هل هبط جسم طائر في حلب قبل 800 عام؟؟!!

القصة الكاملة لهبوط جسم طائر غريب في شمالي حلب في العصر الأيوبي وقتله العشرات وحرقه 400 شجرة

 

تيسير أحمد - شام نيوز

 

 

ما حدث في شمالي حلب يوم الأحد 12/ 6 / 1222م الموافق آخر ربيع الآخر من سنة 619 هجرية، لم يكن عادياً.. كان خارجاً عن أي تصور أو مألوف يمكن أن يتخيله الناس في ذلك الزمن، فتم وصفه بشكل غامض وبالاعتماد على مفاهيم ذلك الزمن. ولكن تكرار هذه الظاهرة في أكثر من مكان في العالم خلال العصر الحديث يجعل توصيفنا لها يقع ضمن فئة ما يعرف بالأجسام الغامضة المجهولة التي تزور الأرض والتي اصطلح على تسميتها بالأطباق الطائرة.

 

 

بداية القصة


كان الجغرافي والعلامة الموسوعي ياقوت الحموي في حلب أواخر ربيع الأول من سنة 619 للهجرة، فأتى من منطقة كلس التابعة لحلب في ذلك الوقت أشخاص يتحدثون عن جسم طائر كبير أحرق عدداً كبيراً من الأشجار وقتل في طريقه عددا من الناس في بيوتهم وخيامهم.

وكان هذا الشيء اسطواني الشكل بحجم منارة مسجد كبير، لونه أسود وكان يخرج من جانبيه نار ودخان، وسار مسافة حوالي ثلاثين كيلومتراً على الأرض فاحرق عدة مزارع و400 شجرة لوز وزيتون وعدداً كبيراً من البيوت والخيام بمن فيها من الرجال والنساء والأطفال، وحتى مواشيهم، قبل أن يحضر جسم غامض آخر من جهة الغرب فاحتواه وصعد به إلى السماء واختفيا معاً.


رسم تخيلي لجسم اسطواني طائر


هذا الوصف الحالي للمشهد مستقى من وصف ياقوت الحموي الذي يستشهد برسالة من والي كلس وصف فيها الحادثة بناء على الشهود وأهالي الضحايا وأرسلها لملك حلب آنذاك الملك العزيز غياث الدين محمد بن الظاهر بن صلاح الدين الأيوبي. وهو لا يختلف من حيث الجوهر عن وصف ياقوت الذي اضطر أن يتحدث عن تنين على اعتبار أن التنين هو حيوان خرافي اسطواني الشكل ينفث النار، فلم يجد غيره للتعبير عن الحادثة، وفيما يلي وصف ياقوت حرفياً:

 

وصف ياقوت للحادثة

 

"جرى في هذه الناحية (كلز) في أيامنا هذه شيءٌ عجيب كنت قد ذكرتُ مثله في أخبار سُدّ يأجوج ومأجوج وكنت مرتاباً فيه ومقلَّداً لمن حكاه فيه حتى إذا كان في أواخر ربيع الآخر سنة 619 شاع بحلب وأنا كنت بها يومئذ ثم ورد بصحته كتاب والي هذه الناحية أنهم رأوا هناك تنّيناً عظيماً في طول المنارة وغلظها أسود  اللون وهو ينساب على الأرض والنار تخرج من فيه ودبره فما مرّ على شيء إلا وأحرقه حتى إنه أتلف عدّة مزارع وأحرق أشجاراً كثيرة من الزيتون وغيره وصادف في طريقه عدّة بيوت وخركاهات (خيام) للتركمان فأحرقها بما فيها من الماشية والرجال والنساء والأطفال، ومرّ كذلك نحو عشرة فراسخ والناس يشاهدونه من بُعْدٍ حتى أغاث الله أهل تلك النواحي بسحابة أقبلت من قبل البحر وتدلّت حتى اشتملت عليه ورفعته وجعلت تعلو قِبَل السماء والناس يشاهدون النار تخرج من قبله ودبره وهو يحرك ذنبه ويرتفع حتى غاب عن أعين الناس، قالوا: ولقد شاهدناه والسحابة ترفعه وقد لفّ بذنبه كلباً فجعل الكلب ينبح وهو يرتفع، وكان قد أحرق في ممرّه نحو أربعمائة شجرة لوز وزيتون".


رسومات من العصور الوسطى في أوربا لأجسام طائرة


 

المهندس فايز فوق العادة: صاعقة كروية

 

حملنا هذه القصة إلى المهندس فايز فوق العادة، مؤسس الجمعية الكونية السورية، فقال إن الوصف يشير إلى صاعقة كروية (Ball Lightning) وهي ظاهرة نادرة الحدوث ومنشؤها الكهرباء في الجو، وتنشأ بأشكال مختلفة أحياناً تدخل المنزل وتخرج من الطرف الآخر، وهي كتلة من البلازما أي المادة المشحونة، وتدون لفترات زمنية مختلفة تتصل حتى دقيقة أو أكثر وبإمكانها أن تحرق أو تؤذي أي شيء يعترض طريقها وهناك الكثير من القصص الموثقة والحديثة عن الصواعق الكروية، وكانت فيما مضى تعتبر أمراً مجهولاً ارتبط بالخرافات.

 

فايز فوق العادة

 

 

لكننا نعلم أن حدوثها ممكن وإن كان نادراً جداً، والنص الذي بين أيدينا لياقوت الحموي هو وصف لصاعقة كروية انسابت على الأرض فأحرقت في طريقها بعض المزروعات والبيوت والأشجار، وظهر دخانها أشبه بتنين أما عن ارتفاع التنين عن الأرض بعد ذلك فهو ارتفاع الصاعقة إلى الجو وتبددها، ويعرف العلماء اليوم أن الحيوانات تصاب بالذعر من هذه الظاهرة كما في حالة الزلازل وما ورد في هذا النص عن الكلب يطابق هذه الملاحظة".

 

لوحة تمثل صاعقة كروية في القرن التاسع عشر

 

 

ولكن تفسير الأمر بالصاعقة الكروية يبدو غير كاف، لأن الحديث يدور عن جسم اسطواني أسود اللون وليس كرة مضيئة، ثم إن الحجم الوارد في وصف ياقوت الحموي يصل إلى أكثر من عشرين متراً للطول على اعتبار أن هذا هو المتوسط المتعارف عليه لمنارات المساجد، والصاعقة الكروية يمكن أن تقتل شخصاً واحداً أو شخصين ويمكن أن تحرق شجرة أو بيتاً ولكن ليس هذا العدد 400 شجرة وعدداً كبيراً من الخيام والقرى المزروعة وعشرات الضحايا من البشر وربما مئات.

 

 

الدكتور طالب عمران: جسم طائر

 

ولذلك توجهنا إلى الدكتور طالب عمران الباحث والعالم في مجال الخيال العلمي والظواهر الغريبة فقال لنا:

"الحادثة مروية بشكل غير مألوف وبشكل ينسجم مع فهم الناس لمثل هذه الظواهر في ذلك الزمن قبل 800 عام.

وإذا درسنا هذه الظاهرة كجسم طائر مجهول الهوية التي كثر الحديث عنها بعد الحرب العالمية الثانية يظهر أمامنا مجموعة من الحقائق.


الدكتور طالب عمران

 

 

وقد تعارف العلماء على تصنيف اللقاءات مع الأطباق الطائرة إلى ثلاثة أنواع: لقاء من النوع الأول: وهو رؤية الطبق الطائر عن بعد. ولقاء من النوع الثاني: وهو رؤية الطبق الطائر عن قرب وتمييز ما بداخله من كائنات. ولقاء من النوع الثالث: وهو رؤية الطبق الطائر عن قرب ولقاء الكائنات العاقلة فيه بشكل مباشر.

وقد وصف الناس تلك الأجسام بأنها أطباق أو صحون أو أنها اسطوانات لها نوافذ وتتحرك حول نفسها بسرعات كبيرة وبألوان مختلفة وقد تخرج من فوهاتها دخاناً.


رسم تخيلي لجسم طائر اسطواني


لقد قال ياقوت الحموي إن الجسم بطول المنارة ولونه أسود وهو اسطواني، وبما أن المسافة الزمنية بعيدة بيننا وبين هذه الظاهرة فإن الإضافات الخرافية تمت حسب فهم الناس لهذه الظاهرة في ذلك الوقت أي الحديث عن التنين، وحسب مفاهيمهم اللغوية.

وربما لو حاولنا تشذيب هذا النص وقراءته قراءة معاصرة لقلنا إنه جسم طائر اسطواني   

كان يطير بسرعة خارقة فوق المنطقة، وربما نفث ناراً أحرقت بعض الدور والأماكن القابلة للاشتعال قبل أن يأتي الجسم المركزي الذي يسيطر على حركة هذا الجسم الطائر الاسطواني. وعليه يمكن القول إن ذلك الجسم من صنع كائنات عاقلة من خارج الأرض".

 

 

70 بالمائة من البلجيكيين شاهدوا الجسم الطائر الاسطواني

 

عند البحث في أشكال الأجسام الطائرة التي تحدث عنها شهود العيان في العصر الحديث، نجد أن الشكل الاسطواني من الأشكال الشائعة جداً وهناك صور التقطت لبعض هذه الأجسام.

ويوصف هذا الشكل عادة والذي يطلق عليه اسم (Cigar Shaped UFO) بأنه جسم اسطواني طويل له فوهات من جانبيه يخرج منها النار، يتبع له أحياناً من 8 إلى 10 أطباق طائرة، وقد شوهدت في بلجيكا أكثر من مرة خلال عامي 1989- 1990 وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70 في المئة من مجموع السكان في بلجيكا شهدوا هذه الظاهرة بشكل مباشر، ونتيجة لذلك تعد بلجيكا هي الدولة الوحيدة التي تعترف رسمياً بوجود الصحون الطائرة.

 

لقد سعى الإنسان عبر العصور لتفسير بعض الظواهر المحيرة التي عجز عن تفسيرها بأنها خوارق خارجة عن الطبيعة، وهناك من درس هذه الظواهر في تاريخ الفن العالمي، وتوصل إلى نتائج مثيرة، ولعل شهادة ياقوت الحموي هي الشهادة الأكثر وضوحاً وتعبيراً عن هذه الظواهر في تاريخ الآداب والفنون البشرية القديمة.