الصفحة الأخيرة

"نيّال يلي مابيعرف"

اقتصادية

الأربعاء,١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم

"نيال يلي ما بيعرف"

سلامات

أقسى عقوبة يمكن أن ينالها شخص، هو أن يعرف ماذا يجري في هذه البلاد، والأقسى من ذلك أنه لا يجرؤ على البوح بكل ما يعرف

لذلك صدقاً أنا أحسد كل شخص لا تفرض عليه مهنته تتبع تفاصيل أمور البلاد، والبحث في خفاياها وأسرارها، فهو على الأقل يبقى محتفظاً ببعض الأمل، مغشوشاً بالأشخاص، لا يصيبه إحباط قاتل ولا كسل مزمن

أما نحن الذين ابتلينا بالعمل في ملاحقة أحداث الشأن العام وخفاياه، فإننا ننام على هزة بدن، ونصحو على مرض الشقيقة، ونمضي يومنا بالتنقل بين مصيبة وأخرى... ونهايتنا إما جلطة قلبية أو سكتة دماغية، أو زهايمر مبكر.

هل تريدون أمثلة... إليكم ذلك.

نعرف من يكذب علينا، من يتعلم باقتصادنا، من يتاجر بمعاناتنا، من يرتشي باسمنا

نعرف كيف تُعطى بعض المناصب، كيف تُسرق بعض مؤسساتنا، وكيف تُبيَّض الصفحات، وتُزكّى الأسماء، وتُسوَّق المعلومات، وتُقدَّم المبررات.

نعرف... ونعرف... ونعرف لدرجة القرف من حياتنا، وقدرنا، ونصيبنا.

كل ذلك في كفة، وفي الكفة الأخرى أننا نعرف حق المعرفة أن في هذه البلاد من الخيرات والثروات والكفاءات ما يجعلها تنهض بأسرع مما يتمناه البعض... وبإمكان المهتمين والمشككين استعراض كل قطاع على حدة، ودراسة آفق تطويره وفق إمكانياته الحالية، لكن شريطة إبعاد الإدارات الفاشلة والفاسدة عنه.

لسنا بحاجة إلى أكثر من إرادة، وعندئذ يمكن أن تتحول حياتنا إلى تحدٍّ ونجاح، وليس كما هي اليوم عبارة عن كابوس مقلق.

دمتم بخير

الصفحة الاخيرة – شام إف إم

اقتصاد
زياد غصن
الصفحة الأخير ة