هل يوجد في سورية زواج سياحي؟!...

لا خطبة
جرت العادات والتقاليد أن يسبق الزواج فترة خطبة، يتعارف فيها الشريكان وأهلهما على بعضهما بعضاً، وقد تدوم الخطبة لشهور طويلة ليقررا الاستمرار أم لا.
كما يقوم أهل العروس بالسؤال عن العريس وأهله وأخلاقه من جيرانه والمحيطين به.
أما الزيجات الصيفية إذا صحت التسمية فلا يسبقها فترة خطبة لأنها تتم بسرعة كبيرة، كما لا يسأل أهل الفتاة عن أوضاع العريس وأخلاقه، فهذه الزيجات قوامها المال والمال ليس إلا.
صفقة تجارية
يقوم الأهل بتزويج فتياتهم لرجال أجانب أصحاب نفوذ وثراء فاحش مقابل الحصول على مبلغ مادي لا بأس به، فالموضوع بنظرهم صفقة تجارية فقط.
وتختلف التسعيرة من فتاة إلى أخرى فلا يوجد سعر محدد للجميع. فعلى سبيل المثال الفتاة الصغيرة ابنة السادسة عشرة مرغوبة أكثر من الفتاة العشرينية، ويفضل أن تكون بِكراً أي لم يسبق لها الزواج.
وفي أغلب الأحيان تصل قيمة المهر إلى ملايين الليرات السورية إضافة إلى البيت والسيارة والمجوهرات، وهي متطلبات لا يمكن أن يؤمنها ابن البلد الشاب المقدم على الزواج.
زواج عدة مرات
وعادة يكون هناك نساء ورجال متخصصون بتأمين فتيات للسياح، مقابل الحصول على مبلغ مادي متفق عليه مسبقاً، وطبعاً مواصفات العروس ووضعها هو من يحدد قيمة المبلغ الذي تأخذه هذه الواسطة (الخاطبة) وكما أشرنا سابقاً الفتاة الصغيرة التي لم يسبق لها الزواج مرغوبة أكثر، وبالتالي تستحق الخاطبة مبلغاً مرتفعاً في حال أمنتها للعريس الذي يكون بعمر أبيها غالباً.
ديما فتاة فائقة الجمال، من عائلة ذات دخل مادي متوسط، بعد أن بلغت الخامسة عشرة من عمرها، خطبها رجل إماراتي في الأربعين من عمره عن طريق امرأة تدعى أم سمير (خاطبة).
مقابل مليون ليرة سورية مقدم ومثلها مؤخر، إضافة إلى بيت في منطقة راقية مسجل باسمها.... طبعاً أهلها وافقوا فوراً على العرض ودون تردد! وبالفعل أقيم عرس الصغيرة في فندق خمس نجوم ضمن أجواء ألف ليلة وليلة.... بعد الزواج بشهر سافرت العروس مع زوجها إلى بلده الأم، لتعود بعد ثلاثة أشهر مطلقة إلى بيت أبيها لأنها لم تحتمل الحياة والضغط في بلد لا تعرف به أحداً.
بعد انقضاء فترة العدة عادت الخاطبة أم سمير للتردد على بيت ديما وأهلها، واعدة إياها بعريس أفضل في الصيف القادم، وبالفعل وفت أم سمير بوعدها وتزوجت ديما للمرة الثانية من رجل سعودي في الخمسين من العمر، ولكن هذه المرة الثمن كان أرخص لأن الفتاة باتت صاحبة تجربة سابقة.
ذهب.... ولم يعد!
سارة عمرها 20 عاماً تتحدث عن تجربتها قائلة: عندما كنت في السادسة عشرة من عمري خطبني شاب إماراتي عمره اثنان وثلاثون عاماً جاء ليقضي عطلة الصيف في سورية وحده ومن دون أهله، قدم لي مهراً مرتفعاً لم أحلم به في حياتي وخاصة أن أهلي فقراء، واشترى لي بيتاً في منطقة راقية جداً.... طبعاً وافقنا فوراً على الرغم من أننا لا نعرف عنه ولا عن أهله ووضعه في بلده شيئاً، ليلة زفافي كانت مثل الحلم، ارتديت أغلى فستان، كانت فرحتي لا توصف، أخذني إلى تركيا لقضاء شهر العسل، ثم عدنا إلى سورية وبقي معي شهران قبل أن يعود إلى بلده، على أساس أنه سيرجع مرة ثانية لاصطحابي معه.... وطبعاً ذهب ولم يعد لا أعرف عنه شيئاً منذ أربع سنوات، رماني كأي شيء لا ثمن له، ولم يكلف نفسه بالاتصال بي علماً أنه كان ودوداً معي جداً في الفترة القصيرة التي قضيناها معا... أنا اليوم امرأة معي كل الأموال التي تركها لي زوجي الإماراتي، ولكن امرأة لا تعرف مصيرها، حتى الطلاق لم أحصل عليه.
أولها زواج.. آخرها .....؟
يرغب بعض العائلات بتزويج بناتهن إلى رجال من الخليج طمعاً بالمال والبيوت والمجوهرات، ورغبة بالحصول على إقامة للفتاة وذويها، ولكن ما يحصل أن بعض الفتيات يصلن إلى دولة الزوج التي لا يعرفن شيئاً فيها وجاهلات تماماً بأماكنها ومناطقها وشوارعها، لتجد الفتاة نفسها مجبرة على الإقامة في شقة مفروشة، وكل وعود زوجها السابقة باتت سراباً لا علاقة لها بالواقع، فهي اليوم في شقة بعيدة عن أسرة زوجها، أداة لممارسة الجنس لزوجها وأصدقائه ولكل من يرغب بموجب اتفاق مع الزوج. وهذا ما حصل مع لانا ابنة السبعة عشر عاماً عندما تزوجت من رجل خليجي ثم غادرت معه إلى بلده فتقول: بعد أن قضينا في سورية شهرين من البذخ والعطاء والدلال حان الوقت للعودة إلى بلده، لا أعرف شيئاً عن ذاك البلد، وصلنا إلى بيت في منطقة ما، أخذ مني المجوهرات التي أهداني إياها، وجواز سفري وجميع أوراقي الخاصة، وبدأ يرغمني على ممارسة الفاحشة مع رجال غرباء وبجميع الأعمار، الوضع كان مقرفاً ولكني لم أكن أعرف إلى أين وكيف سأهرب من هذا الجحيم.
في يوم ما جاء إلي رجل أو زبون سوري إذا صح التعبير، فكان رؤوفاً وأشفق علي ولم يقترب مني على العكس تماماً تعاطف معي وساعدني على الهرب واللجوء إلى السفارة السورية.
أطفال بلا آباء ولا هوية
ومن النتائج السلبية لهذه الزيجات، أطفال من دون جنسيات حيث يعود الزوج إلى بلده تاركاً وراءه زوجة حاملاً، وفي حال لم يعد ولم يعترف بزوجته يبقى الطفل لا نسب له، وفي سورية لا يحق للأم منح جنسيتها لأطفالها غير السوريين.
وقد نقلت صحيفة الوطن السعودية عن رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى السعودي، طلال بكري، قوله إن عدد الأطفال السعوديين بالخارج نتيجة زيجات غير نظامية وصل إلى نحو 900 طفل من أم غير سعودية، وقالت الصحيفة: إن خبراء قانونيين واجتماعيين «حذروا من زواج بعض السعوديين من أجنبيات خارج بلادهم خلال مواسم الصيف، حيث «يبحث الرجال عن الإشباع الجنسي بصورة مؤقتة».
دراسات وإحصاءات
وتشير إحدى الدراسات التي سبق أن تناولها الاتحاد النسائي السوري أن هناك نسبة لا بأس بها من الفتيات اللاتي يتزوجن من رجال خليجين ومعظمهن تحت سن الـ15 عاماً، كما كشفت دراسة خاصة أن 3.4% من النساء السوريات يتزوجن في سن مبكرة قبل إتمامهن سن 15 عاماً، مع العلم أن الفتيات اللاتي يتزوجن في سن صغيرة عادة ما يتزوجن من رجال أكبر سناً، كما يسعى الآباء إلى تزويج بناتهن حمايةً للشرف.
والنسبة المذكورة سابقا 3.4% تتفاوت على مستوى المحافظات حيث بلغت أعلاها في محافظة درعا 2.5% وأدناها في محافظة طرطوس (1.1%) وتنخفض هذه النسبة كلما ارتفع المستوى التعليمي للمرأة وترتفع كلما ارتفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وتتفاوت على مستوى كل من الحضر والريف حيث بلغت في الحضر 4% مقابل 2.7% في الريف، أما بالنسبة للنساء اللواتي تزوجن قبل سن 18 عاماً فقد بلغت نسبتهم 17.7% ونسبة النساء في العمر ما بين 15-19 سنة والمتزوجات حالياً بلغت 9.7%.
الوطن