"نقص الصالات في سوريا وراء تراجع وضع السينما السورية"

أكد المخرج السوري جود سعيد على أهمية دور القطاع الخاص في تأسيس صناعة سينمائية سورية، واعتبر أن نقص الصالات السينمائية ومشاكل التوزيع والتسويق من أهم المعوقات التي تحول دون انطلاق الصناعة السينمائية الكبيرة في سورية، وكشف عن تحضيره لمشروع سينمائي جديد مختلف كلياً عن فيلمه الأخير "مرة أخرى".
وقال سعيد على هامش مشاركته في مهرجان أبو ظبي السينمائي "أتفق مع الفكرة التي تقول إن هناك فيلم سوري ولكن ليس هناك سينما سورية بالمعنى الإنتاجي، فصناعة السينما في سوريا هي صناعة غائبة، والأسباب واضحة وبسيطة، وأهمها أن أي مُنتج بالعموم بحاجة إلى مكان لتصريف هذا المُنتج، والمُنتج الثقافي بدوره بحاجة إلى أماكن ليُعرض فيها".
وأضاف سعيد "إن غياب الصالات السينمائية وغياب التوزيع يسبب غياب الإنتاج، ومؤسسة السينما في سورية تعتبر هيئة هامة لدعم الثقافة، ولكنها لا تستطيع أن تُنتج إلا الكم البسيط، ومن أجل تأسيس صناعة سينمائية سورية نحتاج لمساهمة القطاع الخاص السوري في هذه الصناعة، وعليه أن يخلق ظروف مناسبة وأسواق واسعة لتصريف وعرض الأعمال السورية التي سيصنعها، والأهم أن يكون لديه مشروع سينمائي ورؤية، ومن الواضح أن هذا المشروع لم ينضج بعد، ومن الصعب القول أنه سيكون هناك صناعة سينمائية كبيرة في سورية خلال فترة قصيرة".
وأعرب المخرج الشاب عن قناعته بضرورة المتابعة بمشروعه السينمائي الخاص ريثما تنضج صناعة السينما السورية، وقال "في هذه المرحلة لا بد من التأـكيد على دورنا كمخرجين في مواصلة العمل على المشروع السينمائي العام، ولكن بالنهاية يبقى علينا أن نركز على مشاريعنا الشخصية، ونحاول صنع السينما التي نقتنع بها وأن نحاول إيجاد مبررات وجودها وخاصة التمويل".
وأضاف "نعلم سلفاً أن فيلمنا قد يكون خاسراً من الناحية المادية، ولكن تبقى أبواب التمويل موجودة بشكل أو آخر، وعلى المخرج أو صانع الفيلم أن يكون لديه مرونة، دون أن يتنازل بالطبع عن قناعته أو يتخلى عن الفكر الذي يسعى لتقديمه".
وتابع "من ناحيتي أحاول خلق ظرف تمويلي مناسب لمشروعي القادم، وأن أنفتح على خارج سورية تمويلياً، وبالنسبة للشكل قدّمت شيء مختلف في 'مرة أخرى' والمشروع القادم سيكون مختلفاً عنه أيضاً وعن الشكل العام للسينما السورية، وسأطرح من خلاله مواضيع ورؤى بصيغ مختلفة عن المألوف في السينما السورية، وسأخاطب الجمهور بلغة وصيغة مختلفة لم يعتد الفيلم السوري عليها".
شام نيوز - وكالات