هل نحن أصحاب الفرص الضائعة؟

"أفيقوا.. العدو في الداخل»، و«دماء على الهلال والصليب»، و«جسدان وقلب واحد»، و«الإسكندرية تحترق»، و«انفراد (المصري اليوم) بالعثور على الرأس المجهول»، و«نحن كلنا مسلم ومسيحي فى كنيسة القديسين»، و«الأمن يبحث عن لغز القدمين»، و«٢٠١١ عام الوحدة الوطنية»، و«تهديدات القاعدة بضرب كنائس جديدة»، و«بنديكت يطلب حماية المسيحيين في مصر»، و«البقية تأتي..»، و«إلى أخويا القبطي»، و«كلنا واحد»، و«قراءة في المشهد المصري الراهن»، و«مجلس الشعب يؤكد وحدة الأمة.. ويطالب بسرعة ضبط الجناة»، و«قانون الأحوال الشخصية دخل ثلاجة مجلس الشعب» و«أين قانون دور العبادة؟»، «القمص مقار فوزي راعي كنيسة القديسين: أقباط الإسكندرية لا يجدون كنائس للصلاة».
عناوين ومانشيتات.. زفرات مصرية عاطفية وعقلانية، كتّاب وإعلاميون في الفضائيات.. والدولة منشغلة في البحث عن الجاني.. والجناة في نجع حمادي.. اذهبوا فأنتم الطلقاء!! وآهات مكتوبة بحروف حارقة.. كتبت في الأسبوع الماضي تحت عنوان: «من ينقذ وحدة مصر؟»، وأخاف أن نصل إلى: جفّت الأقلام وطويت الصحف!!
ويعلن رئيس مجلس الشعب، إله القانون الجنائى فى مصر، صيحته السياسية الذكية، «مجلس الشعب يؤكد وحدة الأمة.. ويطالب بسرعة ضبط الجناة»، أى أن أهم ما فى المسألة ضبط الجناة!
مع أننا تصارحنا جميعاً وواجهنا أنفسنا بأسباب الاحتقان القبطى، الذى أضعف بنية الشعب أمام العالم، فكانت الفرصة للإجهاز علينا بهذه الجريمة البشعة، التى بدأت النظرة إليها تخفت والضوء حولها ينسحب.. ولا شكل بحتياً لرأب الصدع وترضية بإصدار قوانين من حق الأقباط..
لقد فتح القمص مقار، راعى كنيسة القديسين، صدره وقال عن مطالب أقباط الإسكندرية: «نحن فى أشد الحاجة لإيجاد كنائس لأعداد الأقباط الكبيرة فى المعمورة البلد والمندرة قبلى والملاحات والعصافرة قبلى ومنطقة الرأس السوداء والفلكى وفرعون، هذا سوف يساعد على زيادة الوعى الدينى لدى الأقباط، ودعوتهم إلى التسامح والسلام والمحبة، وحتى يجدوا مكاناً للصلاة!!»،
إنها ليست للصلاة فقط، إن الكنائس تقدم خدمات صحية واجتماعية وثقافية لفئة كبيرة من المواطنين، مسلمين ومسيحيين، وقال: «ومن مطالب الأقباط عدم التمييز فى شغل المناصب ليكون المعيار هو الكفاءة، ولا يشعر القبطى بالظلم، فيزيد من حالة الاحتقان نتيجة التعصب الدينى المتطرف وتغيير الخطاب الدينى. وهناك شكاوى من أسر تتعرض بناتها للسباب والشتائم فى الشارع، لأنهن مسيحيات!!.. وهناك شكاوى من إبعاد التلاميذ المسلمين عن المسيحيين لمجرد أنهم مسيحيون!!
كيف تستقيم الأمور فى هذا الجو من الازدراء والتمييز، ولماذا لا يتم تفعيل مبدأ المواطنة الذى أقره الدستور؟ والذى يؤكد أن المواطنين أمام الدستور سواء. تمنيت أن يسرع المجلس فى تفعيل قانون المواطنة وفى إصدار قانون بناء دور العبادة، أما عن قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين، فيقول المستشار منصف سليمان، المستشار القانونى للبابا شنودة، ممثل الكنيسة فى اللجنة الثلاثية المشكلة من وزارة العدل لإعداد القانون، إن القانون (دخل ثلاجة مجلس الشعب) بعد إحالته من وزارة العدل إلى مجلس الوزراء، ودوخينى يا لمونة.. من لجنة للجنة يا قلب لا تحزن.. هل ننتظر لطمة أخرى؟
لقد أزال ممثلو الكنائس الثلاث كل العقبات أمام تنفيذ القانون مثل الاعتراف بالزواج المتبادل بالزواج بين الطوائف المسيحية، كما تم حذف مادة التبنى، التى رفضها البابا شنودة مما يقرب بين المسلمين والمسيحيين فى عدم إباحة التبنى.
بلا جدال إن البنية الأساسية للشخصية المصرية فى تمزق، ومجلس الشعب فى تشكيله الجديد يجب أن يثبت وجوده ولا تضيع منه الفرصة بسرعة إصدار قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين وقانون بناء دور العبادة لاعتدال ميزان المواطنة.
نعم الباز - المصري اليوم