والله أهل سوريا ما بيستاهلوا !!

هل هناك في العالم من هو أسوأ حظاً من السوريين؟ مسلحون من المعارضة يتسللون الى داخل دمشق وحلب ويختارون أكثر الأحياء ازدحاماً بالسكان، ثم يطلقون النار من أسلحة خفيفة ليقولوا نحن هنا، ويرد جيش النظام بعنف... يُقتَل ناس ابرياء، وتُدمّر معالم التاريخ.
دمشق وحلب حجر الزاوية في تاريخ العمران البشري. هل أحتاج أن أحكي عن دمشق، أقدم مدينة مسكونة باستمرار في العالم، عن سورها وأبوابه، الجامع الاموي، كنائس المسيحية الاولى، القديس بولص وفراره في سلة أُنزلت من على السور بعد ان همّ اليهود بقتله، بردى والغوطة «ودمع لا يكفكف يا دمشق».
ومن قلعة دمشق الى حلب وقلعتها، اين صلاح الدين ليرى ما حل بقلعته؟ هي قديمة قدم التاريخ، عرفت الحثيين والآراميين والسلوقيين والرومان والبيزنطيين، وبنى صلاح الدين فوق السابقين، وبقيت القلعة وحلب حتى يومنا هذا.
أقول إنني لا أزال عند رأيي أن حفظ الحياة أهم من كل شيء، وكنت دنت قتل ثلاثة او اربعة مواطنين سوريين في اول مقال لي عن الوضع السوري في 1/4/2011، وأجد اليوم ان الضحايا عشرات الألوف، وكل يوم 50 ضحية او مئة او اكثر، يروحون قرباناً للجهل حتى الجريمة.
من المستفيد من عنف الطرفين؟؟ إسرائيل وحدها.
لبنان والأردن والعراق والدول العربية كلها ستدفع الثمن، ومعها تركيا وغيرها، ولا احد سيستفيد غير إسرائيل، فلماذا تحارب وتقتل طالما ان اهل البلد يحارب بعضهم بعضاً ويقتلون ويدمرون، وعلى مستوى لم تحلم اسرائيل يوماً بتحقيق نصفه.
أما أميركا وبريطانيا وفرنسا، فعندها مجلس الامن لإصدار ما يناسب مصالحها من قرارات، وتعارضها روسيا والصين بما يناسب مصالحهما، ويُقتل السوريون يوماً بعد يوم، من دون ان تقف الخسائر عند هذا الجيل، فأجيالٌ قادمة ستأتي وتذهب قبل ان يكمل السوريون بناء ما يتهدم اليوم.
درس التاريخ هو أن الحروب الدينية اكثر الحروب دموية، ويكفي ان ننظر الى تاريخها الأوروبي، ودرسه الآخر ان الحروب الأهلية هي أسوأ انواع الحروب، وأهل البلد الواحد يقتل أحدهم الآخر، وأخشى ان تكون سورية فريسة حرب اهلية ثم طائفية.
ثم لا أملك إلا أن أقول باللهجة العامية: والله أهل سورية ما بيستاهلوا. هم أحبّاء. ولا غفر الله لمن كان السبب.