هل نستحق سورية

 

ساهرة صالح. شام نيوز

 

كثر الحديث في الأشهر العشرة الأخيرة عن سورية لتصبح عنوان الخطابات و التصاريح و الاجتماعات و الجلسات العربية والدولية و الإقليمية ......
ورغم جميع محاولات الشدّ والجذب بين الأطراف الأممية , و تشديد العقوبات على  سوريا و التلويح  بورقة التّدخل الخارجي أو تدويل الأزمة بعد تعريبها وما سيترتب عليها من نتائج ...
ورغم الاقتراحات و التقرّحات والأحقاد والمساومات والمزايدات و ما الى ذلك ،إلاّ أنّ الأزمة السورية
و في  شكلها العام على الأقل ومن المنظور الشعبي ما زالت ترواح مكانها أو حتى اشتدت وطأتها في  بعض المدن
و هنا لابدّ من طرح عدة تساؤلات ،اذ أنه من غير المجدي الآن الحديث عن المؤامرة بقدرأهمية معرفة متى و كيف سوف ستنتهي الأزمة...

فإذا كانت سورية لا تملك من النفظ ما يُسيل لعاب الدول الغربية و يفتح شهيتها للحرب ،و لم  تبنِ  كذلك أمجادها ومكانتها الدولية بأموال هذا الذهب الأسود ،كحال بعض دول الخليج العربي و ملوكها،
فما هوإذا سرّهذه الهستيريا والصحوة الأخلاقية التي انتابت العالم بأقطابه الأربعة بمجرد حلول هذه الأزمة  ضيفاً ثقيلاً على سورية ..؟؟
تساؤلات قد يرى البعض أنها متأخرة ، كون الإجابات قد طرحت من المحللين السياسيين والاقتصاديين و الاجتماعيين ، المعارضين منهم والموالين …

مثل أن يصّرح موالٍ وطني بأن الأزمة قد انتهت وأن خيوطها قد قُطّعت دون  أن يكشف لنا عن تلك  الأوراق التي طالما تغنى أنها بحوزتنا ..!!!
 في نفس الوقت الذي يصرح  فيه معارض وطني بأن الأزمة مستعصية طالما أشاح النظام بنظره عن مطالب الشعب المحقّة التي صرح النظام بدوره بأنه  قد قام  بجميع الخطوات الكفيلة  بتنفيذها، ليلحقه تصريح  دولي بأن النظام  بتعامله مع "الثورة السلمية" كما يحبون أن يسموها ،لا يسعى إلى الاستقرار في المنطقة ووأد الأزمة ..
فنجد اولاد عمنا العرب كحالهم وعلى حالهم متخاذلين مقهورين ضائعين..
وخصوصا عندما تعلق الأمر بسورية التي طالما أرّقتهم بمواقفها

ليطلّ علينا أقلهم قدرا وأكثرهم شراهة للنفوذ لإعطاء مشيخته  قيمة حقيقة  بمجرد مقارعة دولة كسورية ...
وهاهو يرمينا بما قيل انه اخر اوراقه و يطالب بإدخال قوات عربية الى سوريا ، فهل اسقط في يده و خابت كل اماله حتى تجرأ بطلب سخر منه حتى اصدقاؤه ، ام انه امر تم تدبيره بليل يراد منه زرع بزرة هذا الطلب لتنمو مع الوقت ، طالما انهم ايقنوا ان الأزمة في سوريا قد تستغرق و قتا اكثر مما تخيلوا

 كثيرة هي الاحتمالات بكثرة المصالح والآراء ،ولكن من المؤكد حتى الآن أن سوريا استطاعت أن تشطر العالم الى نصفين و أن توجه صفعات لكلَ شطرٍعلى  حدة  ..

فهي صفعت الغرب بقيادة أميركا قائلة : " انا لست العراق ولا ليبيا ولا أفغانتستان ولا كل  ما تعتقد ، أو كل  ما  قدمته  لك دراستك الاستراتيجية عني "
وصفعة للشرق بقيادة روسيا قائلة :" إن لم  تستيقظ الآن فلن تستيقظ أبداً"

ليبقى لنا كشعبٍ سوري أن  نقف بجانب وطننا أرضاً و تاريخاً وحاضراً ونشهد العالم بأسره
بأننّا نستحق هوية "مواطن سوري "بامتياز....