هل تستدير تركيا باتجاه دمشق؟

بين الخطوط الحمراء التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بداية الحرب على سوريا وبين الاستدارة التركية اليوم باتجاه المصالحة مع دمشق، ترد حكومة العدالة والتنمية محترفة التلاعب على حبال السياسية الدولية والتوترات والصراعات الإقليمية على منتقدي سياستها بالتوجه إلى التقارب مع دمشق، بأن من لديه حلول أفضل لإنهاء الحرب في سوريا وإعادة اللاجئين فليقدمها.
يرى مراقبون أن تركيا اليوم تحاول تبرير موقفها بعد سنوات من التدخل في الحرب السورية بزعم حرصها على وحدة سوريا واستقلالها، وأنها تسعى من خلف هذا التوجه إلى تحقيق توافق بين دمشق والمعارضة وتأمين عودة طواعية وآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم في ضوء التفاهمات الدولية.
أنقرة التي أرقتها على مدى عقود النزعات الانفصالية الكردية، تسعى جهدها اليوم بهذا التقارب مع دمشق إلى ضرب أي فرصة لوجود كيان كردي على حدودها الجنوبية مع سوريا وقطع طرق التواصل بين حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، وخاصة بعد فشلها في إنشاء ما أسمتها منطقة عازلة بعد انشغال القوى الدولية التي عولت عليها لتحقيق هذه المنطقة أو ما يشابهها في الحرب الأوكرانية، لتجد أنقرة مصلحتها في فرض الجيش السوري سيطرته الكاملة على الحدود السورية التركية وإبعاد العناصر الكردية، إضافة إلى عودة ملف خط الغاز العربي الذي كان مقرراً أن يصل إلى كلس التركية إلى طاولة البحث مجددا وما يعكس ذلك من فوائد اقتصادية لتركيا.
الموقف هنا في دمشق كانت واضحة منذ بداية وصول إشارات الغزل التركية بأنه لا توجد أبواب موصدة بشكل دائم في السياسة لكنها اشترطت قبل الانخراط بمشروع التقارب هذا خروج جميع القوات التركية من الأراضي السورية وإيقاف دعم المسلحين في الشمال السوري، إلا أنها وإلى حين تحقيق مطالبها أبقت على خطوط الاتصال مع أنقرة من المستوى الأمني فقط حتى الآن.