هكذا يصنعون الأخبار الملفقة في قناة الجزيرة

نشر موقع إسرائيلي مقالة لمها شحادة تحدثت فيها عن كيفية إعداد وتحرير الأخبار في قناة الجزيرة القطرية، كاشفة الدور الخفي الذي يقوم به وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بإعداد أخبار الشأن السوري، خصوصاً ما جرى قبل أيام بذكرى النكبة في الجولان السوري المحتل، إضافة إلى تركيب نص مترجم عن مقابلة لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف مع إحدى الصحف الأمريكية، وهذا نص المقالة:
عائد إلى يافا هي قصة حقيقية بطلها الشاب الفلسطيني اليافاوي الأصل حسن حجازي المولود لام لبنانية ولأب فلسطيني كان مقاتلاً للحرية وهزمته الفصائل وخلافاتها فتحول إلى حالم وتحولت العائلة إلى التدين والإيمان.
دخل حسن حجازي إلى مجدل شمس من سورية التي ولد فيها مع من دخلوا في الخامس عشر من الشهر الحالي، كانت تقى أخته برفقته وآخرين من رفاقه ورفاقها، عادت تقى تلك الليلة إلى دمشق ولكنه حسن عبر مجدل شمس ومنها إلى يافا في قصة لا تشبه بشيء قصة عائد إلى حيفا للراحل غسان كنفاني، عبر حسن غير آبه بأي خطر وركب حافلة قال في حديثه إلى القناة الإسرائيلية العاشرة فيما بعد بان الجنود من لواء غولاني كانوا يجلسون بجانبه وكانوا يشكون فيه بأنه ممن عبروا من سورية إلى الجولان ومع ذلك نزل ونزلوا في تل أبيب ولم يجرأوا على التعرض له لأنهم كانوا خائفين منه، وصل حسن في اليوم نفسه إلى يافا وبات في منزل أحد الفلسطينيين وتجول في شوارع تمتد إليها من مدينة كانت يوماً مجاورة التي أصبحت الآن تل أبيب التي ذابت يافا في أحيائها، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية حسن وهو يتعرض الآن للمحاكمة، ولولا حسن والمئات من زملائه المناضلين العائدين إلى فلسطين في يوم النكبة لنفذت قناة الجزيرة مجزرة إخبارية بحق ذكرى النكبة فكيف حصلت مؤامرة الجزيرة وكيف جرى تدميرها؟
مصدر في هيئة تحرير قناة الجزيرة التي يتقاسمها نوعان من الموظفين هم الفلسطينيون والإخوان والسلفيين، وما بين الطرفين يتحكم أمر من لا يرد له أمر بكل شيء، الجميع في الجزيرة من كبيرهم تامر بن ثاني ولا ثامر بن حمد (أو ما بعرفش ايش اسمو) إلى أصغر حاجب في مبنى الجزيرة الجميع يعرف بأن الخطوط العامة للسياسة التحريرية يتولاها رجل يحدث المسؤولين كل في قسمه بشخصه دون الاتكال على المنصب وضاح خنفر الذي يشبه دوره دور رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية التي حكمها مستشار والرئيس شيخ منصب وتمثال نصفي بلا حول ولا قوة، كذلك في الجزيرة القرار الأول والأخير للمدعو حمد بن جاسم وزير خارجية قطر.
يوم النكبة اتصل حمد بن جاسم بمدير تحرير النشرة الإخبارية وطلب منه أن يركز على أن المتظاهرين في القنيطرة هم من السوريين ولا فلسطينيين بينهم وقد أوقع في يد فريق الجزيرة في الدوحة وفي القرية المواجهة للقنيطرة فلم تأتي التظاهرات إلى القنيطرة بل ذهبت إلى مجدل شمس مقابل تلك الصيحات المحرر حيث نزل الفلسطينيون القادمون إلى الجولان إلى الوادي الفاصل بين الجيشين ودخلوا إلى مجدل شمس بعد أن حدد لهم أهل مجدل شمس أفضل الطرق لعبور حقول ألغام مخصصة للدبابات والناقلات وليس للأفراد بحسب اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين سورية وإسرائيل في العام 1974.
أما لماذا قرر حمد بن جاسم جنسية العابرين العائدين بأنهم من السوريين؟ والجواب بحسب مصدر فلسطيني يعمل في هيئة تحرير الجزيرة – لأنه قرر بأن يزعم عبر قناته الموقرة بأن السوريين يريدون نقل جثث قتلى سقطوا في التظاهرات ورميها في تلك المناطق لإخفاء جرائم النظام السوري وللزعم بأن الإسرائيليين لا يقتلون العرب بل السوريين يقتلون مواطنيهم، لكن مع سقوط الشهيد الأول ومع دخول المئات من العائدين إلى مجدل شمس ومع قيام أهالي قرية مجدل شمس السوريين بتكسير معدات الجزيرة وبطرد الفريق الذي أتى من مكتبها في القدس المحتلة الذي يديره إسرائيلي فخور بهويته الصهيونية هو وليد العمري مع كل ذلك مع افتضاح أن كل الشهداء من مخيم اليرموك وكلهم فلسطينيين أسقط الواقع تزوير الجزيرة وهو تزوير لم يكن الأول ولن يكون الأخير.
فبحسب الزميل محمد كريشان الذي اتصلنا به فقد قام هو نفسه بتركيب نص مترجم عن مقابلة للسوري رامي مخلوف مع صحيفة أميركية وقد فعل ذلك ليناسب الهدف الذي أمره حمد بن جاسم بتحقيقه من خلال التلاعب بترجمة تلك المقابلة فقد صحى حمد بن جاسم من نومه في عصر ذاك اليوم واتصل فور قراءته للملخص الصحافي الذي يصله من مكتب الإعلام التابع لغرفة نومه وكانت الصحف الأميركية قد صدرت في التوقيت الشرقي لأميركا (فرق يجعل عصر الدوحة صباحاً في نيويورك) فاتصل حمد بن جاسم بمحمد كريشان وطلب منه تولي تحرير النص ليجعل منه وسيلة إيحاء بتحالف غير معلن بين الراغبين في أمن سورية وأمن إسرائيل وقد نجح كريشان في مهمته وتبنت الجزيرة نصه المخالف للنص الانكليزي والذي فيه مخلوف : "إذا تألمنا فغيرنا سيتألم أيضاً".
تلاعب الجزيرة إذا وجد طريقه إلى كل وسائل الإعلام العربية في مسألة مخلوف ولكن الأمر فشل في موضوع الجولان وكل تزوير يا جزيرة وأنتم بخير.