هل سيحقق العم سام حلم الأكراد أم سيعيد الماضي؟

هل سيحقق العم سام حلم الأكراد أم سيعيد الماضي؟

شام اف ام – رغد موسى:

بعد أن ثبتت تركيا قواتها على نقاط في إدلب شمال سوريا, بحجة مراقبة سير عملية اتفاق خفض التصعيد بموجب أستانة, تأمل "العثمانية" من وضع حد للحلم الكردي بتدخلها البري, لأنها تعتبر أن توسع النفوذ الكردي على حدودها سيشكل تهديداً لأمنها.

يأتي هذا في وقت كانت وحدات حماية الشعب الكردية قد سيطرت على أجزاء كثيرة من شمال شرق سوريا, بدعم من الولايات المتحدة, في معركتها ضد تنظيم "داعش", بمحاولة منها ربط هذه المنطقة بتلك التي تسيطر عليها في عفرين, سعيا لإقامة دولة مستقلة في الشمال السوري بالتفاوض مع الدولة السورية.

في حين تواصل أميركا دعمها لحليفها "الكرد", بينما يبدو أن هناك قلق كردي من موقف الولايات المتحدة تجاه ما سيحصل, فهناك مخاوف من أن أميركا ستعيد سيناريو ما حصل في كركوك العراقية.

علما أن بارزاني بيّن, أن الذي حصل لأكراد العراق ليس لأن واشنطن انسحبت، بل لأن موقف أميركا السياسي انعكس سلباً على الواقع, وهذا لا يشكل خطر على الأكراد في سوريا من نتائج مشابهة لما حصل في العراق، إذا لم يكون هناك تغيير في موقف اميركا السياسي.

وفيما يخص الرقة, قد تكون الخيارات الموجودة أمام الأكراد قليلة إذا ما قيست بما حصل في كركوك, ولعلّ الاحتمالات يمكن أن تتقلص إما إلى تخلي قوات سوريا الديمقراطية عن الرقة, وإما إحكام السيطرة عليها, بينما يطرح الأكراد أفكار لا علاقة لها بالتقسيم ولا بالانفصال, حيث أن نسبة منهم تسعى لإقامة فيدرالية أو إدارة ذاتية خاصة بهم, ولا وجود للنزعة الانفصالية بينهم.

وبحسب المجريات الميدانية، أمام الأكراد خيارين, إما أن تستمر أميركا بدعم الأكراد, أو أن تتخلى عنهم, وفي حال استمرت أميركا بدعم قواتها البرية "الكرد" على الأراضي السورية, سيكون الأكراد أمام حلين:

 إما  الضغط الأميركي وموافقة الروس, الذي سيجعل الحكومة السورية تقبل بإقامة فيدرالية خاصة بالأكراد, تتبع للجمهورية العربية السورية, مع العلم أن الجانب الروسي يؤيد الفكرة, ولا مانع لدى الدولة السورية من التفاوض مع الأكراد, وهذا الحل هو الأقرب.

أما الحل الثاني وهو البعيد عن منطق الدولة السورية والأتراك, بأن تقوم الولايات المتحدد من استمرار تقديم الدعم العسكري للأكراد, ما سيؤدي إلى إقامة دولة كردية مستقلة, بعيدة عن سياسة الدولة السورية, التي ترفض فكرة الانفصال كونها تتبع وحدة الأراضي والمصير, كما أن تركيا سترفض أيضا لأنها لن تقبل بوجود دولة كردية مستقلة محاذية لها قد تسبب لها توترات أمنية في داخل أراضيها.

في حين أن الخيار الثاني هو توقف الدعم الأميركي, الذي سيبعد الحلم الكردي من جديد عن فكرة الدولة الخاصة, وسيخيب ظن قاداتهم بوجود حليف صادق إلى جانب حلمهم.