هآرتس: أوباما استسلم لضغوط نتنياهو

اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذهب إلى مؤتمر ايباك ليعتذر عن سوء فهم خطابه في وزارة الخارجية وقد استسلم بذلك للضغط اليهودي في أمريكا طلبا لبقائه السياسي في المعركة الانتخابية في 2012.
وقالت الصحيفة إن أوباما رضخ في مؤتمر ايباك لضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجماعة الضغط اليهودية مضيفة.. لم تكد تكون في ظاهر الأمر فروق بين خطاب أوباما الأول في وزارة الخارجية وخطابه الثاني أمام أكثر من عشرة آلاف يهودي حيث شرح في خطابه الثاني موقفه من أساس التفاوض على حدود 1967.
ورأت الصحيفة أن أوباما أظهر خلال خطابه حماسة مدهشة بقوله أمام جمهور ايباك من غير أن يغير موقفه في ظاهر الأمر أنه لن تكون هناك عودة إلى حدود 1967 وهكذا حصد الهتاف والتأييد السياسي في معركة بقائه في تشرين الثاني 2012.
وقالت الصحيفة إن خطبة أوباما الثانية كانت صهيونية جدا فقد قبل في واقع الأمر تقريبا جميع مواقف نتنياهو من كون إسرائيل دولة الشعب اليهودي إلى طلب أن تقبل حركة حماس شروط اللجنة الرباعية شرطا للتفاوض وانتهاء بالتشديد على مضمون رسالة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون في 2004 التي تؤكد على أن الواقع السكاني الجديد في المناطق سيؤثر في حدود الدولة الفلسطينية.
وتساءلت الصحيفة: ما الذي جعل أوباما وهو البعيد جدا عن نتنياهو شخصيا وعقائديا يمضي مسافة طويلة جدا نحوه وقالت هناك عدة إجابات لهذا السؤال المهم أولا يبدو أن أوباما يفهم في الأساس لغة القوة أو في هذه الحال الانتقاد غير الدبلوماسي الذي تلقاه من نتنياهو وجهات أخرى على خطابه الأول وثانيا يبدو أن أوباما أكثر انشغالا ببقائه السياسي وأن خطر فقدان الصوت اليهودي والدعم المالي اليهودي في معركة الانتخابات في 2012 يوجه خطواته أكثر فأكثر.
وأضافت الصحيفة أن خطاب أوباما كان في ظاهر الأمر مليئا بالرؤية والتمسك بمسيرة السلام وإقامة دولة فلسطينية لكن في واقع الأمر يكاد يحسم ذلك بمعارضته الإجراء الفلسطيني في الأمم المتحدة في أيلول وإدراكه أنه سيصعب على إسرائيل أن تفاوض حكومة فلسطينية تشارك حماس فيها وكما أن الانقسام الفلسطيني كان ذريعة في الماضي إلى الامتناع عن التفاوض أصبحت الوحدة الآن هي الذريعة لهذا يوجد في خطاب أوباما وصفة جمود رغم الخطابة البراقة المليئة بالأمل.
وخلصت الصحيفة إلى القول بعد سنين من التوتر توصل نتنياهو وأوباما في نهاية الأمر إلى اتفاق لا نظير له وهو أن معركة بقائهما السياسي أهم من مصير الشرق الأوسط.
سانا