هل يستحق "الخائن" نهاية سعيدة؟

هل يستحق "الخائن" نهاية سعيدة؟

لين حمدان - شام إف إم

هل النهايات السعيدة كذبة؟ في الحياة لا أحد يستطيع إعطاء إجابة واضحة وشافية عن هذا الموضوع، كون الحياة لا تنتهي عند مشهد أو شارة نهاية أو أغنية مؤثرة، وأهم ما يميزها هو استمراريتها وتجاربها الدائمة.

لكن في الدراما النهايات السعيدة غاية مرغوبة لجذب الجمهور، الذي يبحث عن السعادة في كل الأماكن ويُحب أن يجدها بالدراما في غالبية الأحيان.

قبل أيام خرجت الممثلة اللبنانية ريتا حرب في لقاء صحفي، وردت على سؤال إحدى الصحفيات عن نهاية الخائن بأنها "سعيدة للبعض وحزينة لآخرين"، دون أن تكشف عن خط سير الأحداث أو تحرقها.

لكن هل سيتمكن أبطال العمل وشخصياته الرئيسية من الحصول على نهاية سعيدة بعد كل ما مرّ؟

الحكاية التي بدأت بكشف أسيل لخيانة زوجها سيف، مع تيا، فتاة عشرينية تصغرها بسنوات، وإخفائه الموضوع عنها، ومن ثم محاولة أخذ ابنها منها. لتنتقل الكرة بعدها لملعب أسيل وتحاول الحفاظ على ابنها بكامل قوتها، وتتوالى الأحداث حتى يشعر سيف بالندم ويسعى لترك تيا والعودة لأسيل. الحدث الذي لم يمر مرور الكرام، فتبدأ تيا بالتخطيط للحفاظ على زوجها، بتعلق مرضي يؤذي كل من حولها.


كسر هالة النهايات السعيدة

مع بدء انتشار الأعمال العربية المأخوذة عن حكايات تركية، كُسرت نظرية النهايات السعيدة، ففي "ستيلتو" على سبيل المثال انتهت الحكاية بموت فلك (التي تؤدي دورها ديمة قندلفت)، ما أحزن نسبة كبيرة من المتابعين، لكونها واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في العمل.

وفي "الثمن" مات في الحلقات الأخيرة كرم (يؤدي دوره نيكولا معوض)، رغم أن صناع العمل حاولوا جعل الحلقة الأخيرة سعيدة بزواج زين وسارة، لكن هذا لم يخفف من وطأة الحزن، بينما في أعمال أخرى كـ "عروس بيروت" و"ع الحلوة والمرة"، عمل المؤلفون على خلق نهايات سعيدة تفرح الجمهور.

الاقتراب من الجمهور بنهايات تشبهه..

تحاول الأعمال المعربة الاقتراب قدر الإمكان من الجمهور العربي، عبر طرح قضايا قريبة منهم وتشبههم، والوصول لما هو أبعد من الترفيه والتسلية والربح، وعدم الاكتفاء بكون المسلسل صالحاً لسهرة تلفزيونية يومية وفقط، وهذا قد يشكل مبرراً بسيطاً لاعتمادهم على النهايات الحزينة أو الواقعية أو المنطقية.

فعلى سبيل المثال "الخائن" لم يكتف بحكاية الخيانة، وإنما توسع لأفكار عن فكرة الطلاق والانفصال وتأثيره على الأطفال، ما ينعكس على كل عائلة عاشت هذه التجربة، لذلك قد تأخذ الأحداث الجمهور نحو نهاية لا ينتصر الحب فيها بنهاية المطاف.

ويبقى السؤال.. هل جعل النهايات الدرامية قريبة من النهايات الواقعية، سيعجب الجمهور الذي يبحث عن السعادة؟