم «اشتر واحدا واحصل على الثاني مجانا». ومنها ايضا انتشار «الطهاة النجوم» بفضل برامج الطبخ التلفزيونية. فهؤلاء يشجعون المشاهدين على إعداد أكلات معقدة تستلزم قوائم طويلة من المكوّنات الطازجة سريعة التعطن.
ويقول الخبراء أيضا إن جزءا من العوامل التي تفسر ظاهرة رمي المأكولات الصالحة للاستهلاك هو الإلزام الحكومي الذي يفرض على المتاجر إلصاق بطاقات على المنتجات الغذائية تحدد تاريخا نهائيا للبيع وآخر نهائيا ايضا لوجوب استهلاك المادة.. رغم أن هذه توصية لا أكثر ولا تعني أن هذه المواد ستصبح غير صالحة للأكل بعد ذلك التاريخ.

ومن أجل التصدي لكل هذا فستحيي جماعة «الحملة ضد المخلفات الغذائية» برنامجا خاصا يوم الجمعة بميدان ترافلغار سكوير (الطرف الأغر) في قلب لندن باسم «إطعام 5 آلاف». وسيدعى في هذا اليوم 5 آلاف فرد من الجمهور لتناول وجبة غداء مؤلفة من مكونات يرمي بها الناس عادة لأنهم يعتقدون أنها تجاوزت تاريخ صلاحيتها. وقد ألقت عدة جهات بثقلها وراء هذا المشروع، ومن ضمنها «جماعة أصدقاء الأرض» المدافعة عن البيئة. وسيشارك فيه ايضا عمدة لندن، بوريس جونسون، وعدد من نجوم الفن والرياضة إضافة الى بعض الأسماء المعروفة في عالم المطبخ الراقي

شام نيوز - مواقع