نقل لوحة "موزاييك" نادرة إلى متحف حلب

بعد طول انتظار احتفى المتحف الوطني بحلب الشهر الجاري باحتضان لوحة موزاييك تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد عثر عليها خلال أعمال التنقيب في العقود الماضية في القصر الآشوري الذي يقع على قمة موقع تل أحمر الأثري الواقع على ضفاف سد تشرين لنهر الفرات بمنطقة منبج .

وذكر السيد نديم فقش مدير آثار ومتاحف حلب أنه تم نقل اللوحة عن طريق قسم الترميم بالمديرية والخبراء في المديرية العامة للآثار والمتاحف بعد عملية قلعها من مكانها وإعادة تركيبها بمهارة حيث تتراوح أبعادها بطول 120 سنتمترا وعرض 1 متر ومصنوعة من الحصى النهرية باللونين الأبيض والأسود تعكس طريقة تفكير الإنسان في تلك الفترة .‏

وقال رئيس البعثة البلجيكية العاملة منذ عام 2000 لجريدة الجماهير إلى جانب البعثة السورية في الموقع ذاته الدكتور غي بوننس : تم الكشف عن اللوحة للمرة الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي من قبل البعثة الفرنسية في باحة صغيرة من القصر الذي اختفت معالمه مع مرور الوقت خلال العقود الماضية وتمثل نوعا مهما من الزخارف التي كانت موجودة في شمال سورية وجنوب تركيا حيث تم العثور على لوحات مشابهة في موقع أرسلان طاش القريب من عين العرب عن طريق البعثة الفرنسية آنذاك وكذلك موقع تل برسيت ( أحمر ) ، كما عثر منذ سنوات قليلة على لوحة مشابهة في موقع ( زيارت تبه ) الواقع على نهر دجلة ولوحة أخرى في موقع ( تلة هيوك ) على الفرات في تركيا مما يدل على الطابع الفني والهندسي المشترك في الشمال السوري والجنوب التركي خلال الفترتين الآشورية والآرامية .‏

وحول عمليات فك ونقل اللوحة يضيف الدكتور بوننس أنه تم زرعها على أرضية طينية حيث تكمن الصعوبة في فكها خوفاً من انهيار الحصى النهري أثناء ذلك تمهيداً لترميمها ، وبعد اجتياز المرحلة تم وضعها على حوامل خاصة ونقلها إلى المتحف بمهارة دون أية أضرار بها .‏

وأضاف رئيس البعثة أن موقع تل أحمر يحتوي على لوحات أخرى لم يتم فكها وأكبر تلك اللوحات لا يزال حتى اليوم بأبعاد تقدر بـ 15/ 15 مترا وتمثل باحة وأرضية القصر الآشوري لافتاً الى أن اللوحات المكتشفة في تل أحمر أقدمها يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد ويحتوي بعضها مواضيع وتشكيلات هندسية كالمربعات المتناوبة بالأبيض والأسود والألوان الأخرى ، وبعضها الآخر يحتوي زخارف نباتية تشبه الأزهار ، كما هو الحال في اللوحة التي تم نقلها إلى المتحف .‏

وأشار الى أن أهمية تلك اللوحات في التل تكمن بمدى قدرتها على تجسيد روح الموزاييك اضافة إلى ندرتها في العالم .‏

علماً أن هذه المرة الأولى في سورية يتم قطع وترميم ونقل موزاييك يعود إلى الفترة الآشورية .‏

 

 

شام نيوز