واشنطن تدعم تل أبيب سراً لضرب إيران

 

 

على الرغم من عدم توفر أية أدلة لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. آي. إيه" ولدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد"، على أن إيران تطور برنامجا لصنع الأسلحة النووية، فإن ذلك لم يمنع بعض الدوائر في الولايات المتحدة وإسرائيل، من إثارة هيستيريا الحرب، عبر التهديد بتوجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الايرانية.

وتجاوبا مع ارتفاع الأصوات المهللة للحرب، بدأت وسائل الإعلام، تناقش الخيارات، التي يمكن أن يقوم بها سلاح الجو الاسرائيلي. حيث يرى بعض المحللين أن تدمير المنشآت النووية الايرانية، يتطلب استخدام 100 قاذفة من طراز "إف 15 ـ آي" و "إف 16 ـ آي" وكذلك عدد من طائرات التزويد بالوقود جوا، التي تمتلك إسرائيل منها 7 طائرات. وبالإضافة إلى ذلك، تتطلب العملية الجوية ضد إيران، استخدام طائرات الاستطلاع والصراع الالكتروني، التي تمتلك إسرائيل منها 4 طائرات. وعلى صعيد التسليح؛ تفيد التقارير الاستخباراتية بأن لدى إسرائيل أكثر من 100 قنبلة خارقة من طراز "GBU-28"، تزن كل واحدة منها أكثر من طنين. وتستطيع كل طائرة من طائرات "إف 15 ـ آي" أن تحمل 3 قنابل من هذا الطراز. ومن المعروف، أن القنابل من طراز "GBU-28" تستطيع اختراق 6 أمتار من الخرسانة المسلحة.

أما الأهداف الايرانية المحتملة لسلاح الجو الاسرائيلي، فهي أربع منشآت نووية مبنية على عمق كبير تحت الأرض، ومفاعلين نويين مبنيين فوق الأرض، من السهل إصابتهما من الجو. لكن هذين المفاعلين محميين بمنظومات صاروخية مضادة للطائرات، روسية الصنع من طراز "إس ـ 200". ومن المؤكد أن سلاح الجو الاسرائيلي سوف يعمل على إبطال مفعول هذه المنظومات، لكن ذلك لن يكون بالأمر السهل، لأنها موضوعة في حالة تأهب دائم، وتغير أماكن تموضعها باستمرار.

وبالإضافة إلى ما تقدم ذكره، هناك هدفان محتملان آخران لسلاح الجو الاسرائيلي؛ هما موقعان يعملان على تطوير أنواع جديدة من الصواريخ البالستية.

أما بالنسبة للمسار الذي ستسلكه الطائرات الاسرائيلية للوصول إلى أهدافها في إيران، فعلى الأرجح، أنه سيكون عبر الأردن، ثم العراق. ذلك أن عبور الأجواء التركية أمر مستبعد، أما المسار الجنوبي، الذي يمر عبر المملكة العربية السعودية، فيتطلب الكثير من الوقود. لكن ذلك لا يمنع أنّ الطائرات يمكن أن تستخدم هذا الطريق خلال عودتها إلى قواعدها.

وفي ما يتعلق بالجانب السياسي؛ يرجح المراقبون أن تواصل الولايات المتحدة سياسة النأي بنفسها عن هذا الموضوع، في العلن، والعمل في السرِّ على تزويد إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية، وبأحدث التقنيات.