واشنطن تعيد الأزمة اللبنانية الى المربع الاول .. وتجهض المبادرة السورية - السعودية

 

تمكنت واشنطن من إجهاض التسوية السورية ـ السعودية واعادت الازمة الى المربع الاول.

وليس أدل على أهمية الفرصة المتلاشية من الجهد الدولي الذي بُذل لضربها، إذ أقيمت في نيويورك خلال الايام الماضية ما يشبه «غرفة عمليات» دبلوماسية تولت توجيه الضربات المدروسة الى الجهد السوري - السعودي، وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أول من باشر في تسديدها عبر رسالة واضحة فحواها ان أي تسوية على حساب المحكمة مرفوضة بل ممنوعة.

وكان رئيس كتلة التغيير والاصلاح في مجلس النواب اللبناني النائب ميشال عون اعلن امس وبشكل مفاجىء انتهاء المبادرة السورية - السعودية لحل الأزمة اللبنانية "من دون نتيجة".
وأعرب عون عن شكره للملك السعودي على الجهود التي بذلها، وكذلك للرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من ان هذه المبادرة انتهت من دون نتيجة .

وجاء كلام عون بعد سلسلة لقاءات أجراها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في نيويورك خلال اليومين الماضيين وشملت العاهل السعودي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال الحريري في تصريح له قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي إن "المسعى السعودي السوري الذي يتم الحديث عنه منذ اشهر انجز بالفعل".

وحسب احد السيناريوهات التي تم التداول بها ليل أمس فإن المعارضة ستعلن عن استقالة وزرائها من الرابية بعد ظهر اليوم، فيما يكون الحريري مجتمعاً او على وشك الاجتماع مع أوباما، ما يعني إذا صح هذا السيناريو ان الحريري سيعود الى بيروت بصفته رئيساً سابقاً للحكومة.


وفي المعلومات ان الملك عبدالله اتصل بالرئيس الاسد أمس الاول وأبلغه ان المملكة بذلت كل جهد ممكن للتوصل الى مخارج للأزمة اللبنانية الراهنة، ولكن هناك ظروف ومحطات لم يكن متاحاً تجاوزها، مؤكداً له ان هذا الامر لن يؤثر على العلاقة الثنائية بين سوريا والسعودية.

وعلى الاثر، توجه النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل الى دمشق حيث التقيا الرئيس الأسد وتبلغا منه ما آل اليه المسعى السوري ـ السعودي.

وعاد الخليلان الى بيروت حيث عقدت مشاورت مكثفة بين قيادات المعارضة، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محورها. وعلم ان المعارضة قررت ان تترك للعماد ميشال عون الإعلان عن إخفاق المسعى العربي، حتى لا يثير إعلان ذلك عن طريق حزب الله او الرئيس بري أي حساسية من نوع مذهبي.


وفي هذا السياق، زار وفد من المعارضة رئيس الجمهورية وطرح عليه مبادرة تقضي بالدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء اليوم، لمناقشة بند وحيد وهو كيفية مواجهة تداعيات المحكمة الدولية وفك الارتباط اللبناني عن هذه المحكمة، في ما بدا أنها خطوة تندرج في سياق تبرئة ذمة المعارضة قبل الانتقال الى مرحلة التدرج في اتخاذ القرارات الصعبة.



وكشف المصدر عن ان سليمان أجرى اتصالات بالرئيس بشار الاسد وتداول معه في آخر المستجدات وان الاسد أثنى على الجهود التي يبذلها سليمان لمعالجة الموقف المستجد.


ولاحقاً، عقد وزراء المعارضة وعدد من أطرافها اجتماعاً تنسيقياً خرج بعده الوزير محمد فنيش ليقول ان المسعى السوري السعودي وصل إلى طريق مسدود بسبب الضّغوط الأميركيّة.


وقد وجه الرئيس الحريري شكره إلى الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز على مبادرتهما والرعاية التي يحيطان بها لبنان.

وفي حين أفيد أن دخولاً قطرياً وتركياً جرى على خط محاولة احتواء تداعيات فشل المسعى السوري ـ السعودي، قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن «آخر الاخبار بشأن حل الازمة في لبنان غير مشجعة، برغم المساعي المبذولة»، إلا انه أكد ان «هذا لن يثنينا عن مطالبة الجهات التي يمكن ان تساعد في الوصول الى حل لهذا الموضوع».

ومن المقرر ان يلتقي اوباما والحريري اليوم للتوصل الى اتفاق للحد من التوترات في لبنان بسبب المحكمة الدولية الخاصة بمقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005.

والحريري موجود في نيويورك منذ يوم الجمعة لمحادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان جي مون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وأثار فشل مساعي الوساطة دعوات من حزب الله وحلفائه الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء وقال احد المصادر انهم سينسحبون من الحكومة اللبنانية اذا لم توافق على ايقاف التعاون مع المحكمة التي تساندها الامم المتحدة.

ومنذ يوليو تموز عملت السعودية وسوريا من اجل تخفيف التوترات الناشئة بسبب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري والتي شلت عمل الحكومة في لبنان واحيت المخاوف من اندلاع صراع طائفي مجددا.