نوافذ الروح: جمال سليمان يروي تاريخ سوريا

تصر كاميرا المخرجين الليث حجو وعمار العاني اقتفاء سيرة حضارة تعود للألف السابع قبل الميلاد في فيلم "نوافذ الروح" مراهنة على غنى الجغرافيا السورية في التقاط كوادر جديدة للحضارات المتعاقبة من ماري على ضفة نهر الفرات مروراً بتدمر حاضرة الشرق العربي القديم وصولاً إلى مدينة إيبلا في موقع تل مرديخ
وتبدأ كاميرا حجو والعاني رحلتها في الفيلم من موقع أوغاريت (رأس شمرا) على شاطئ بحر اللاذقية برفقة الفنان السوري جمال سليمان الذي نجح عبر روايته للأحداث التاريخية المتعاقبة في نقل لمشاهد من الحالة التقريرية للفيلم إلى البوح الإنساني وذلك من خلال علاقة وجدانية مع الأماكن الأثرية تمكن سليمان من تسريبها إلى الجمهور وفق كتابة النص الذي قام بتأليفه الكاتب السوري الشاب عمر أبو سعدة.
وتضمن الفيلم الذي افتتح عروضه مساء اليوم في كل من صالتي كندي دمر وكندي دمشق مشاهد بانورامية للحضارات السورية متنقلاً بين متاحف دمشق وإدلب واللاذقية فمن أسواق تدمر القديمة والمدافن التدمرية إلى شوارع المدن المنسية مروراً بكنيسة القديس حنانيا ودير معلولا وسمعان العامودي وصولاً إلى أسواق حلب ودمشق والجامع الأموي في العصر الراهن حيث دمج كل من حجو والعاني بين مشاهد عديدة من الحياة المعاصرة و قصة الحضارة السورية.
واستطاع الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ومؤسسة جذور أن يحقق تواصلاً جديداً بين ماضي الإنسان السوري وحاضره مبتعداً عن الأساليب السياحية التقليدية وذلك من خلال توليفة بصرية دمجت بين مشاهد للفرقة السيمفونية السورية وبين مشاهد من آثار أوغاريت حيث يواظب موسيقيون سوريون على عزف مقاطع من أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتشفه الباحثون في موقع رأس شمرا على الساحل السوري.
يذكر أن فيلم "نوافذ الروح" من إخراج الليث حجو وعمار العاني ورؤية عمر أبو سعدة وإشراف أسامة سعيد وتم عرضه مؤخراً على شاشات اللوحات الطرقية في كل من مدينتي دمشق وحلب ولاقى رواجاً كبيراً لدى الجمهور السوري
كما تمكن النجم جمال سليمان من صياغة نبرة لافتة في قص حكايته السورية بامتياز معشقاً بين مفردات اللغة السينمائية وبين مفردات النص حيث تابعنا مشاهد عديدة لسليمان في قلب المواقع الأثرية ووفق تنويعة من تكوينات التراث الشعبي في الجزيرة السورية وفي قلب البادية التدمرية العريقة.
سانا