نيوزويك: نتنياهو قد يشعر بالفرح لفوز الجمهوريين في مجلس النواب..

رأت مجلة "نيوزويك" الاميركية ان من المحتمل ان يشعر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالزهو نتيجة فوز الحزب الجمهوري الاميركي في الانتخابات التكميلية بالغالبية في مجلس النواب. الا ان المجلة اضافت ان النكسة التي اصابت الرئيس الاميركي باراك اوباما لا تحمل معها تغييرات واسعة.
وتقول "نيوزويك" انه "ليس من المبالغ فيه الافتراض ان نتنياهو سعيد بمكاسب الجمهوريين الواسعة في انتخابات هذا الاسبوع. فهو يعتبر الكونغرس ميدان نشاطه في واشنطن، المكان الذي يتوجه اليه لحمايته من الضغوط التي يمارسها البيت الابيض عليه لاتخاذ خطوات يفضل ان يتحاشاها. ورغم ان الكثرة من الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس من اصدقاء اسرائيل، فان الاحتمال الاوسع ان يدعم الجمهوريون حكومة "ليكود" من دون تمحيص.
ومنذ ان اظهر اوباما رغبة اكبر لممالأة اسرائيل تتجاوز ما فعله الرؤساء الاميركيون في الفترة الاخيرة، فان بقاء رجل ضعيف في البيت الابيض لا بد ان يعني ظاهريا ضغوطا اقل على رئيس الوزراء الاسرائيلي.
الا ان نتنياهو قد يجد ان مضاعفات الانتخابات التكميلية تتسم بالتنوع. ومن ذلك ان التجربة اوضحت ان تشكيلة الكونغرس لا تقرر بالضرورة اسلوب واشنطن في ما يتعلق بالشرق الاوسط. واكثر الامثلة حضورا تلك التي ظهرت في تعامل الرئيس السابق كلينتون مع اسرائيل خلال ولايته الثانية. ذلك انه رغم ان الجمهوريين كانوا يمتلكون الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ، الا ان كلينتون تمكن من اجبار الزعيم الاسرائيلي العنيد على الانسحاب من اجزاء من الضفة الغربية بمقتضى اتفاق موقت مع الفلسطينيين. واسم ذلك الزعيم هو: بنيامين نتنياهو.
ويقول جوناثان رينهولد، الخبير في العلاقات الاسرائيلية - الاميركية في مركز الدراسات الاستراتيجية في تل ابيب: "صحيح ان الكونغرس الجمهوري سيزيد من التكلفة السياسية المحلية من حيث مواجهة اسرائيل، الا ان هناك وسائل كثيرة للضغط على اسرائيل من دون تدخل الكونغرس".
والواقع ان اوباما قد يكون اكثر ميلا الى مواجهة اسرائيل ببعض الاساليب. وليس هناك شك ان بامكان مجلس النواب ذي الاكثرية الجمهورية أن يحد من نطالق انجازاته المحلية الرئيسية، ما يجعله اكثر طمعا في تحقيق نجاحات في مجال السياسة الخارجية. وليس هناك ما هو اهم من دفع قضية السلام في الشرق الاوسط الى الامام.
ثم هناك مسألة ايران.. فالاسرائيليون يعتبرون السنة المقبلة حاسمة الاهمية في الحملة لوقف برنامج طهران النووي. وقد يكون اعضاء الكونغرس الجمهوريون اكثر تقبلاً لفكرة النظر في خيارات عسكرية في حال عدم نجاح العقوبات. وسيتم تعويم فكرة الهجوم على منشآت ايران النووية اكثر فاكثر ضمن برامج التلفزيون والاذاعة ايام الاحد وتحت قبة مجلس النواب.
لكن السياسة تجاه ايران يقودها البيت الابيض، وليس الكونغرس. ومن الصعب تصور ان اوباما سيتأثر بمجموعة مشرعين جدد اغرار في الوقت الذي حذر فيه وزير دفاعه ورئيس هيئة الاركان المشتركة وكبار مسؤولي الاستخبارات من عواقب شن هجوم عسكري على ايران.
وخلاصة الامر هي ان سياسة الولايات المتحدة لن تتغير كثيراً في ما يتعلق باسرائيل. وربما كان نتنياهو مرحباً بنتائج الانتخابات الآن. ولكن عندما يهدأ الغبار، عليه ان يتوقع تجدد الضغط من اجل استئناف تجميد الاستيطان في الضفة الغربية واخذ المحادثات مع الفلسطينيين على محمل الجد.
شام نيوز - نيوزويك