نهاية الاحتلال

 

يحاول الاحتلال «تأبيد» نفسه في ذكرى غزو الضفة الغربية والجولان، فالمواقف الاسرائيلية المعلنة تشير الى تمسك اسرائيل بالاحتلال وكأنه سر بقائها ووجودها وان انهاءه بداية انهيار المشروع الاستيطاني الصهيوني.

فبعد 44 سنة من الاحتلال ما زالت العقلية الحاكمة في اسرائيل تتمترس بشرعية الاحتلال استنادا الى مبدأ القوة. ولا تريد رؤية ما يحيط بها من تحولات سياسية عالمية او اقليمية تدعوها كلها الى هجر خطيئة الاحتلال والاندماج في النسيج السلمي العالمي. وهي تظن ان الغطاء الاميركي سيتيح لها كسب المعركة الحالية في مواجهة الشعب الفلسطيني والثورات العربية التي تعيد كتابة تاريخ المنطقة مجددا وتطيح بأنظمة عملت على مدى عقود لحماية الاحتلال وبقائه في توافق مصلحي غير معلن مفاده ان بقاء الاحتلال من بقائها.


الآن فقط بدأ العد التنازلي لانهاء الاحتلال مرة واحدة والى الابد.. ولعل الاستبداد الاحتلالي ليس بمنأى عن اي استبداد آخر في سقوطه لان حتمية التاريخ تؤكد زواله مهما تدجج بالسلاح الفتاك وجنون القوة وغباء الكونغرس الاميركي وانحيازه الاعمى للباطل.
 

سيكون هذا الصيف لاهبا متوهجا ونقطة تحول في تاريخ المنطقة العربية؛ لانه يرسي بدايات التحرر العربي من قيود الاستبداد كمقدمة للتحرر من المؤثرات والاحتلالات الخارجية.

فقد وجد الشعب العربي طريقه ولن يحيد عنه والذين يظنون ان «كولسات» واشنطن ومكائد نيويورك ستمد في حياة احتلالهم هم واهمون، لان الانفراج العربي يعني بالضرورة اضعاف الاملاءات الخارجية واستعادة الحقوق العربية في الثروات والاموال والارض من براثن نادي عصابة الكبار وتابعتهم اسرائيل.

فالسلام العادل فقط وليس الاحتلال الظالم هو سبيل الخلاص بالنسبة للكيان الاسرائيلي. اما النافخون في بوق الاستيطان والتطرف والحروب فهم الخاسرون في النهاية وسيلاقون مصير كل مستبد وارهابي.

 

 

حافظ البرغوثي - الحياة الجديدة