هيلاري كلينتون تمتدح "الجزيرة" والإعلام الأميركي "متفاجئ"
قبل نحو عقد من الزمن، كانت قناة «الجزيرة» تعد مروِّجة للدعاية المناهضة للولايات المتحدة. أما اليوم، فأصبحت «الجزيرة» تحظى بثناء أميركي، جاءها من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أشادت بـ«حُسْنِ» تغطيتها الإخبارية، منتقدة في المقابل وسائل الإعلام الأميركية.
وأشارت كلينتون، خلال شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الخميس الماضي، إلى أن الشبكات الأميركية كانت في مرتبة متأخرة في المنافسة على المعلومات.
وقالت كلينتون إن «الجزيرة» كانت «رائدة في تغيير عقول الناس ومواقفهم». وأضافت «شئنا أم أبينا، «الجزيرة» فعّالة حقاً»، مضيفة «في الواقع، نسبة مشاهدي «الجزيرة» في الولايات المتحدة ترتفع لأنها أخبار حقيقية».
وأردفت: «قد لا تتفق معها («الجزيرة») في الرأي، لكنك تشعر كأنك تحصل على أخبار حقيقية على مدار الساعة، بدلاً من مليون إعلان من الإعلانات التجارية، وتقدّم مناظرات بين الشخصيات الهامة. والأمور التي نفعِّلها في قنواتنا الإخبارية لا تقدم لنا المعلومات، ناهيك عن الأجانب».
في الواقع، لم ترتفع نسبة مشاهدي «الجزيرة» كثيراً في الولايات المتحدة، لأنها لا تزال غير متوافرة على نطاق واسع، وتُشاهد فقط على أنظمة «الكايبل» المنتشرة في فيرمونت، أوهايو وواشنطن العاصمة. لكن نسبة مشاهدة «الجزيرة» الإنكليزية على الإنترنت ارتفعت خلال التظاهرات الأخيرة في مصر وصولاً إلى 2500 في المئة في ذروتها، بالإضافة الى ان نصف المتتبعين بشكل عام هم من الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت القناة.
واستفادت «الجزيرة» من هذه اللحظة، حيث سألت زوار موقعها على الإنترنت أن ينقروا على زر يولد تلقائياً رسالة إلى نظام «الكايبل» المحلي للمستخدمين تشجّعهم على إضافة الشبكة. وقد ولدت أكثر من 40 الف رسالة الكترونية بحسب المتحدثة باسم القناة مولي كونروي.
من جهته، قال رئيس مكتب «الجزيرة» في واشنطن عبد الرحيم فقراء: «أقنعت الأحداث في مصر عددا متزايداً من الأميركيين، ضمنهم وزيرة الخارجية الأميركية، بأن التغطية التي منحتها «الجزيرة» لهذه الأحداث أمر يُنظر اليه على أنه تحول جذري في النظرة إلى الشبكة».
في المقابل، قال النائب الأول لرئيس لقناة «فوكس نيوز» مايكل كليمنت إنه «تفاجأ فضولي» من تصريحات كلينتون. وتابع: «لدينا قضايا ملحة هنا، سلامة الناس وسلامة شعبنا. وبعض القضايا الكبرى. فجأة تطرح عناوين عن «الجزيرة» مقابل الأخبار في هذا البلد؟ إنه مفاجئ.. مثير للفضول أكثر مما هو مفاجئ».
وفيما امتنع ممثلون عن قنوات «سي ان ان»، «آي بي سي»، «سي بي أس» و«ان بي سي نيوز» عن التعليق الجمعة الماضي على ما قالته كلينتون، أبدى الرئيس السابق لمكتب «سي أن أن» في واشنطن فرانك سيسنو موافقته على تقييم كلينتون قائلاً «إنها محقة».
وتابع سيسنو «كايبل نيوز» (القنوات التي تبث على مدار 24 ساعة) وقال: «أصبحت ضوضاء. كان المقصود منها أن تكون فرصة لإطلاع الناس، وبدلاً من ذلك أصبحت فرصة لإثارة الناس». وقد عزز تحول هذه القنوات نحو الرأي بوضوح «فوكس نيوز»، متصدرة التصنيفات في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل قناة «أم أس أن بي سي».
ويعتبر سيسنو أنه «حتى مع التحرك في اتجاه الرأي، توفر الشبكات الإخبارية تغطية إعلامية عندما تكون هناك أخبار عاجلة مثل الثورة المصرية». ويؤكد أن ما ينقص هو إتساع الاهتمام والاستعداد للالتصاق مع القصص وتوفير السياق.
وتمثِّل تعليقات كلينتون المُجامِلة للشبكة العربية تحولاً كبيراً عن الموقف المتخذ منذ عشر سنوات، عندما اشتكت إدارة بوش من أن «الجزيرة» تروّج لأولئك الذين عارضوا الولايات المتحدة. وقد وصف وزير الخارجية الأسبق دونالد رامسفيلد ذلك بأنه «انحياز غير مبرر».
ورأى سيسنو أن الاضطرابات في العالم العربي قد تبرهن أهميتها بالنسبة إلى «الجزيرة» بقدر ما رسخت حرب الخليج «سي أن أن» في الولايات المتحدة.