واشنطن خففت موقفها من "الجزيرة" وكثفت من حضور مسؤوليها على شاشتها

قالت لوس انجليس تايمز الامريكية ان الادارة الامريكية بدأت خطوات لاصلاح العلاقات الباردة مع قناة الجزيرة. وقالت الصحيفة ان التغيير بدأ في محاولة المكتب التابع للخارجية الامريكية للاتصال مع الاعلام في دبي، حاول وضع الدبلوماسيين الامريكيين للمشاركة في تغطية الجزيرة لاحداث مصر من اجل توضيح وجهة النظر الامريكية.

وظهر المتحدث باسم الخارجية الامريكي فيليب كراولي وكذا المسؤول المساعد لشؤون الشرق الادنى لوزيرة الخارجية الامريكية جيفري فيلتمان اكثر من مرة على شاشة الجزيرة، كما ظهر السناتور جون كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس. وقالت ان الجزيرة مهمة لان غالبية سكان المنطقة يشاهدونها حسب نائبة مساعد وزيرة الخارجية للاعلام الدولي دانا شيل سميث واضافت انه في حالة عدم التحاور معهم فان الناس 'سيتحدثون نيابة عنا'، وعليه 'نريد التأكد من اننا هناك نتحدث عن انفسنا بانفسنا'.

وقالت الصحيفة ان عملية مراجعة تمت في كانون الاول العام الماضي ادت لزيادة عدد الاعلاميين والدبلوماسيين للظهور والتحدث امام 600 مليون مشاهد في انحاء العالم. فيما كلفت الخارجية عددا من مسؤولي الاعلام فيها للقيام بمهام اعلامية في مراكز النشاط في لندن وبروكسل ودبي.

وقالت ان كلا من كلينتون ومايك مولين، رئيس هيئة الاركان، ووزير الدفاع روبرت غيتس وديفيد بترايوس- قائد القوات الامريكية في افغانستان ظهروا في السنوات الاخيرة على شاشات تلفزة عربية. وللجزيرة تاريخ متوتر مع القناة حيث اتهمها وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد بانها تبث تقارير مشينة وغير مبررة او دقيقة عن الحرب في العراق. فيما اتهمت القناة القوات الامريكية باستهداف مراسيلها قصدا عندما اطلقت صواريخ على مراسلها في كابول 2001 وقتلت مراسلها في بغداد- 2003. والان تتحدث دانا سميث عن ما اسمته 'توتر صحي'، خاصة ان سميث عملت في الشرق الاوسط واسيا وشاهدت كيف قامت الفضائيات بكسر الاحتكار الاعلامي للدولة.

ونقلت عن توني بيرمان، المستشار الاستراتيجي للقناة في امريكا قوله ان اللقاءات المتعددة مع المسؤولين الامريكيين ساعدت في ترطيب العلاقات. فيما التقت كلينتون مع مديري الجزيرة الكبار وتحدثت معهم بصراحة قبل عام لترطيب الاجواء وقال بيرمان ان العلاقة الان هي علاقة مهنية بين 'حكومة قوية وقناة قوية'.

 

الجزيرة في امريكا

 

وفي تقرير مطول قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان الجزيرة ستكون المستفيد الاول من الاحداث في مصر خاصة ان القناة وفرت للمحتجين صوتا اولا من تونس الى مصر ولاحقا من السوادن واليمن والاردن وقدمت اصواتهم للعالم. وقالت ان فكرة استفادة القناة تبدو من حقيقة عدد من الاعلانات التي وضعتها في كبريات الصحف الامريكية.

وقالت ان التغطية الاخبارية المستمرة للقناة اكدت سيطرتها على الاعلام الناطق بالعربية فيما اثارت تغطيتها عددا من الدعوات الامريكية وبين الموزعين لتوفير خدمتها بالانكليزية في امريكا.

ونقلت عن خنفر قوله ان التغطية المستمرة لاحداث مصر وعلى مدار الساعة ادت الى توفير دفعة للمتظاهرين لكن القناة لم تتبن الثورة.

ونقلت عن مسؤولين اخرين في القناة قولهم ان القناة لا تقوم الا بتغطية الاخبار وليس صناعة الاحداث مع انها واعية للدور الذي تقوم به واهتمام الناس بتغطيتها. ومع ذلك قال خنفر في لقاء اخر ان العالم شاهد الثورة التونسية عبر قناة الجزيرة.

في مقال كتبه مدير قناة الجزيرة وضاح خنفر في 'الغارديان' جاء فيه ان القناة هي التي كسرت حاجز الصمت، وان الاعلام الحر الذي تمثله الجزيرة وغيرها قادر على صناعة الاحداث وامواج التغيير في المنطقة واشار الى تجربة 15 عاما من الاعلام الجديد الذي دفع ثمن المواجهة مع النظام القديم مشيرا الى ان الجزيرة دفعت الثمن من خلال سجن مراسليها، وقتلهم وتعذيبهم وتدمير مكاتبها وغير ذلك. ولن تعجب التطورات الامريكية اليمين الامريكي خاصة فوكس نيوز حيث بدأ كتاب مقالات بنشر تقارير ضد القناة في الصحف الامريكية.

 

القدس العربي