هل تمتلك قسد "مضادات جوية"؟

هل تمتلك قسد "مضادات جوية"...؟

شام إف إم - محمود عبد اللطيف

نشرت الصفحات الموالية لتحالف ميليشياتقسدعددا من الصور، التي زعمت من خلالها استيلاءها على منظومة الصواريخ المضادة للطيران "الزلزال الممطر" من مستودعات داعش، مدعية في الوقت نفسه أن هذه الصواريخ كان التنظيم قد حصل عليها من مستودعات في معسكرات الجيش السوري التي دخلها التنظيم حينما كان يسيطر على الرقة.

 

المنظومة الإيرانية الصنع، هي منظومة دفاع جوي أعدت على أسس نظام "هوك" الأمريكي، لكن دمشق لم تحصل عليها بالمطلق، كما إن الصور التي نشرتهاقسدلا تمت لها بصلة، وإنما هي صور تعود لمناورات "الرسول الأعظم" التي نفذتها القوات الإيرانية خلال شهر أيار من العام ٢٠١٤، لكن الماكينة الإعلامية لقسد خلال المرحلة الماضية تجهد في صناعة صورة "القوة" لنفسها، خاصة وإن الميدان السوري لم يعد يحتوي على قوى مسلحة، يمكن لها أن تهدد سلامة الدولة السورية سواها، فحتى إدلب مجرد حسابات دولية وفقا لكثير من المعطيات، والمعركة فيها لن تكون بصعوبة مواجهة تحالف "قسد" الذي يحظى بدعم دولي على كافة المستويات.

 

الاحتمال الأول من نشر هذه الصور، هو محاولةقسدرفع معنويات عناصرها مع ارتفاع احتمال صدامها المباشر مع الجيش السوري، خاصة وإنقسدتصعد خلال المرحلة الماضية من خطابها الإعلامي المعادي للدولة السورية، ومن بين جملة التصريحات الصادرة عن قياداتها ما قاله رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السابق "صالح مسلم" عن نية "قسد" السيطرة على كامل سورية بما في ذلك "دمشق ودرعا والسويداء"، وهذه المحاولة ناجمة عن إدراك قياداتقسد"، لأن واشنطن لن تذهب نحو دعمها جويا في معركة ضد الجيش السوري، فحسابات العلاقة مع موسكو أهم بالنسبة للإدارة الأمريكية.

 

وفي احتمال ثان، قد تكون "قسد" تمتلك بالفعل صواريخ دفاع جوي من طراز غير "الزلزال الممطر"، وهذا يتوافق مع التقارير الإعلامية، التي تحدثت عن تسلمها في وقت سابق لكميات من أسلحة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع، ولمحاولة تبرير امتلاك مثل هذه الأسلحة تتحدث "قسد" عن استيلاءها على "مضادات جوية" من مستودعات كانت لداعش، زاعمة أن الأخير حصل على هذه الصواريخ من معسكرات الجيش السوري حين وجوده في الرقة، والقول بأن التنظيم لم يستخدم مثل هذه الصواريخ ضد أي من أسلحة الجو التي استهدفت مواقعه، لعدم قدرته على تشغيل مثل هذه المنظومات، أمر غير منطقي، فقيادات التنظيم هم ضباط سابقون في الجيش العراقي أو جيوش اخرى، ومن حصل على كميات ضخمة من الأسلحة والمواد الكيميائية، يمكن له أن يحصل على النواقص لتشغيل هذه المنظومات.

 

على هذا يمكن أن التنظيم لم يمتلك أي نظام صاروخي مضاد للطيران، وعلى ذلك يمكن القول أن "قسد" تحاول تجنيب واشنطن الصدام السياسي مع موسكو، لمنحها لـقسدمضادات جوية مع إن هذه الميليشيات من المفترض أنها سُلحت لقتالداعش، وبالتالي لا حاجة لها بمثل هذه الصواريخ إلا إذا كانت تحضّر للاشتباك مع جهة تمتلك سلاحا جويا.

 

وقد تكون "الدعاية" المحضة الهدف من هذه الصورة، بمعنى أنها رسالة لدمشق التي اعتبرت الرقة "مدينة محتلة"، وهذا يشير لامتلاك قياداتقسدمخاوف كبيرة من احتمال الصدام العسكري مع الجيش السوري، إذ وبرغم إدراك قيادات ما يعرف بالإدارة الذاتية فإن دمشق لن تقبل بفرض الفدرلة، إلا أنهم يعولون على الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها واشنطن على الدولة السورية عبر أقنية متعددة، ومن بين هذه الضغوط ملف "حقول النفط" في المنطقة الشرقية، وهي منطقة تتجه لمزيد من التعقيد الميداني والسياسي.