هيدي معلومات أكيدة .. هيك قالت شام أف أم

“انتهت نشرة التاسعة في شام اف ام .. تذكير بالعناوين على رأس كل ساعة”

هكذا تتحول نشرة الإذاعة “الفيروزية” إلى موعد ثابت لدى السوريين باختلاف ألوانهم.. مواجز .. عواجل .. محللون .. والملف الأكثر سخونة وجرأة يومياً “ملف المسائية”.

القيود الإعلامية أكبر من تلك الأمنية.. هكذا يخبرنا فريق العمل في عيد ميلاد الإذاعة الذي يهدون شمعته السادسة لـ” الجيش العربي السوري ..أمل سورية”.

“عندي ثقة فيك ” شعار للعمل وعلاقة طيبة مع المستمع وملامسة لهمومه وهواجسه الكثيرة في هذه الأيام العصيبة.

يعتبر سامر يوسف “مدير الإذاعة ” أن لا مشكلة في الاختلافات والاتجاهات السياسية المتنوعة لدى كادر الإذاعة ويؤكد أنه: “عندما تكون البوصلة مصلحة الجمهورية العربية السورية فلا مشكلة أيا كانت الاتجاهات السياسية للعاملين في شام إف إم طالما أن الجميع متفق على هذه البوصلة حيث أن هناك مؤسستين لايجوز إطلاقا المساس بهما وهذا الشيء متفق عليه منذ بداية الأزمة وهما رئاسة الجمهورية و الجيش العربي السوري.”

ويشير يوسف إلى أن شام إف إم تحولت إلى إذاعة سياسية نتيجة للظروف التي تمر فيها البلاد الأمر الذي تطلب جهوداً كبيرة:”نحن ككادر عمل دائمي البحث عن أفضل الأساليب وأقلها استفزازاً وأكثرها مهنية لكي نطور أداءنا طبعاً ضمن الإمكانيات التقنية والمادية والسقف المسموح به في سورية”.

أما التدخلات الأمنية التي تعيق العمل في الإذاعة فيقول يوسف أنها قليلة جداً والأكثر منها قد يكون من مسؤوليين إعلاميين وليس من جهات أمنية وبكل الأحوال ليست كثيرة”، مشيراً إلى أن الإعلام السوري بحاجة لمزيد من القنوات ذات التوجهات المختلفة لكي تطرح وجهات نظر مختلفة ضمن الثوابت الوطنية لردم الهوة بين الإعلام وبعض فئات الشعب.

صفاء مكنا مقدمة نشرة الأخبار تعتبر أن “شام إف إم كانت الميلاد الحقيقي لها في العمل الإعلامي، وتتابع : ” قدمتْ لي الكثير على مستوى الخبرة والحرفيّة ومازالت تقدم، وأحاول بدوري أن أكون على مستوى من الوفاء لها من حيث جودة العمل الذي أقدمه فيها، والتزامي بسياستها الإعلامية وانتمائي لها فكراً ونهجاً”.

الإعلامية صفاء مكنا

(الإعلامية صفاء مكنا)

أما المواقف الصعبة فهي وكثيرة ولعل أبرزها  الذي يواجهها على الهواء تقول ” مكنا :أصعب المواقف حين يسألني الناس عن حل مشكلة وخاصة ما يتعلق بقضايا المخطوفين والمعتقلين والمفقودين وذوي الشهداء، معتقدين أنك تستطيع الحل بينما مهمتك كإعلامي إيصال الصوت،أذكر هنا اتصال أب أولاده يصابون بالذعر ولا يستطيعون النوم ليلاً نتيجة صوت القصف، طلب منّا أن نتصل بالمعنيين لإيقاف القصف في دمشق”.

هذه المواقف لا تجعل المذيعة التي نجحت في برنامج ” تيست عالهوا ” عبر شام أف أم عاجزة عن تقديم أي خبر ومهما كنا  “أن تكون مهنياً وحرفياً في الإعلام يعني أن تستخدم عدة “لاءات” غالباً أنادي نفسي بها ولا أستطيع الالتزام بها، من هذه اللاءات: لا للدموع في العمل، لا للتورط العاطفي في القضايا التي تعالجها، لا لإقحام المشاعر والأحاسيس”. وأضافت: “ولا مرة لم أكن غير قادرة على إذاعة أي خبر رغم الأخبار المأساوية وكثرتها”.

فعندما تنأى بإنسانيتك عن أي مادة تعمل عليها، تتحول أنتَ إلى آلة والمادة التي بين يديك تتحول إلى عنصر جامد وعملك الإعلامي يتحول إلى مهنة فقط، بالوقت الذي أنت فيه إنسان بالدرجة الأولى والمادة الصحفية غالباً تكون قصة إنسانية حية فيها روح والعمل الإعلامي هو عملية فكرية، الحقيقة أنيّ لا أخفي تأثري بالحدث إذا كان جللاً..

أما الصحفي ماهر مونس وهو المسؤول عن إعداد النشرة المسائية فقد قال “للشارع السوري” أن: “النشرة المسائية لها ستايل مختلف عن باقي وسائل الإعلام السورية الأخرى، مؤكداً أن ما ينقصها فقط هو المزيد من الهامش المتاح لها، سواء على مستوى الموضوعات، أو على مستوى ضيوف ملف النشرة”، وأضاف: “النشرة المسائية تنافس نشرات الأخبار في محطات تلفزيونية ومؤسسات إعلامية كاملة”.

ورداً على سؤالنا له حول التغيرات التي قد يجريها في حال كان “مدير شام إف إم”: “لا أعتقد أن المشكلة في شخص المدير، إنما فيمن يضع السياسات ويؤطر العمل من جهات حكومية وإعلامية تعرقل أحياناً عمل المدير وتضيّقه، وأحيانا تمنع بعض الرسائل الإعلامية من الظهور تماماً”
و أضاف ممازحاً:لو أصبحت مديراً للإذاعة ليوم واحد، لرفعت راتب معد النشرة المسائية.

الوافدة حديثاً على الإذاعة  ديالا حسن أكدت “للشارع السوري” أن أهم ما يميز العمل في شام إف أم كونها “ورشة عمل متكاملة، فوجود الأستاذ سامر مدير الإذاعة المتعاون جداً والإعلامية القديرة هيام حموي وكادر عمل الإذاعة ومعظمهم أصدقاء قبل أن يكونوا زملاء”.

وعن شعبية برنامجها “البلد اليوم” مع عطية عوض تحدثت  قائلة : ” شام إف إم ذات شعبية كبيرة منذ انطلاقتها وحتى الآن، وأنا وعطية نعمل معاً منذ وقت طويل كما أن الناس بحاجة والجميع بحاجة البرامج التي تبعدهم عن الأجواء المشحونة”.

الإعلاميان ديالا وعطية

(الإعلاميان ديالا وعطية)

وعن تخصصها ببرامج “اللايت” أكدت ديالا: “الاختصاص أمر مهم للإعلامي، وأنا منذ بداية عملي كنت أعمل في هذا مجال الأخبار المنوعة (الثقافية والفنية والاجتماعية) وأحببته جداً، وعندما نحب مجالنا فإننا سننفذه بالطريقة الصحيحة والناجحة”.

بدوره  عطية عوض تحدث “للشارع السوري” عن فقرة “أصوات” التي يقدمها والتي يعنى فيها بمشاكل الناس: ” ما من صوت لم يخرج على الهواء، وقليلاً ما أتعرض لشكوى تتجاوز الخطوط الحمراء”. وأضاف: “الخطوط الحمراء تعني أن لا تكون شكوى المتصل تمس السلم الأهلي فقط”.

لا يبدو نقل الصورة عن الجهد الكبير الذي تقوم به الإذاعة سهلا .. ولا يبدو اختصار سبعة أعوام من التطور بعدد من السطور منصفاً.
وبعيداً عن نجاحات شام أف أم وقدرتها على أن تكون الشاشة والإذاعة المنافسة لفضائيات سورية وعربية من حيث متابعتها في سورية وبعيداً أيضاً عن انتقادات من طرفي الصراع الدائر في سورية حول انحيازها لطرف أو إعطائها فرصاً ومساحات لشخصيات لا تستحق أن تعطى هذه الأهمية حسبما يرى من ينتقدها .. استطاعت هذه الوسيلة الإعلامية أن تتفرد وأن ترتقي لمصاف المرجعيات الإعلامية وغالباً ما تقرأ تعليقاً على خبر على الفيس بوك يقول ” هيدي معلومات أكيدة  .. هيك قالت شام أف أم “