هل يهاجم "بن سلمان" مواقع في لبنان..؟

هل يهاجم "بن سلمان" مواقع في لبنان..؟

شام إف إم - محمود عبد اللطيف:

 

الدول الخليجية دعت رعاياها لمغادرة لبنان، وكان وزير السعودية لشؤون الخليجثامر السبهان" قد قال في وقت سابق أن بلاده ستتعامل مع الحكومة اللبنانية على أنها حكومة إعلان حرب، مجمل التصريحات السعودية تؤكد أن حزب الله، عدوا عسكريا لها، وإن كانت الرياض قد طلبت من اسرائيل شن عملية عسكرية ضد قدرات الحزب اللوجستية، فإن التقديرات تفيد بالعكس تماما، فحروب الوكالة هي النهج الغالب حاليا لدى الإدارة الأمريكية والكيان الاسرائيلي.

 

الأجواء في الرياض أقل تعقيدا لجهة بناء الصورة الواقعية، فابن سلمان اعتقل بتهمة الفساد كل من يمكن أن يعارض تنصيبه ملكا خلفا لأبيه الذي لن يمانع في التنحي مطلقا، ولأن بن سلمان تخوف ممن لم يمتلك تجاههم تهما تمكنه من اعتقالهم، اتجه نحو التصفية الجسدية كقتله لأمير عسير ورفاقه من الأمراء في حادثة تحطم مروحيتهم المتزامنة مع الاعتقالات، والغالب أن "محمد" استبق انقلاباً كان محضرا للإطاحة بوالده من السلطة، من خلال تصفية شخصيات بارزة من "آل سعود"، وهذه الأجواء ستفرز حتما وخلال وقت قصير جدا شكلا جديدا للحكم في السعودية.

 

وبالحديث عن الاعتقالات يبرز اسم رئيس الوزراء المستقيل "سعد الحريري" الذي ما زال مصيره مجهولا بالرغم من تأكيد كامل المعطيات لكونه "محتجزا" في الرياض، وغالبا هو تمهيد لإعلان الحرب على لبنان بحجة من قبيل "انتهاك حزب الله للسيادة اللبنانية"، وقد يوضع الحريري في واجهة هذه الحرب إعلاميا، في سيناريو قد يشابه إلى حد كبير ما حدث في اليمن، وغالبا قد تتجه الرياض لتوسيع أهداف تحالفها ضد اليمن، لتشمل "القضاء على حزب الله”.

 

التقديرات في "تل أبيب" تؤكد أنه ليس من مصلحة إسرائيل الدخول في حرب مع "حزب الله" برغم أن جيشها يقوم بتدريبات تحاكي سيناريوهات الحرب المحتملة الحدوث مع الحزب، وهذا الكلام يتوافق مع تحذير صريح من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بأن الحزب "أشد عودا"، والخطأ في الحسابات لن يكون سهلا، وهذا ما سيدفع "تل ابيب" للتروي بدخول الحرب المباشرة مع المقاومة اللبنانية، وستكون حرب استهدافات جوية، باعتبار أن السعوديين يأمنون على أنفسهم من ترسانة صواريخ حزب الله نتيجة لبعد مملكتهم جغرافيا عن قواعد صواريخ المقاومة اللبنانية، وهو بعد يؤمن الرياض من زحف كتائب حزب الله بريا، وبالتالي قد يقتنع السعوديين بمثل هذه الخطوة نتيجة للمعطيات الجغرافية.

 

ولأن الفائدة السعودية معدومة من هذه الحرب التي لن تضيف جديدا للساحة اللبنانية إلا مزيدا من الشحن الطائفي ضد حزب الله لتحميله مسؤولية الحرب إن وقعت، ولن تضيف للواقع العربي إلا مزيدا من الانقسامات، فإن نتيجة البحث عن خوية المستفيد تؤكد أن "تل أبيب" وضعت خطة محكمة لتنصيب "محمد بن سلمان" ملكا لها في الرياض مقابل اندفاعه نحو محاربة حزب الله، لاستكشاف قدرة دفاعاته الجوية ومدى صواريخ الردع التي يمتلكها الحزب، وهذا سيعطي "إسرائيل" تصورا حقيقيا عن ترسانة حزب الله الصاروخية ومداها الفعال دون أن تحرك أيا من جنودها.

 

آلية رد حزب الله على الحرب ستكون -غالبا- داخل لبنان من خلال إسقاط طائرات العدو السعودي، وقد يكون ثمة استهدافات صاروخية بالستية لمواقع حيوية في شمال مملكة آل سعود على أقل تقدير، فما "بعد بعد بعد حيفا" يساوي من حيث المسافة "ما بعد الحدود الشمالية للسعودية، ولن تكون مناطق مثل "الجليل الأعلى" آمنة للإسرائيليين في حل تورطهم بحرب مباشرة على المقاومة في جنوب لبنان،  ومجمل السيناريوهات حاليا تشير إلى أن الشرق الأوسط بات مرشحا لدخول مرحلة جديدة من الصراع العسكري، ما لم تثمر الاتصالات الدبلوماسية التي تجري بعيدا عن الإعلام.