هاس يفاجأ بالتفاف السوريين حول رئيسهم

نشر(ريتشارد هاس) رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية مقالاً في مجلة التايم أشار فيه إلى قدرة القيادة السورية على استغلال غياب مبارك وبن علي لمصلحة سياستها وتحالفاتها مع القوى المناهضة لهيمنة تل أبيب في المنطقة وكان من اللافت أن يعترف (هاس) بتكاتف الجمهور السوري مع الرئيس بشار الأسد وثقته بالإصلاحات التي قام بها في السنوات السابقة وبوعوده بتطويرها.
ويستنتج (هاس) أن واشنطن وغيرها من دول الغرب لن تحقق أي نفوذ مهم على مستقبل سورية لأن النظام السوري قوي ولن توافق دول كثيرة في العالم على توسيع العقوبات عليه ويبدو أن إسرائيل رغم ما يقوله رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي تفضل تحريض واشنطن والعالم بل أي مجموعة تحمل العداء لسورية على محاولة زعزعة استقرار سورية.
أما التنسيق الإسرائيلي- الأميركي يجري يومياً وعلى مستويات كثيرة حول التطورات الجارية في العالم العربي وخصوصاً منذ انتفاضة (25) يناير كانون الثاني في مصر ومن قبلها تونس ومن بعدها ليبيا ولعل أكثر ما يؤكد هذه المتابعة شبه اليومية هو وصول وفد من رجال الأبحاث الإسرائيليين المختصين بالمنطقة وفي مقدمهم (دوري غولد) مستشار نتنياهو السياسي إلى الكونغرس الأميركي لعقد اجتماعات مع المعنيين فيه من أجل حماية المصالح المشتركة.
وفي السادس من نيسان الجاري عرض مركز أبحاث «جيروزاليم للقضايا السياسية والعامة» موجزاً عن النقاط الأساسية التي عرضها (غولد) على لجان الكونغرس جاء فيها أولاً: «إن تل أبيب ستتعرض إلى هجوم سياسي دبلوماسي جديد قد يعرضها إلى فقدان مبررات الدفاع عن وجودها في الضفة الغربية. ثانياً: إن السياسة الأميركية التقليدية عملت دوماً على عدم مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وهذا ما يجب استمراره بموجب مذكرات تفاهم كثيرة. ثالثاً: إن أي مطالب جديدة من إسرائيل في ظل التطورات الجارية في العالم العربي لن تكون مبررة بالنسبة لإسرائيل لأن شرق أوسط جديداً في طور التكوين وقد لا يكون لمصلحة إسرائيل بعد غياب مبارك وبن علي والخوف من غياب زعماء معتدلين. رابعاً: لن تنسحب إسرائيل على سبيل المثال من غور الأردن المتاخم للحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل تخشى من أي فراغ ينشأ في دول عربية معتدلة وصديقة لواشنطن».
واستفاض غولد في التحذير من حدوث تطورات داخل العراق تعزز قوة هذه الأطراف وخصوصاً إذا ما طالبت القوى العراقية بتنفيذ انسحاب القوات الأميركية في هذا العام.
وأشار بعض المحللين السياسيين في أميركا إلى أن القيادة الإسرائيلية طلبت من واشنطن عدم سحب قواتها من العراق مهما جرى لأن هذا الانسحاب ستعتبره إسرائيل تغييراً استراتيجياً في ميزان القوى الإقليمي لمصلحة سورية وإيران بل تركيا التي تواصل الابتعاد في سياستها عن إسرائيل منذ انفتاحها على سورية والعراق وإيران.
ويبدو أن بيريس رئيس الدولة أجرى نقاشاً مكثفاً حول هذا الموضوع مع المسؤولين الأميركيين بتكليف من نتنياهو رئيس الحكومة ومن المتوقع أنه نقل لأوباما أن (تل أبيب لا يمكن أن تتحرك في أي عملية تفاوض مع السلطة الفلسطينية ما لم تظهر النتائج النهاية للتطورات الجارية في العالم العربي وخصوصاً على جبهتها الشمالية الممتدة من لبنان إلى سورية وحلفائها).
ويعترف بعض المشاركين في الحوار مع الكونغرس بأن كل خسارة تتكبدها إسرائيل إقليمياً في المنطقة وخصوصاً خسارة مثل مبارك ستحمل معها بشكل طبيعي مكسباً وانتصاراً للسياسة التي تتبناها القيادة السورية ضد إسرائيل في المنطقة وهذا ما يجعل إسرائيل تطلب من واشنطن التضييق على سورية ومنعها من زيادة رصيد قوتها في المنطقة، ومن الواضح في النهاية أن يجري استهداف سورية وجبهتها الداخلية من قبل كل المتضررين من احتمال قوي بعودة مصر إلى دورها المطلوب قومياً.
شام نيوز- الوطن