هل سيذهب بلير الى السجن بجريمة قتل كيلي !

يقول نواب بريطانيون وخبراء ان لديهم أدلة وقرائن جديد تلقي بظلال كثيفة من الشك على الرواية التي ساقتها الحكومة البريطانية في عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير ملابسات وفاة العالم البريطاني ديفيد كيلي في العام 2003.
ويشكك الخبراء بان كيلي قد انتحر. ويقولون ان الأدلة الجديدة التي حصلوا عليها قد تقلب نتائج التحقيقات الرسمية في ظل حكومة بلير، وانها تشجعهم على طرح ملف القضية على المحكمة العليا.
وبناء على هذه الأدلة فان كيلي توفي مقتولا ربما على أيدي احد الأجهزة السرية التي تتحرك بأوامر من رئيس الوزراء.
واذا اتضح بالفعل ان كيلي مات مقتولا، فان ظلال الاتهام الرئيسي في الجريمة ستحوم حول بلير نفسه، وذلك على الرغم من ان احدا قد لا يحصل على دليل قاطع بالإدانة ضده، لأن ذلك يكشف جانبا من عالم الجريمة الرسمية الذي لا يرغب أحد بكشفه.
وهناك من يعتقد ان عملية القتل ربما تكون قد تمت بأيدي عملاء لوكالة المخابرات المركزية الاميركية التي ربما تكون قد تحركت باوامر من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، إلا ان ذلك لا يزل الشكوك عن بلير بل يزيدها سوءا لانها لم تكن لتتم من دون موافقته الضمنية.
وكان بلير وبوش يريدان غزو العراق بأي ثمن، وكانا مستعدان لعمل أي شيء ضد أي احد يحاول نسف مبرراتهما للغزو.
ونقلت صحيفة ميل أون صندي الصادرة الأحد إلى مايكل هوارد زعيم حزب المحافظين السابق قوله "ارى أن من المناسب الآن فتح تحقيق كامل نظراً لتزايد الأسئلة ذات الصلة التي ألقت ظلالاً من الشك على الاستنتاجات التي توصل إليها تحقيق هاتون بأن كيلي مات منتحراً".
واضاف هاوارد أن الأدلة الأخيرة من أول شرطي حضر إلى مكان وفاة العالم كيلي والأطباء الذين شككوا في رواية الانتحار "تثير تساؤلات خطيرة ينبغي النظر فيها، وكانت في ذهني لفترة طويلة وبلورت الأحداث الأخيرة وجهة نظري".
ويقود هاوارد مجموعة من النواب من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية تطالب بفتح تحقيق كامل بشأن وفاة كيلي، وعبّروا عن هذا الموقف وسط مؤشرات على أن الحكومة الائتلافية صارت مستعدة للتحرك استجابة للمطالب المتزايدة لتفسير ملابسات وفاته.
وعُثر على جثة كيلي، المفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل لدى الأمم المتحدة، في غابة بالقرب من منزله في مقاطعة أوكسفوردشاير في العام 2003 بعد فترة وجيزة من الكشف عن أنه كان مصدر تقرير شكك بالمبررات التي ساقتها حكومة بلير لتبرير اشراك بريطانيا في غزو العراق.
وأمر بلير وقتها اللورد هاتون بدلاً من قاضي الوفيات المشتبه فيها بفتح تحقيق، خلص لاحقاً بأن العالم كيلي (59 عاماً) انتحر بقطع رسغه بسكين حادة.
وجدد ثمانية خبراء بريطانيين في مجال الطب الشرعي المطالبة بفتح تحقيق رسمي بشأن ملابسات وفاة كيلي، واعلنوا أن السبب الرسمي لوفاته جراء نزيف غير مرجحة للغاية على ضوء بروز أدلة جديدة.
وكشفت ميل أون صندي أن النائب العام البريطاني دومينيك غريف يعتزم عقد لقاء مع هؤلاء الخبراء، وألمح بأنه صار على استعداد للطلب من المحكمة العليا في لندن اجراء تحقيق كامل في حال توفرت أدلة كافية تشكك في حكم تحقيق هاتون بأن كيلي مات منتحراً.
شام نيوز - وكالات