هل خرجت الربوة سليمة من تحت مبضع جراحيّ المحافظة؟

هل خرجت الربوة سليمة من تحت مبضع جراحيّ المحافظة ؟

ساهرة صالح.شام نيوز

 

لطالما اعتبر قصة دمشقية ارتبط بذاكرة السورين, بشوارعه وروابيه و نهره بردى ....فطريق  الربوة  بحلوه و مرّه له مكانته الكبيرة عند الجميع .
و أملاً بتحسين المنطقة أكثر وتحويلها إلى أحد أهمّ الوجهات السياحية السورية بالإضافة لجعلها أكثر أماناً .كان قد أعلن منذ بداية صيف 2010 إغلاق  الطريق و لمدة 50 يوم بهدف تجميله  و إعادة تأهيله..

و من  هنا بدأت القصة...
 

 

  
 


 وورشة العمل فتحت و كان إغلاقها على ثغرات لم يشعر  بها إلا قاطنو المنطقة و عابريها.
فمن لحظة إعلان خبر تأهيل الطريق عقدت الآمال و نسجت الأحلام  ....
.ومع  أول يوم لفتح الطريق كان الإنبهار واضحاً على وجوه المارة لنتيجة الأعمال النهائية وتحديداً منها البنى التحتية من كهرباء و ماء و إنارة .بالإضافة إلى  تنفيذ جدران إستنادية و مسطحات خضراء و أعمال زراعية تجميلية..


 

 وكان نتيجة الإلحاح الكبير من المواطنين لإيجاد حلل لضيق شارع الربوة,القرار النهائي بتخصيص طول الطريق وهو بحدود  3 كم  وعرض 8 م باتجاه واحد ذهاباً من حدود جسر تشرين  إلى دمر .
وشمل  التأهيل  إعادة تزفيته و تخطيطه بالدهان ووضع الشاخصات اللازمة و إزالة التشوهات و المخالفات. وتنفيذ درابزين معدني جديد لنهر بردى مع أرضية بيتون مطبع وأطاريف بازلتية....

_ وهنا  كان السؤال ,هل  تخصيص الطريق باتجاه واحد منطقي و يوفي  بالغرض المطلوب بالحد من الأزمة المرورية و تخفيف الحوادث ؟؟
 ام هو مجرد عنوان عريض لمشكلة جديدة  ؟؟؟

 صاحب مطعم في  منطقة الربوة لم يرضى ذكر اسمه يقول :
(( أعمال التأهيل  كانت سيئة وضُرب الموسم السياحي بشكل كامل لهذا  العام, بسبب  عدم دراستهم للوضع  الاقتصادي للمكان قبل البدء بالأعمال . ))
ويشير  بعصبية  إلى أركان مطعمه  ويكمل :
((عادة و في مثل هذا الوقت من السنة يكون الرواد هنا أكثر من عدد الطاولات بين سياح  و سوريين  ..و لكن  المحافظة و للأسف لم يكفيها إغلاق الطريق  50 يوما في وقت هو ذروة  موسمنا .بل أيضا جعلت الطريق في اتجاه واحد مما أعاق ارتياد المقاهي و المطاعم تحديدا لمن لا يملك سيارةوهذا الأخير أحد أهم الزبائن لدينا كون المنطقة شعبية فأذا أراد أن يأتي اليوم إلى الربوة عليه بدفع إجرة التكسي مضاعفة ,فبرأي السائق الطريق لا عودة منه و عليه باللف من خلف الجبل للعودة إلى دمشق بدون زبائن, فهل هذا معقول؟!!!))

فجعل الطريق  في  مسار واحد  وحسب ما قمنا به من  استطلاع للآراء هو مشكلة عامة  لكلّ أصحاب  المطاعم و موظفين هذه الأمكنة و حتى الزوار.
 فالسيد أبو أحمد ,وهو مديراً في أحد أهم المطاعم  في  الربوة يقول:

(( هناك مشكلة كبيرة لجعل الطريق في اتجاه واحد ,فليس بوسع الجميع امتلاك  سيارات . مع العلم أن الموظفين و العاملين في منطقة الربوة و اللذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف(كما قال ).عليهم جميعا آن  يذهبوا يوميا باتجاه المواساة سيرا على الأقدام ليجدوا وسيلة نقل . أضف إلى ذلك إن أصحاب السيارات يشتكون من المواقف  الجديدة التي لا تكفي  لتخديمهم .
و إن وضعوا السيارات بشكل عرضي أي نصفها على  الرصيف لتوفير  مساحة فالشرطي يخالفهم .و الوضع من سيء الى أسوء ولا تسألوني  اكثر من هذا  , فنحن خربت بيوتنا  من جراء هذا التأهيل  ولا أحد يسمع  أصواتنا .. و لكن يعطيهون  العافية فأعمال  التجميل جيدة إلا أنها  لا  تطعمنا  خبزا بكل  بساطة ))
 

 


وفي جانب أخر  من الموضوع  حيث تلك المساحات الخضراء على جانبي الطريق يقول  السيد  عمر  :
((هذه المساحات لم  تكن موجودة  سابقا و هي  بمثابة  متنفس حقيقي  لنا. و مكان  جميل  و هواء نقي و الأهم من هذا كله هو بالمجان  مقارنة  بالمطاعم الموجودة  في الربوة والتي باتت أسعارها سياحية))
 

 

 

-  وبعد أن إستطلعنا رأي أهل المنطقة و روادها , لم يبقى لنا سوى أن نرصد رأي المحافظة بما خلفته أياديها البيضاء على طريق الربوة , فجاءنا جوابها و حلولها أيضاً عن  بعد بوضع خطّة جديدة للمشروع, 
وبحسب وصف جريدة تشرين للحالة  في تاريخ 18 أيلول 2010 و تحت عنوان خبصة خانقة الربوة - دمر :


((عدلت محافظة دمشق السير في طريق الربوة- دمر على الشكل التالي اعتباراً من 19 أيلول سيتم اعتماد اتجاهات السير في محور خانق الربوة كما يلي:
من السادسة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً الدخول من دمر باتجاه المدينة ومن الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي الخروج من المدينة باتجاه دمر. ‏
يبدو أن الذي دفع محافظة دمشق للسماح بالدخول إلى المدينة من منطقة دمر عبر الربوة هو بدء العام الدراسي.. لكن هذا السماح وتوحيد السير في طريق الربوة- دمر لا يمكن وصفه إلا بالتخبيص.. فالمحافظة لا تستطيع إعادة السير في الطريق كما كان بالاتجاهين بسبب التنفيذ السيئ لمشروع تأهيل طريق الربوة الذي تمثل بتعريض الأرصفة وتضييق طريق السيارات وبالتالي خلق أمر واقع جديد بتوحيد السير.. وتحمل يا مواطن.. ‏))


وفي نهاية المطاف,يبقى للربوة في أذهاننا صورة واحدة غير  قابلة  للتغير , مهما  كانت مشاكلها..فمكانتها كبيرة في قلوب السوريين و غيرهم ,

و مع اختلاف وجهات النظر سلبية كانت أم إيجابية. فالأكيد أن الهدف الرئيسي مازال هو  إظهار منطقة الربوة بأبهى حللها.