واشنطن بوست:فرنسا تواجه واقعاً صعباً بمالي لم يكن بحسبانها

سرعان ما تبددت الأحلام الفرنسية في مالي فور اصطدام الجيش الفرنسي بالواقع الصعب الذي لم يكن في حسبانها فوسط المزاعم الفرنسية التي تبرر فيها تدخلها العسكري في هذا البلد بالقضاء على الإرهاب وإعلان المسؤولين الفرنسيين بجرأة في البداية أن جيشهم سيشتت المسلحين ويطردهم من شمال مالي ثبت بعد أسبوعين من بدء الحملة الفرنسية العسكرية أن باريس ورطت نفسها في معضلة لم تكن تتوقعها.

وهذا ما جاء في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية حيث قالت إن الفرنسيين يواجهون مجموعة من المشكلات وإن الشكوك قد ثارت بشأن أهدافهم بعيدة المدى اضافة لافتقادهم إلى استراتيجية واضحة للخروج من مالي مع ظهور مخاوف من نشوء أفغانستان جديدة في هذا البلد.

وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية فرنسا في مالي التي تتضمن تأمين العاصمة باماكو والثلث الجنوبي من البلاد واستعادة القوات الأفريقية السيطرة على المدن الشمالية وخاصة تمبكتو وغاو وكيدال تبدو الآن صعبة التحقيق وطويلة المدى نظراً إلى أن القوات الأفريقية لا تزال تحتاج إلى وقت للقيام بدورها وفق الخطة المتفق عليها .

وأضافت الصحيفة أنه تم إرسال نحو ألف جندي من خمس دول أفريقية إلى مالي من جملة 3000 وفق الخطة إلا أن مدربيهم الأوروبيين لم يصلوا بعد الامر الذي جعل الخبراء في باريس يقترحون أن تتقدم القوات الفرنسية نحو الشمال لتأمين مدن الشمال الرئيسية بدلا من مجرد انتظار قدوم القوات الافريقية .

وتابعت الصحيفة أن ما زاد الأوضاع سوءا هو ان الحكومة المالية ضعيفة وجيشها يفتقر للتنظيم كما ان قوات التدخل الافريقية الموعودة منذ فترة طويلة ليست جاهزة حتى اليوم.

وأوضحت أن الجيش المالي الذي زعمت فرنسا بأنها تسعى لتعزيزه بحملتها وجهت إليه اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وخاصة ضد الطوارق الذين بدأ بعضهم تمرد آذار الماضي الذي قسم البلاد مشيرة إلى أن القوات الفرنسية ستجد نفسها عالقة وسط التوترات المتنامية بين الطوارق سكان الشمال وزنوج مالي في الجنوب الذين يديرون البلاد والجيش.

في غضون ذلك يلقى التدخل الفرنسي العسكري في مالي رفضا كبيرا في المجتمع الفرنسي حيث بدأت الانتقادات تثير الشكوك بشأن الفترة التي سيستغرقها التدخل.

ونقلت الصحيفة عن زعيم اليمين المحافظ جين فرانسوا كوبي خلال نقاش بالجمعية الوطنية الفرنسية قوله إنه وزملاءه بالمعارضة قلقون من أن فرنسا تقاتل وحدها على الأرض رغم الخطط لإشراك قوة افريقية والوعود بالتدريب من قبل الاتحاد الأوروبي.

وكان الكاتب الفرنسي بصحيفة لوفيغارو الفرنسية يفس ثريد قال في مقال نشره الأسبوع الماضي إن الخوف من ظهور أفغانستان جديدة في مالي يلوح في الأفق.