وانطفأت الوردة.. تقرير خاص ‫ من شام_إف_إم‬

- لن تسهر أم فوزي بعد اليوم وهي تنظر إلى درجة حرارة ابنها المريض، تُبدّل الضمادات، وتأتي بما تبقى من ماء في منزلها ومنازل جيرانها في القرية المحاصرة..

- ربما سيكون ما تبقى من ليالي عمرها هو للحزن وقراءة القرآن على روح ولدها التي خرجت من جسده أمام عينيها..

- "فوزي أيمن فواز.." أحد أطفال بلدة الزهراء المحاصرة في ريف حلب الشمالي

- اليوم 18-7-2013 كان آخر أيام حياته القصيرة..

- لم يكتمل ربيعه الرابع بسبب إصابته بمرض "أبو صفار" الذي أدى إلى تلف كبده تدريجياً، ولم يستطع الأطباء فعل شيء نتيجة فقدان الدواء بسبب الحصار المفروض على البلدة منذ ثلاثة عشر شهراً..

- بقي الطفل على فراش الموت شهراً كاملاً يعارك ما استطاع من آلام المرض إلى أنأشتدّ به النزع ومات تحت مدامع والديه..

- فوزي.. ليس الطفل الأول الذي يقضي مرضاً، فقد توفي منذ حوالي الشهر ونصف طفلين "سبب سوء التغذية" في بلدة نبل الشقيقة لبلدة الزهراء في الحصار

- يومها أغلق مستوصف نبل أبوابه بوجه حياتهما "لأن الدواء مفقود منذ أشهر بسبب الحصار" حسب مدير المستوصف..

- فوزي ومثله أكثر من ألفي طفل.. ومعهم ستون ألف نسمة محاصرة من قبل ميليشيات متشددة ولواء التوحيد وميليشيا الحر في ريف حلب الشمالي منذ سنة وشهر.. والأسباب "طائفية"


- بلدتا نبل والزهراء شمال اللتان تقعان غرب مدينة حلب بمسافة تبعد عن مركز المدينة 20 كم وتتبعان إدارياً إلى منطقة عزاز وتتميز بشتاء قارس جداً وصيف حار جدا وتتميزان بموقع جغرافي هام واستراتيجي

بلغ عدد شهداء القريتين حوالي 180 مدني موثقة اسماؤهم قتلوا خلال قصف صاروخي وهاون تتعرض له القريتان منذ حوالي الشهرين بشكل يومي دون انقطاع من قبل ميليشيات مسلحة
-
في حين وصل عدد المخطوفين حتى الآن أكثر من 200 مخطوف من القريتين بينهم نساء
- آخر ما سجل مركز التوثيق الإعلامي أن أهالي القريتين باتوا يقتاتون أنواع معينة من الأعشاب بعد انقطاع كل الطرق التي توصل الطحين.

- ومع انعدام الغاز والمحروقات، بات الحطب هو الطريقة الوحيدة للطهي والطبخ، وبالنسبة للماء، فحفر الآبار هو المنفذ الوحيد من الأرض إلى شفاه الأطفال.

- سعر ربطة الخبز في بلدة نبل والزهراء هو 300 ليرة منذ سنة والحصار الذي تعرضت له حلب منذ أسبوعين، تعيشه البلدتان منذ سنة وشهر

- كانت المساعدات الحكومية من طحين ومواد طبية وغيرها تصل عن طريق الحوامات، لكن قام مسلحو الحر بإسقاط الحوامة التي كان على متنها مسؤول التربية وأسئلة الشهادتين الأساسية والثانوية منذ حوالي عشرين يوما، ومن حينها انقطع الإمداد الجوي عن القريتين ولم تعد الحوامات تهبط في نبل.

- تقرير شام إف إم
- مصدر المعلومات: مركز التوثيق الإعلامي