هل ثمة مكان لأنصاف المواقف؟!

شام نيوز- خاص
هل ثمة متسع للمواقف الرمادية وأنصاف المواقف بعد كل ما جرى ويجري؟
هل ثمة من يقول بعد الآن إن سورية لا تتعرض لمؤامرة خارجية باتت واضحة المعالم والأبعاد؟
المؤامرة اتضحت وعناصرها بدأت تظهر للعلن عبر الجرائم الطائفية المقيتة، واعترافات أعضاء الخلايا التي جندت لأجندات خارجية.
كل قطرة دم تراق في سوريا غالية علينا جميعاً ولكن ماذا عن نهر الدم المتدفق من العسكريين ورجال الأمن الساهرون على أمننا وأرواحنا.. الا يستحقون من القنوات الفضائية أية إشارة أو تنويه، أم أن شهود العيان المتمركزون في باريس وبروكسل ولندن والرياض باتوا هو بوصلة الإعلام العربي والشاهد الوحيد على ما يجري على أرض سورية؟!
ثم، ماهذه اللغة الموحدة التي ينطق بها جميع شهود العيان وجميع المعلقون المنتشرون على امتداد عواصم الغرب.. يكادون ينطقون بالجمل ذاتها وكان أحداَ ما يلقنهم عبارات بعينها وحوادث مختلقة من شأنها أن تؤجج الفتنة وتثير الغرائز الحيوانية.
أسئلة كثيرة برسم الجميع، قنوات فضائية عربية وإعلاميين سوريين يعملون في القنوات الفضائية ألا يستحق منهم وطنهم أن يقولوا لا للنشرات الملفقة التي يقرؤونها، ألا تستحق دماء أبناء شعبهم التي تهرق على مذبح التحريض الخارجي والفتنة اللعينة التي يحرض عليها عدد من الخونة السوريين المقيمين في الخارج عديمي المصداقية، ألا تستحق منهم وقفة مع الذات؟
بالأمس استضافت إحدى قنوات الفتنة محمد زهير الصديق الذي تحول بقدرة قادر إلى زعيم جماعة سلفية جهادية بلغته وخطابه الطائفي التحريضي، فسبحان مغير الأحوال.. فشاهد الزور في قضية اغتيال الحريري تحول بين عشية وضحاها إلى شيخ يفتي ويوجه ويحرض ويعلن عن برامج وتحركات على الأرض؟؟!
هي الأمور واضحة الآن أكثر من أي وقت مضى، وكما قال سيادة الرئيس بشار الأسد يوم 30 /3 الماضي (( لا مكان لمن يقف في الوسط فالقضية ليست الدولة بل الوطن والمؤامرة كبيرة)).. لأن أنصاف المواقف تعني دعماً وتأييداً لصناع الفتنة، فالحق بيّنٌ، والحقيقة ساطعة، والمؤامرة باتت على المكشوف ولا مكان للتذبذب أو اللعب على الحبائل أو اتخاذ مواقف مائعة أو انتهازية..
المؤامرة كبيرة وتستهدف كيان الوطن، ولكن ثقتنا كبيرة بأنها محنة سنتجاوزها كما تجاوزنا محناً قبلها وخرجنا منتصرين..